الجمعة، 6 أبريل 2018

(1): العهد القديم:تاسعا: مصادر الفكر اليهودي: الفصل الثاني: اليهود


الفصل الثاني: اليهود
تاسعا: مصادر الفكر اليهودي.
(1): العهد القديم:
(أ) ما المقصود بالعهد القديم
يقصد بالعهد القديم أسفار اليهود، والتي تُعتبر التوراة التي نزلت على نبي الله موسى – عليه السلام – جزأ منها، والعهد القديم مقدس عند كل من اليهود والمسيحيين على حد سواء، ولكن أسفاره غير متفق عليها بينهم، حيث تزيد الأسفار وتنقص في عددها ليس بين اليهود والمسيحيين فحسب، بل بين الفرق اليهود، والفرق المسيحية أيضا.
نزل موسي من الجبل حاملا الألواح وغاضبا لمافعله بني إسرائيل.

فمثلا يضيف بعض أحبار اليهود أسفارا لا يقبلها أحبار آخرون، فإذا ما جئنا إلى المسيحية وجدنا أن النسخة الكاثوليكية من العهد القديم تزيد سبعة أسفار عن النسخة البروتستانتية،  هذا وتنقسم أسفار العهد القديم التي يعترف بها البروتستانت إلى ثلاثة أقسام:
    القسم الأول التوراة: ويشتمل على أسفار خمسة هي: التكوين – الخروج – اللاوين ( الأحبار ) – العدد – التثنية – وتلك  هي التي يطلق عليها أسفار موسى أو التوراة.
    القسم الثاني أسفار الأنبياء: وهي نوعان:
   أسفار الأنبياء المتقدمين: وتشمل:- يشوع ( يوشع بن نون ) – قضاة – صموئيل الأول – صموئيل الثاني – الملوك الأول – الملوك الثاني.
   أسفار الأنبياء المتأخرين: وتشمل:- اشعيا – أرميا – حزقيال – هوشع – يوئيل – عاموس – عوبديا – يونان ( يونس ) – ميخا – ناحوم – حبقوق – صفنيا – حجيً – زكريا – ملاخي.
    القسم الثالث الكتابات وهو ما يتشعب على ثلاثة أقسام هي:
o   الكتب العظيمة وتشمل: المزامير ( الزبور ) – الأمثال ( أمثال سليمان ) – أيوب.
o   المجلات الخمس: نشيد الأناشيد – راعوث – المراثي ( مراثي أرميا ") الجامعة – استر.
o   الكتب وتشمل: دانيال – عزرا – نحميا – أخبار الأيام الأول – أخبار الأيام الثاني.
وبذلك يكون مجموع تلك الأسفار تسعة وثلاثون سفرا وهي التي تعتمدها وتوافق عليها الكنيسة البروتستانتية.
 أما الكنيسة الكاثوليكية فتضيف سبعة أسفار أخرى وهي: طوبيا – يهوديت – الحكمة – يسوع بن سيراخ – باروخ – المكاًبيين
الأول – المكاًبيين الثاني.
تلك لمحة موجزة في شئ من الإجمال عن الأسفار التي يتكون منها العهد القديم، والذي يشكل أول حجر من الأحجار الثابتة، التي يتشكل منها الفكر اليهودي.
موسى يتفاجأ بعبدة بني إسرائيل لعجل السامري

