الاثنين، 29 يوليو 2019

ثامنا:تعريف المسيحية اليهودية:الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية:


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية:
ثامنا:تعريف المسيحية اليهودية.
المسيحية الصهيونية هي المسيحية التي تدعم الأفكار والمعتقدات الصهيونية، و يطلق على منْ ينتمون إلى هذه الحركة اسم مسيحيين متصهينين.
تتلخص فكرة المسيحية الصهيونية في ضرورة المساعدة لتحقيق نبوءة الله الواردة في التوراة من خلال تقديم الدعم لإسرائيل.
حيث تريد المسيحية الصهيونية بعد دعمها لقيام دولة إسرائيل، تحقيق سيطرة اليهود الكاملة على مدينة القدس، ثم إعادة بناء هيكل سليمان المزعوم في الموقع الذي يقوم عليه المسجد الأقصى اليوم، وفي نظرهم لا يتم ذلك إلا عن طريق تحقيق هيمنة إسرائيلية كاملة على كل الأراضي الفلسطينية، على اعتبار أن فلسطين هي الأرض الموعودة، وذلك فوق الوعد المكذوب الذي يزعم اليهود أن الحق – تبارك وتعالى – قد قطعه على نفسه لنبي الله ابراهيم – عليه السلام -  
فقد جاء في الاصحاح الخامس عشر من سفر التكوين والعدد :18 في قطع الرب مع أبرام ميثاقا قائلا: لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصر إلى النهر الكبير، نهر الفرات.
وتعتقد المسيحية الصهيونية أن من شأن القيام بذلك تعميم البركة الإلهية على العالم كله وبخاصة العالم المسيحي.
فالمسيحية اليهودية تقوم على تفضيل الطقوس العبرية في العبادة على الطقوس الكاثوليكية بالإضافة إلى دراسة اللغة العبرية على أساس أنها كلام الله.
أما الصهيونية فهي حركة سياسي ذات فكر عقائدي تؤيد قيام دولة قومية يهودية في فلسطين بوصفها أرض الميعاد لليهود. وصهيون هو اسم جبل في القدس وتقول بعض المصادر إنه اسم من أسماء القدس.
فالمسيحية الصهيونية تُمثل الدعم المسيحي للفكرة الصهيونية، وهي حركة مسيحية قومية تقول عن نفسها: إنها تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي إلى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض المقدسة، ويعتبر المسيحيون الصهيونيون أنفسهم مدافعين عن الشعب اليهودي خاصة دولة إسرائيل،ويتضمن هذا الدعم معارضة وفضح كل منْ ينتقد أو يعادي الدولة العبرية.
فعندما تحدث الرئيس جيمي كارتر عام 1977م بأن الفلسطينيين لهم الحق في وطنهم، تصدى له قادة ونشطاء المسيحيون الصهيونيون ، بالإضافة إلى اللوبي الصهيوني للرد عليه بإعلانات تصدرت الصحف الأميركية تقول إن "الوقت قد حان لأن يؤكد المسيحيون البروتستانت إيمانهم بالنبوءة التوراتية والحق الإلهي لإسرائيل في الأرض... نحن ننظر ببالغ الاهتمام لأي محاولة لتجزئة الوطن القومي لليهود من قبل أي دولة أو حزب سياسي ,وبعد هذه الحملة أصبح كارتر أكثر تحفظا في آرائه العامة عن الفلسطينيين خلال فترة رئاسته.
وأثناء عملية الدرع الواقي العسكرية الإسرائيلية عام 2002 التي انتهت بعودة القوات الإسرائيلية إلى المدن الفلسطينية في الضفة الغربية مثل بيت لحم ورام الله وجنين، اضطر جورج بوش تحت الضغط الدولي لأن يبعث برسالة لرئيس الوزراء الإسرائيلي أرييل شارون قال له فيها "اسحب قواتك فورا".
وردا على ذلك حشد قادة الحركة المسيحية الصهيونية أبواقهم الإعلامية لتعبئة أنصارهم بإرسال آلاف الاتصالات الهاتفية والرسائل الإلكترونية والخطابات إلى الرئيس تحثه على عدم الضغط على إسرائيل لوقف عمليتها، ومن يومها لم ينبس بوش ببنت شفه في أي تعليق مشابه يعارض العمليات العسكرية الإسرائيلية بل أصبح يدافع عنها ويفر لها كل المبررات.
تقوم فلسفة الصهيونية المسيحية على نظرية الهلاك الحتمي لليهود، وهناك الكثير من الدراسات اللاهوتية في هذا المجال خلاصتها أن هلاك  يهود الأرض قدر محتوم وضرورة للخلاص من "إرث الدم" الذي حمله اليهود على أكتافهم بعدما صلبوا المسيح وهم سيتحولون إلى المسيحية بعد عودته ولن يبقى شيء اسمه اليهودية.
تاريخيا نشأت الصيهونية المسيحية خلال هجرة الاوروبين إلى العالم الجديد حيث حمل غالبية المهاجرين الأوروبيين إلى الأراضي الأمريكية العقيدة البروتستانتية الأصولية التي كانوا يحاولون تطبيقها في مجتمعاتهم ولم ينجحوا،ومنذ بداية تأسيس الدولة الأمريكية في القرن الـ17 لعبت الرؤى الأصولية المسيحية البروتستانتية دورا كبيرا في تشكيل هوية الدولة.

وقد تأثرت العقيدة البروتستانتية كثيرا باليهودية، ونتج عن هذا التأثر تعايش يشبه التحالف المقدس بين البروتستانتية واليهودية بصورة عامة، وخلقت علاقة أكثر خصوصية بين الصهيونية اليهودية والبروتستانتية الأصولية.
وقد نشأت المسيحية الصهيونية في إنجلترا في القرن الـ17، حيث تم ربطها بالسياسة لا سيما بتصور قيام دولة يهودية حسب زعمها لنبوءة الكتاب المقدس، ومع بدء الهجرات الواسعة إلى الولايات المتحدة أخذت الحركة أبعادا سياسية واضحة وثابتة، كما أخذت بعدا دوليا يتمثل في تقديم الدعم الكامل للشعب اليهودي في فلسطين.
وتتصل جذور هذه الحركة بتيار ديني يعود إلى القرن الأول للمسيحية ويسمى بتيار الألفية، والألفية هي معتقد ديني نشأ في أوساط المسيحيين من أصل يهودي، وهو يعود إلى استمرارهم في الاعتقاد بأن المسيح سيعود إلى هذا العالم محاطا بالقديسين ليملك في الأرض ألف سنة ولذلك سموا بالألفية.