(ب) القرآن الكريم والتوراة:
 ولكن قبل الحديث عن باقي المصادر التي يتشكل منها الفكر اليهودي، لابد وأن نلفت النظر إلى أن القرآن الكريم لا يعترف بتلك الأسفار مجتمعة، فهو لا يعترف إلا بالتوراة التي نزلت على – موسى - عليه السلام والتي تتكون من أسفار ( التكوين – الخروج – اللاويون – العدد – التثنية ) هذا فضلا عن أن هذه الأسفار قد خضعت للتحريف من قبل اليهود.
 قال تعالى: [مِنَ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيًّا بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْنًا فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانْظُرْنَا لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمُ اللهُ بِكُفْرِهِمْ فَلَا يُؤْمِنُونَ إِلَّا قَلِيلًا] {النساء:46}
وقوله – جل شأنه – [فَبِمَا نَقْضِهِمْ مِيثَاقَهُمْ لَعَنَّاهُمْ وَجَعَلْنَا قُلُوبَهُمْ قَاسِيَةً يُحَرِّفُونَ الكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ وَلَا تَزَالُ تَطَّلِعُ عَلَى خَائِنَةٍ مِنْهُمْ إِلَّا قَلِيلًا مِنْهُمْ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاصْفَحْ إِنَّ اللهَ يُحِبُّ المُحْسِنِينَ] {المائدة:13}
وقوله – سبحانه وتعالى – [قُلْ يَا أَهْلَ الكِتَابِ لَسْتُمْ عَلَى شَيْءٍ حَتَّى تُقِيمُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا فَلَا تَأْسَ عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ(68) ]. {المائدة}.
من تلك الآيات الكريمة يتضح لنا تحريف اليهود للتوراة، هذا فضلا عن إهمالهم لها، نظرا لاختلاف تعاليمها عما تشتهي نفوسهم
قال تعالى: [مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا بِئْسَ مَثَلُ القَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآَيَاتِ اللهِ وَاللهُ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {الجمعة:5}
أحد السامريين يعرض لفائف منسوخة من التوراة السامرية.

أما بقية الأسفار التي حفل بها العهد القديم بخلاف تلك الأسفار الخمسة فقد ألفها أحبار اليهود وكهنتهم، وتلك الأسفار المؤلفة دليلنا على صدق ما نقول من أنها من صنع أحبار اليهود وكهنتهم، فهذه الأسفار الزائفة قد احتوت على ما يتناقض مع الخُلق القويم الذي ينبغي أن يكون عليه الأنبياء كقدوة وأسوة للرعية حيث نجد الأنبياء على صفحات تلك الأسفار الزائفة يرمون بعضهم البعض بأقبح الصفات التي تنافي النبوة مثل: الشعوذة والهوس والتظاهر وابتزاز الأموال بغير حق.

هذا بخلاف روح الفساد التي تنشرها بعض تلك الأسفار كسفرا ( استر – ويهوديت ) حيث يحثان المرأة اليهودية على استغلال جمالها وفتنتها من أجل تحقيق ما تبغية الدولة اليهودية حتى ولو اقترفت جريمة الزنا... الخ من الأخلاق الدنيئة والتي سنوضحها فيما بعد.
وخير دليل على ذلك ما ذكره الحق – تبارك وتعالى – في سورة البقرة في معرض الحديث عن أطماع وصفات ذلك الشعب حيث يقول – سبحانه وتعالى – [أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ(75) ]. {البقرة}.
وقوله – جل شأنه – [فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الكِتَابَ بِأَيْدِيهِمْ ثُمَّ يَقُولُونَ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَنًا قَلِيلًا فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ] {البقرة:79}

(ج) توراة موسى – عليه السلام –
التوراة:كلمة عبرانية تعني الشريعة أو الناموس. ويراد بها في اصطلاح اليهود: خمسة أسفار يعتقدون أن موسى - عليه السلام -  كتبها بيده ويسمونها "بنتاتوك" نسبة إلى "بنتا" وهي كلمة يونانية تعني خمسة أي الأسفار الخمسة.
وفي لسان العرب: التوراة ذات أصل عربي ومصدرها وَرِيَ،و الوراء هو ولد الولد، والواري هو السمين من كل شيء، وناقة وارية أي سمينة، وورَيتُ النار توريةً إذا استخرجتها، واستوريت فلاناً رأياً أي سألته أن يستخرج لي رأياً، ووريت الشيء وواريته أخفيته، ووريت الخبر أُورِيه توريةً إذا سترته وأظهرت غيره وكأنه مأخوذ من وراء الإنسان، لأنه إذا قال وَرَيته فكأنه جعله وراءه حيث لا يظهر، والتورية هي الستر..
ولو تدبرنا كل المعاني السابقة لوجدنا أن هذه التسمية (التوراة أو التورية حسب الرسم القرآني لها) جاءت لتصف بدقة وبشمولية حال الكتاب الموجود بين أيدي اليهود، ولتصف الكيفية التي يتعامل بها اليهود مع هذا الكتاب، فالتوراة في الواقع كتاب ضخم يحوي بين دفتيه 39 سفراً، وإحدى نسخه المترجمة فيها ما يزيد عن 1128 صفحة بمعدل 380 كلمة لكل صفحة، أي ما يزيد على القرآن الكريم من حيث عدد الكلمات بستة مرات تقريباً، جُمع فيه كل ما أُنزل على أنبياء بني إسرائيل المتعاقبين تباعاً ..
والغالب أن النسخة المعتمدة من التوراة حالياً هي المسماة الموسوية: أي التقليد، وهي النسخة التي أعدها علماء يهود في طبريا على مدى ما يزيد عن ستة قرون (من القرن السادس إلى القرن الثاني عشر الميلادي).
 والتوراة في واقعها تتألف من خمسة أسفار تنسب إلى نبي الله  - موسى عليه السلام - كما ذكرنا سابقاً، وتوصف بأنها أنزلت عليه في طور سيناء وهي على النحو التالي:
سفر التكوين

- التكوين:
ويقع في خمسين إصحاحاً ويحكي عن الأصول الأولى للحياة البشرية (عن بدء الخلق، وقصة الخطيئة)، وأبناء آدم ونوح، والطوفان، وما كان من أمر أبنائه بعد الطوفان، ورحلة إبراهيم الخليل، وإسماعيل، وإسحاق، وما كان من أمر عيسو ويعقوب، والأسباط، وخلال فصول الكتاب تلمس طبيعة العلاقة بين (الرب والشعب) فالرب هو يقيم ويحاكم ويعاقب الذين يذنبون، ويقود ويساعد ويرفع السالكين حسب أوامره. ولقد كتب هذا الكتاب القديم لكي يسجل قصة إيمان الناس بالله ويساعد في حفظ هذا الإيمان حياً.

 - الخروج:
ويقع في خمسين إصحاحاً ويشرح قصة الخروج أي: ما فعله الله - عز وجل - عندما حرر شعبه - كما تزعم التوراة- من العبودية على أيدي الفراعنة في أرض مصر، وكوّن منهم شعباً ودولة بآمال عريضة للمستقبل وكان نبي الله - موسى عليه السلام -  هو الشخص الأساسي الذي تدور حوله الأحداث خلال هذه الفترة ، فهو الإنسان الذي اختاره الله – سبحانه -  لكي يقود شعبه في رحلته أثناء خروجه من مصر وتظهر الوصايا العشر بإعلانه الشريعة من جبل الطور في سيناء.

- اللاويون (اللاويين) أو التوابون أو الأحبار:
ويقع في سبعة وعشرين إصحاحاً توضح الفكرة الرئيسة في اللاويين تعظيم الله والكيفية التي يجب أن يعبده بها شعبه في سلوكهم السوي حتى يتمكنوا من الاحتفاظ بعلاقتهم مع إله إسرائيل المقدس، حيث تأخذ الشرائع والطقوس الكهنوتية في هذا السفر حيزاً كبيراً.

- العدد:
وهو في ستة وثلاثين إصحاحاً، فيه حوادث 38 سنة وثلاثة أشهر، فهذا السفر في مجمله إحصائيات عن الشعب المختار، وأنساب القبائل الإسرائيلية، وتصوير ما حدث في سيناء.

- التثنية:
وهو في أربعة وثلاثين إصحاحاً، ويعني إعادة الشريعة وتكرارها على بني إسرائيل للمرة الثانية، منذ خروجهم من أرض سيناء المصرية إلى وصولهم إلى جنوبي الأردن، وهي آخر الأحكام التي فرضها نبي الله- موسى عليه السلام - قبل وفاته في أرض مؤآب، وأرض الميعاد على مرأى من عينيه كما تزعم التوراة!!.
يقول د. حسن ظاظا: إن التوراة الموسوية كانت قد فقدت من المجتمع اليهودي لعدة قرون، بحيث صار من المحتمل أن يكون نصها الذي كتبه عزرا -عُزير عند المسلمين- مختلفاً جداً عما أنزل على موسى، فبين الرجلين ما يقرب من ألف سنة من الزمان، بل إننا نشعر أن موسى بعد أن مات لم يحتفظ العبريون من ذكراه بشيء. أضاعوا الرجل وأضاعوا توراته بحيث مرت أجيال لا يذكره منهم أحد، ولا يعرفون حتى مكان قبره...

(د)مخطوطات البحر الميت:
تم العثور على هذه المخطوطات -الوثائق بين سنوات 1947 و 1956 م في المغارات الجبلية الواقعة غربي البحر الميت بمناطق قمران (غمران) ومربعات وخربة ميرد وعين جدي ومسادا وبحسب الفحص المجهرى عليها بالكربون 14، تبين أن كتابتها تعود إلى الفترة ما بين القرن الثالث قبل الميلاد ومنتصف القرن الميلادي الأول، عثر عليها الفتى البدوي الفلسطيني محمد الديب، عندما كان يفتش عن إحدى الشياة الضائعة قبل عودته إلى نجع قبيلته التعامرة، الجائلة في المنطقة الممتدة بين بيت لحم والبحر الميت، كان الصبي يبحث عن عنزة فوق المرتفعات الصخرية فشاهد فتحة صغيرة مرتفعة في سفح جبل رماها بحجر أول وثان، وكان في كل مرة يصغي إلى ما ينبئ بعدم ارتطامها بالأرض بل بفخار.
وبحس مميز لدى البدوي، خصوصاً إذا ما تعلق الأمر بأدوات مخبره المعرفي (آثار الأقدام، الطقس، الحجر، المعرفة بالطير والحيوان، الفراسة) تسلق محمد المرتفع حتى بلغ فوهة السطح واستطاع أن يشاهد بعينيه الثاقبتين في ظلام المغارة عدداً من الجرار الفخارية عاد إليها في اليوم التالي برفقة أحد الرعاة الذي ساعده على النزول إلى المغارة، واستطاع أن يتثبت مما بداخلها من جرار حاملة للفائف حاوية على سبع مخطوطات أخرجها وباعها لأحد تجار المقتنيات القديمة في بيت لحم آنذاك يعرف باسم كاندو..
وبعد أن تفرقت أجزاء بين مشترين عدة بدأ التنبه إلى قيمة تلك الوثائق، في أثناء تلك الفترة حدثت الحرب العربية الإسرائيلية ليتلوها إعلان الهدنة 1949، وأصبحت بعدها منطقة قمران تحت سيطرة الأردن، مما سمح للأردنيين بتنظيم عمليات تنقيب ثانية "بإشراف هاردنج البريطاني الذي يشغل مدير الآثار الأردنية والكاهن رولان دي فو مدير المعهد التوراتي الفرنسي بالقدس الشرقية" في مغار محمد الديب، إضافة إلى مسح المنطقة المجاورة مما ساعد على توضيح التواريخ.

وواصل البدو اكتشافهم للمغارات سنة 1952 وانتهى البحث عام 1956 م باكتشاف مجموعة من إحدى عشرة مغارات في منطقة قمران، كانت الأولى والرابعة والسادسة والحادية عشرة من نصيب قبيلة التعامرة، والسبع الباقية عثرت عليها وكالة الأبحاث الأردنية، وكانت حصيلة المكتشفات بضع عشر لفافة ومعها أكثر من ستمئة كتاب مجزأ تشكل ربع مكتشفات الأسفار القانونية: أسفار العهد القديم ينقصها سفر أستير والباقي شروحات وتعليقات ودراسات..
وتبين على إثر التحليل الأولي أنها مكتوبة بلغات عدة، منها العبرية القديمة والعبرية الحديثة بالنسبة لذلك العصر، واليونانية والآرامية والنبطية، وقد شكلت الحكومة الأردنية سنة 1953 لجنة عالمية متكونة من ثمانية باحثين (في فرنسا وإنجلترا والولايات المتحدة وألمانيا) لدراسة اللفائف ليس بينهم عربي واحد، وبنشوب حرب 1967 م سقطت الضفة الغربية في أيدي الإسرائيليين وكذلك متحف القدس الحاوي للمخطوطات، ولم تفلت من ذلك سوى مخطوطة نحاسية كانت في عمان وقتئذ، ولا يمكن القول إن جميع المخطوطات التي عثر عليها، برغم تقاسمها بين مؤسسات حكومية سلمت من أنواع الاحتيال والإخفاء كافة، فقد توزعت على السوق السوداء بين سماسرتها.

مما تقدم ندرك أن اليهود قوم قد غلب عليهم فساد طبائعهم، وفساد ضمائرهم، فضلا عن فساد عقولهم مما دفعهم إلى التلفيق والكذب على – الحق تبارك وتعالى – فماذا ننتظر من قوم كذبوا على الخالق سبحانه في علاه – بل وتطاولوا على الذات الإلهية قال تعالى على لسان اليهود [وَقَالَتِ اليَهُودُ يَدُ اللهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ وَلَيَزِيدَنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ طُغْيَانًا وَكُفْرًا وَأَلْقَيْنَا بَيْنَهُمُ العَدَاوَةَ وَالبَغْضَاءَ إِلَى يَوْمِ القِيَامَةِ كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللهُ لَا يُحِبُّ المُفْسِدِينَ] {المائدة:64} 
فماذا ننتظر من هؤلاء الفاسدين المفسدين؟!!!

(هـ)المسيح – عليه السلام – يتوعد يهود لتحريفهم للتوراة:
مت23 + مر38:12-40 + لو45:20-47،ويأتي نطق وتوعد المسيح بالويلات للكتبة والفريسيين بما يؤكد تلاعبهم بالتوراة، وتفضيلهم لما يرضي شهواتهم عما جاء بالتوراة، فمن أقواله التي جاءت بالإنجيل:
(مر38:12-40): "وقال لهم في تعليمه تحرزوا من الكتبة الذين يرغبون المشي بالطيالسة والتحيات في الأسواق. والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل ولعلة يطيلون الصلوات هؤلاء يأخذون دينونة اعظم."
(لو45:20-47): "وفيما كان جميع الشعب يسمعون قال لتلاميذه. أحذروا من الكتبة الذين يرغبون  المشي بالطيالسة ويحبون التحيات في الأسواق والمجالس الأولى في المجامع والمتكآت الأولى في الولائم. الذين يأكلون بيوت الأرامل ولعلة يطيلون الصلوات هؤلاء يأخذون دينونة اعظم."(مت23)
الآيات (1-3): "حينئذ خاطب يسوع الجموع وتلاميذه. قائلاً على كرسي موسى جلس الكتبة والفريسيون. فكل ما قالوا لكم أن تحفظوه فاحفظوه وافعلوه ولكن حسب أعمالهم لا تعملوا لأنهم يقولون ولا يفعلون
عندما تأخر موسى مدة أربعين يومًا على الجبل، أخذ الشعب بعبادة عجل الذهب؛ لوحة لنيكولا بوسان، 1633.

."آية (4): "فأنهم يحزمون أحمالاً ثقيلة عسرة الحمل ويضعونها على أكتاف الناس وهم لا يريدون أن يحركوها بإصبعهم."
آية (5): "وكل أعمالهم يعملونها لكي تنظرهم الناس فيعرضون عصائبهم ويعظمون أهداب ثيابهم."
الآيات (6-7): "ويحبون المتكأ الأول في الولائم والمجالس الأولى في المجامع. والتحيات في الأسواق  وأن يدعوهم الناس سيدي سيدي."
الآيات (8-12): "وأما انتم فلا تدعوا سيدي لأن معلمكم واحد المسيح وانتم جميعاً أخوة. ولا تدعوا لكم أباً على الأرض لأن أباكم واحد الذي في السماوات. ولا تدعوا معلمين لأن معلمكم واحد المسيح. وأكبركم يكون خادماً لكم. فمن يرفع نفسه يتضع ومن يضع نفسه يرتفع."
آية (13): "لكن ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تغلقون ملكوت السماوات قدام الناس فلا تدخلون انتم ولا تدعون الداخلين يدخلون."
آية (14): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تأكلون بيوت الأرامل ولعلة تطيلون صلواتكم لذلك تأخذون دينونة أعظم."

آية (15): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تطوفون البحر والبر لتكسبوا دخيلاً واحداً ومتى حصل تصنعونه ابناً لجهنم أكثر منكم مضاعفاً."
الآيات (16-22): "ويل لكم أيها القادة العميان القائلون من حلف بالهيكل فليس بشيء ولكن من حلف بذهب الهيكل يلتزم. أيها الجهال والعميان أيما أعظم الذهب أم الهيكل الذي يقدس الذهب. ومن حلف بالمذبح فليس بشيء ولكن من حلف بالقربان الذي عليه يلتزم. أيها الجهال والعميان أيما أعظم القربان أم المذبح الذي يقدس القربان. فان من حلف بالمذبح فقد حلف به وبكل ما عليه. من حلف بالهيكل فقد حلف به وبالساكن فيه. ومن حلف بالسماء فقد حلف بعرش الله وبالجالس عليه."
الآيات (23-24): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراءون لأنكم تعشرون النعنع والشبث والكمون وتركتم أثقل الناموس الحق والرحمة والإيمان كان ينبغي أن تعملوا هذه ولا تتركوا تلك. أيها القادة العميان الذين يصفون عن البعوضة ويبلعون الجمل."

الآيات (25-26): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تنقون خارج الكأس والصحفة وهما من داخل مملوءان اختطافاً ودعارة. أيها الفريسي الأعمى نق أولاً داخل الكأس والصحفة لكي يكون خارجهما أيضاً نقياً."
الآيات (27-28): "ويل لكم أيها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تشبهون قبوراً مبيضة تظهر من خارج جميلة وهي من داخل مملوءة عظام أموات وكل نجاسة. هكذا أنتم أيضاً من خارج تظهرون للناس أبراراً ولكنكم من داخل مشحونون رياء وإثماً."
الآيات (29-36): "ويل لكم ايها الكتبة والفريسيون المراؤون لأنكم تبنون قبور الأنبياء وتزينون مدافن الصديقين. وتقولون لو كنا في أيام آبائنا لما شاركناهم في دم الأنبياء. فانتم تشهدون على أنفسكم أنكم أبناء قتلة الأنبياء. فإملأوا انتم مكيال آبائكم. أيها الحيات أولاد الأفاعي كيف تهربون من دينونة جهنم. لذلك ها أنا أرسل إليكم أنبياء وحكماء وكتبة فمنهم تقتلون وتصلبون ومنهم تجلدون في مجامعكم وتطردون من مدينة إلى مدينة. لكي يأتي عليكم كل دم زكي سفك على الأرض من دم هابيل الصديق إلى دم زكريا بن برخيا الذي قتلتموه بين الهيكل والمذبح. الحق أقول لكم إن هذا كله يأتي على هذا الجيل.
الآيات (37-39): "يا أورشليم يا أورشليم يا قاتلة الأنبياء وراجمة المرسلين إليها كم مرة أردت أن اجمع أولادك كما تجمع الدجاجة فراخها تحت جناحيها ولم تريدوا. هوذا بيتكم يترك لكم خراباً. لأني أقول لكم إنكم لا ترونني من الآن حتى تقولوا مبارك الآتي باسم الرب.

مشهد تخيلي للسبي البابلي لليهود على يد الملك العظيم نبوخذ نصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق