الثلاثاء، 30 يناير 2018

الفصل الثاني : رابعا : أعياد اليهود


العيد اليهودي هو يوم أو سلسلة من الأيام يحتفل بها اليهود كمناسبة دينية أو دنيوية لحدث هام في التاريخ اليهودي. في العبرية يدعى العيد اليهودي يوم طوب (יום טוב; حرفيا "يوم طيب") اليوم الجيد أو الصالح أو حاج (חג) المهرجان.
معظم الأعياد اليهودية هي ذات طابع ديني، وأكثرها قداسة عند اليهود هي تلك المذكورة في التوراة في سفري اللاويين والتثنية، بعض الأعياد أسست من قبل الحاخامات في الفترة القريبة من التاريخ اليهودي القديم، أما الأعياد الحديثة فقد أسست من قبل دولة إسرائيل بعد قيامها عام 1948 م.
يتم حساب أعياد اليهود عن طريق التقويم اليهودى و يعتمد التقويم اليهودي المعاصر على خوارزمية ترصد ظهور الهلالات المشيرة إلى غرة شهر جديد، وكذلك تلائم بين الدورة القمرية والدورة الشمسية حيث يحل كل عيد في موسمه المعين كل سنة وعند ظهور صورة معينة للقمر. يشابه خوارزمية التقويم اليهودي بالخوارزمية التي تحدد موعد عيد الفصح المسيحي، وتبدأ كل من الأعياد اليهودية قبل غروب الشمس بنصف ساعة تقريبا وتنتهي في اليوم التالي عند ظهور النجوم.(1)
أعياد اليهود كثيرة جداً ، منها ما نطقت به التوراة بزعمهم ، ومنها ما وضعه أحبارهم،ومن أشهر أعيادهم التي نطقت بها التوراة:(2)
1- عيد رأس السنة : ويُسمّى عيد الأبواق ، ويصادف أول يوم من شهر تشري ويسمونه عيد رأس هيشا ، أي رأس الشهر ، وهو يقابل عيد الأضحى عند المسلمين ، ويقولون إن الله تعالى أمرَ إبراهيم عليه السلام فيه بذبح ولده إسماعيل ، ثم فداه بذبحٍ عظيم ، والعمل فيه محرّم .
2- عيدُ الكبّور Kippur : أو عيد صوماريا أو يوم الغفران أو عاشوراء أو عيد الكفَّارة أو صوم الكبّور ، ومناسبته بزعمهم أن الله تعالى استجاب فيه لاسترحام موسى بالعفو عن اليهود لعبادتهم العجل الذهبي ، ويقولون إن الله تعالى يغفر فيه لجميع اليهود ما عدا الجاحد لربوبية الله تعالى والزاني بالمحصنة والأخ الظالم أخاه ، ويقولون إن الله فرض عليهم صومه ، ويُقتل من لم يُصمه ، ومدَّة الصَّم خمس وعشرون ساعة كاملة تبدأ قبيل غروب الشمس في يوم 9 تشري ، ويشترط للإفطار رؤية ثلاثة كواكب ، ولا يجوز أن يقع هذا العيد أيام الأحد أو الثلاثاء أو الجمعة ، وهذا هو اليوم الوحيد الذي أمرهم موسى بصيامه .
3- عيد المظلَّة : سبعة أيام أولها الخامس عشر من تشري ، وكلّها أعياد عندهم ، واليوم الأخير منها يسمّى عرايا ، أي شجر الخلاف ، ويجلسون في ذلك اليوم تحت ظلال النخيل والزيتون وشجر الخلاف ( وهو صنف من الصفصَاف ) ، ومناسبة هذا العيد بزعمهم إظلال الله تعالى لهم بالغمام في التيه ، وبعد انقضاء هذا العيد ثمة يوم للصلاة الجامعة .

4- عيد الفصح passover : الفصح يعني العبورُ وقد كان الفصح في باديء الأمر احتفالاً أُسريَّاً ثم غدا عيداً دينياً ، فقد كان اليهود يختلفون ليلة الخامس عشر من شهر أبيب ( أي السنابل ) بعيد الفصح فيقدمون فيه حملاً للرب لم يبلغ السنة ، ولا يكسرون عظامه ، ثم يأخذون من دمه ويجعلونه على مدخل كلّ دارٍ من دورهم وقاية لها من الهلاك بزعمهم ، ويأكلون لحمه مشوياً في الليلة نفسها .
وعندما أمرهم موسى عليه السلام ، فيما بعد ، بالخروج من مصر ، وأهلك الله فرعون وجنوده ، أصبح هذا العيد قومياً مقدساً لأن موسى عليه السلام عندما أمرهم بالخروج لم يُمْهِلهم حتى يختمر عجينهم . فأكلوا خبزهم فطيراً مع اللحم ، وهم بذلك فرحون .
وكان اليهود يحتفلون في الوقت نفسه أي من 15 حتى 21 أبيب ( نيسان ) بعيد الفطير ، ثم دُمج في عيد الفصح .

وفي العهد القديم صورةٌ حيَّةٌ عن الاحتفال النموذجي اليهودي بعيد الفصح الذي أقامه لهم نبيُّهم « يوشيا »(3) ، ويعد هذا العيد من أهم أعيادهم ، ويسمُّون الحمل الذي يقدم فيه حمل باسكال ، والبدر الكامل الذي يظهر ليلة الفصح بدر باسكال .
5- عيد العنصرة Pentecote : أو عيد الأسابيع وعيد الخطاب ، ويكون بعد عيد الفصح بسبعة أسابيع ، وهو في أصله عيد زراعي ، ثم اتخذ طابعاً دينياً إلى أن أصبح « عيد هبة الروح » وهو اليوم الذي خاطب فيه الله تعالى بني إسرائيل في طور سيناء .
واليهود يعظمون هذا اليوم ويأكلون فيه « القطايف » بدلاً من المنّ والسلوى ، ويقع في السادس من شهر سيوان ( حزيران ) عندما تُصبح الحنطة جاهزة للحصاد (4) .
وثمة عيدان آخران أحدثهما اليهود هما عيد الفوز ، وهو نجاتهم من مذبحةٍ كانت تدبر لهم في العراق وعيد الحنكة وهو ثمانية أيام يوقدون فيها الأنوار على دورهم ، وسببه أن أحد كهّانهم قتل بعض الجبابرة في بيت المقدس ، ومعنى الحنكة التنظيف لأنهم نظفوا فيه الهيكل ، وبعضهم يُسمّيه الربَّاني .
ويقدم موقع وزارة الخارجية الإسرائيلية الأعياد اليهودية على النحو التالي:
عيد المظلة

(1) عيد المظلة - والمعروف أيضًا ب"عيد العرش"- يحل بعد يوم
الغفران ويصفه الكتاب المقدس (اللاويون 24:23) ب"عيد المظلة". ويستمر عيد المظلة سبعة أيام.
ويعتبر أول أيام هذا العيد يوم عطلة رسمية، فيما تعتبر سائر أيام العيد السبعة أياما متميزة من حيث الصلوات والتلاوات التي تقام فيها، والتي تتضمن تلاوة سفر الجامعة.
ويتميز هذا العيد بشعيرتين يتم أداؤهما، أولاهما إنشاء مظلة يتم فيها تناول جميع وجبات العيد، بل ثمة من ينامون فيها أيضا. خلال الأيام الخمسة بين يوم الغفران وسوكوت يقيم الآلاف من المواطنين عرشًا (سوكة) للإقامة المؤقتة قرب البيت أو على الأسطح أو في الشرفات المفتوحة وذلك تذكارًا للعروش التي عاش فيها بنو إسرائيل في تيه سيناء طوال أربعين سنة بعد خروجهم من أرض مصر بقيادة كليم الله سيدنا موسى عليه السلام وهم في طريقهم إلى أرض الميعاد. وتقام مثل هذه العروش أيضًا في أماكن عامة وفي معسكرات الجيش.  وبدل إنشاء سطح لهذه المظلة، يجري تغطيتها بسعف النخيل. وتأتي هذه المظلات (وتسمى "سوكوت" ويسمى باسمها العيد) لتذكر أبناء الشعب اليهودي بالطبيعة المؤقتة للمساكن المحمولة خلال الأربعين سنة التي أمضاها الشعب اليهودي في التيه، عقب تحرره من عبودية فرعون في مصر.
والشعيرة الثانية التي يتميز بها هذا العيد هي الباقة التي يمسك بها اليهود عند صلاة الصباح والمؤلفة من سعفة نخيل وأترنج وبعض أغصان الآس (وهو نوع من الريحان) وأغصان الصفصاف.
ويعتبر عيد المظلة مناسبة للبهجة والفرح يتم الاحتفال بها داخل الأسرة، تلي يوم الغفران الذي يعتبر بدوره مناسبة رزينة يختلي بها الإنسان بنفسه ليحاسبها على ما قدمت وأخرت. وتغلق العديد من المحلات والمؤسسات أبوابها طيلة أيام العيد، فيما يعمل بعضها نصف دوام.
وهذا العيد هو أحد الأعياد الثلاثة (بالإضافة إلى عيد الفصح وعيد الأسابيع) التي كان يحتفل بها حتى عام 70 م. بحج جماعي إلى الهيكل في أورشليم ولذلك تُعرَف هذه الأعياد ب"أعياد الحج". وفي عيد سوكوت يحتفل الشعب اليهودي بذكرى الخروج من مصر (في حوالي القرن ال-13 ق.م.) ويقدم الشكر لله على المحاصيل الوافرة. وفي بعض القرى التعاونية (الكيبوتسيم) يحتفل بهذا العيد على أنه عيد الحصاد ويحتفل بحصاد القمح الثاني من الحنطة وفواكه الخريف وببداية السنة الزراعية وسقوط الأمطار الأولى.
وفي إسرائيل يُحتفل باليوم الأول من أيام سوكوت على أنه يوم مقدس (كما هو الحال بالنسبة لعيد الفصح وعيد نزول التوراة "شفوعوت"). وبعد اليوم الأول المقدس يستمر الاحتفال بعيد العرش ولكن بدرجة أقل من القدسية. وخلال أيام "وسط العيد" التي تلي اليوم الأول تعطل الدراسة في المؤسسات التعليمية كما يعطَّل العمل (أو تقلص ساعات الدوام) في العديد من أماكن العمل. ويمضي العديد من الإسرائيليين أيام "وسط العيد" في المتنزهات العامة في مختلف أنحاء البلاد.
سيمحات توراه
يلي أيام "سوكوت" مباشرة عيد "سيمحات توراه" (أي "بهجة التوراة")، وهو أيضا عيد يقضي باحتفاله نص في الإصحاح رقم 23 من سفر اللاويين ويعتبر يوم عطلة رسمية.
وتدور فكرة العيد الرئيسية حول تلاوة التوراة (أسفار موسى الخمسة)، حيث تنتهي فيه الدورة السنوية لتلاوة التوراة التي تتم طيلة السنة، حيث يتلى كل سبت الجزء المخصص له من أسفار التوراة الخمسة بدءا بسفر التكوين وانتهاء بسفر التثنية. وخلال يتلى الجزء الأخير لتكتمل الدورة، ثم يصار فورا إلى بدء دورة جديدة. ويتخلل هذه التلاوات رقصات وترانيم يطوف خلالها المصلون بأسفار من التوراة، وهو مشهد قد يطول عدة ساعات في بعض الكنس، بل يخرج المصلون أحيانا بالأسفار من الكنيس إلى الشوارع المجاورة ليملئوها رقصا وغناء.
وتتضمن شعائر العيد صلاة خاصة على أرواح الموتى، بالإضافة إلى صلاة الاستسقاء بمناسبة قرب حلول الشتاء.
عيد الأنوار – حانوكا

(2) عيد الأنوار – حانوكا 
يحتفل الشعب اليهودي بعيد الأنوار، أو "حانوكا" (وتعني بالعبرية "تدشين")  في الخامس والعشرين من شهر كيسليف (حسب التقويم العبري).​
ويتم الاحتفال بهذا العيد إحياءً لذكرى تدشين الهيكل ​الثاني في أورشليم القدس سنة 164 قبل الميلاد بعد تدنيسه من قبل عساكر المملكة السلوقية (السورية الإغريقية) تحت حكم الملك أنطيوخس الرابع، وإعادة حرية العبادة للشعب اليهودي بعد حقبة من القهر القاسي. وظل نجاح الثورة الشعبية التي قادها يهودا المكابي وإخوته يرمز إلى يومنا هذا إلى كفاح الشعب اليهودي من أجل حريته كشعب والتي حققها رغم التحديات الهائلة. ولا يعتبر هذا العيد عطلة رسمية في إسرائيل، وعليه فإن أماكن العمل والمحلات التجارية والمواصلات العامة تعمل فيه كالمعتاد.
الخلفية التاريخية لعيد "حانوكا"
في سنة 200 قبل الميلاد احتل الملك السلوقي أنطيوخس الثالث أرض إسرائيل فضمها إلى مملكته. ورغم أنه وابنه الملك سلوقس الرابع لم يفرضا ثقافتهما الهيلينية على اليهود، إلا أن ابنه الآخر، أنطيوخس الرابع، الذي خلفه على العرش سنة 175 ق.م. اتبع، وبقبول من العديد من اليهود أنفسهم، سياسة التهلين التي تقوم على فرض الثقافة الهيلينية بالقوة، ما نتج عنه فرض إجراءات قاسية على اليهود الذين رفضوا تبني الثقافة الهيلينية. وقد أُرغِم اليهود تحت حكم أنطيوخس الرابع على أكل لحم الخنزير الممنوع في الشريعة اليهودية كما فرض حظر على الاحتفال بيوم السبت والختان بحسب فرائض التوراة وأحكام الشريعة اليهودية ، بل أنزلت عقوبة الإعدام بمن ضبط وهو يؤدي هاتين الفريضتين. وفي سنة 167 تم تدنيس هيكل سليمان وتكريسه للإله اليوناني زيوس، ليصبح معبدا لعبادة الأوثان.
وفي سنة 165 ق.م. تفجرت ثورة شعبية بقيادة كاهن يهودي شيخ اسمه ماتيتياهو، من سكان مدينة موديعين الواقعة إلى الشرق من مدينة اللد، وأبنائه الخمسة، ضد حكم السلوقيين.
وبعد وفاة ماتيتياهو خلفه ابنه الثالث، يهودا، المعروف أيضا بيهودا المكابي. وفي أعقاب حرب شعبية بارعة وعدد من الانتصارات التي تحققت على جيوش سلوقية نظامية كانت تفوق القوات اليهودية بكثير عددا وعدة، تمكنت قوات يهودا من تحرير أورشليم القدس في شتاء عام 164 ق.م. وتطهير الهيكل وإعادة تكريسه في الخامس والعشرين من شهر كسليف العبري.
ويروي التأريخ التقليدي اليهودي أن رجال يهودا، وحين كانوا يهمون بإعادة إشعال الزيت في الشمعدان السباعي – المينورا – في الهيكل، لم يكن قد بقي من الزيت الطاهر غير المدنس سوى ما يكفي يوما واحدا، إلا أن هذه الكمية الضئيلة من الزيت، وبفضل معجزة، كفت لمدة الأيام الثمانية المطلوبة لعصر الزيت. وعليه، فإن عيد الأنوار يحيي ذكرى تحرير أورشليم القدس وإعادة تكريس الهيكل ومعجزة الزيت.
التقاليد
ومن أهم عادات هذا العيد وتقاليده إشعال الشموع في الشمعدان الثُمانيّ (والمسمى "حانوكياه") بعد غروب الشمس، بحيث يتم في ليلة العيد الأولى إشعال شمعة واحدة تضاف إليها شمعة واحدة كل ليلة، حتى الليلة الثامنة التي يتم فيها إشعال الشموع الثماني جميعا. وتتلى صلوات خاصة بالعيد خلال إشعال الشموع، علما بأن الشمعدان يوضع عند إحدى نوافذ البيت ليمكن مشاهدته من الخارج، وذلك احتفاءً بمعجزة الزيت وإعلانها على الملأ. ومن الأطعمة التقليدية في هذا العيد الكعك المقلي بالزيت وفطائر البطاطس المقلية.
ومن تقاليد العيد أيضا منح الأطفال دوامات رباعية الأضلاع يلعبون بها مكتوب عليها الأحرف الأولى لكلمات جملة "معجزة كبيرة حدثت هنا"، كما أنه يجري بمناسبة العيد عَدْْو التتابع من موديعين إلى أورشليم القدس لنقل مشعل العيد، ويتم نصب الشمعدانات الكهربائية العملاقة في الساحات والمباني العامة.
عيد الشجرة (طو بشفاط)

(3) عيد الشجرة (طو بشفاط)
 
طو بشفاط (الخامس عشر من شهر شباط حسب التقويم العبري) هو عيد الأشجار ويحل عادة في شهر يناير كانون الثاني أو فبراير شباط. وقد ورد ذكر هذا العيد في مصادر تفسير التوراة على أنه رأس السنة لأشجار الفاكهة إلا أنه غير مرتبط بأي احتفالات أو طقوس دينية. من جهة أخرى اكتسب هذا العيد مغزى خاصًا إذ يقوم فيه الكثيرون من الإسرائيليين –وخاصة تلاميذ المدارس- بغرس الأشجار، كما يقوم الصندوق القومي اليهودي والسلطات المحلية بعمليات غرس واسعة النطاق. وفي شهر شباط يبدأ ازدهار أشجار الفاكهة وفي مقدمتها أشجار اللوز وإن كان الجو لا يزال باردًا.
ولا يتم غرس الأشجار كل عام سابع والذي يطلق عليه بالعبرية "شنات شميطا" أو سنة تعطيل الأرض التي يتم فيها إعطاء الراحة للأرض.
عيد المساخر - بوريم

(4) عيد المساخر - بوريم
اكثر ما يرمز اليه هذا العيد هو انتصار الشعب اليهودي على مخطط هامان الوزير اللاسامي في امبراطورية فارس وتعطل المدارس يومي العيد بعد احياء الحفلات التنكرية، مما يجعل هذا العيد الأكثر شعبية في اسرائيل
أصبح عيد المساخر, الذي يحتفل به بذكر خلاص اليهود وإفشال مؤامرة هامان بإبادتهم، رمزًا لانتصار الشعب اليهودي على حكم طغيان لاسامي. فلذلك يتسم عيد المساخر بالمرح ويكون مثل عيد كرنفال.
خلفية عيد المساخر
يخلد عيد المساخر الأحداث التي يتم وصفها في سفر إستير. وفي الآية 8 من الأصحاح الثالث  في سفر إستير يقول هامان اللاسامي, كبير الوزراء في الإمبراطورية الفارسية, للملك الفارسي أحشويروش إنه "موجود شعب ما مشتت ومتفرق بين الشعوب في كل بلاد مملكتك, وسننهم مغايرة لجميع الشعوب, وهم لا يعملون سنن الملك, فلا يليق بالملك تركهم. فإذا حسن عند الملك, فليكتب أن يبادوا". وبذلك, قد ابتكر هامان أحد الافتراءات اللاسامية الأكثر شناعة وهو أن اليهود شعب متعصب غريب لا يراعون قوانين الدول التي يعيشون فيها. وبمبادرة هامان صدر أمر بذبح جميع اليهود في الإمبراطورية الفارسية, ولكنه يقال في سفر أستير بعد ذلك إن مؤامرة هامان أحبطت و"كان لليهود نور وفرح وبهجة وكرامة .. وولائم ويوم طيب". (أستير, 8 : 16-17)
وعلى مر السنين, أصبح عيد المساخر, الذي يحتفل به بذكر خلاص اليهود وإفشال مؤامرة الإبادة لهامان, رمزًا لانتصار الشعب اليهودي على حكم طغيان لاسامي. فلذلك يتسم عيد المساخر بالمرح ويكون مثل عيد كرنفال.
صوم إستير
في اليوم الذي يصادف قبل عيد المساخر بيوم واحد يحل يوم صوم يعرف ب-"صوم إستير", على ذكرى الصوم التي قد صمته أستير ومعها جميع أبناء الشعب اليهودي (سفر إستير 16:4) قبل أن طلبت الملكة إستير, وهي بطلة سفر إستير, من الملك أحشويروش إلغاء تنفيذ مؤامرة الإبادة لهامان. وسيمتد الصوم من الفجر, قبل شروق الشمس, حتى غروب الشمس. وتتلى صلوات خاصة وتتم قراءة نصوص من التوراة في نطاق الصلاة التي تقام في الكنيس.

عيد المساخر (بوريم)
بعد غروب الشمس تقام صلوات احتفالية في الكنس, حيث تتم كذلك تلاوة سفر إستير بصوت مرتفع. ومن قاليد اليهودية, وخاصة ضمن الأطفال, أن يأتوا إلى الكنيس وهم يرتدون الأزياء التنكرية, وخلال تلاوة سفر إستير, كلما يرد ذكر اسم هامان, يقوم المصلون بإثارة الضوضاء, بأعلى صوت, على قدر المستطاع, بهدف محو اسمه, كما وعد الله تعالى (الخروج 14:17) ب-"محو ذكر" الشعب العماليقي, الذي كان هامان من ذريته. وتستعمل محدثات صوت خاصة بعيد المساخر (قرقعيات) لهذه الغاية. وتتم تلاوة سفر إستير مرة أخرى في نطاق صلاة الفجر في اليوم التالي. وتتضمن الصلوات وصلاة المائدة في عيد المساخر صلاة خاصة بمناسبة العيد.
وفي عيد المساخر, يفرض سفر إستير (22:9) على اليهود إرسال أنصبة (هدايا) من كل واحد إلى صاحبه, وعطايا خاصة للفقراء, وإقامة مأدبة احتفالية بعد ظهر العيد. ولهذه الغاية, يتسم هذا اليوم كذاك, بجمع التبرعات للأغراض الخيرية, وبزيارة الجيران والأصدقاء لإعطائهم سلالاً من أنواع الطعام, أهمها معجنات صغيرة مثلثة الشكل محشوة بالخشخاش (أو بحشوات أخرى) ومعروفة باسم "آذان هامان".
وفي المأدبة الاحتفالية هناك من يتبعون التقليد بأن يصبحوا سكارى إلى حد لا يتمكنون من التفرقة بين "بارك الله موردخاي" (ومردخاي هو عم إستير وبطل سفر إستير) و"لعن الله هامان".

شوشان بوريم
وفي أورشليم القدس, يحتفل بعيد المساخر بعد الاحتفال به في بقية العالم, بيوم واحد. وتؤجل جميع عادات عيد المساخر بيوم واحد. إن هذه العادة تعود إلى الحقيقة, أنه قد أعطي يوم إضافي لليهود الذين سكنوا في شوشان (وتسمى سوسا في أيامنا, وكانت إحدى عواصم الإمبراطورية الفارسية الأربع) للدفاع عن أنفسهم ضد أعدائهم. ويعرف اليوم الثاني هذا باسم "شوشان بوريم". ويذكر ذلك في سفر إستير نفسه (9 : 16-19). فإن اليهود الذين يسكنون في المدن المحاطة بسور (والتي حددتها الأوساط الحاخامية لاحقًا كمدن محاطة بسور من عهد دخول يشوع إلى أرض إسرائيل) يحتفلون بعيد المساخر يوم واحد بعد اليهود الذين يسكنون في مدن غير محاطة بسور. وهناك عدة مدن مثل هذه في إسرائيل حيث يحتفل بشوشان بوريم. وفي بعض المدن, حيث هناك شك بخصوص ذلك, يتلى سفر إستير في كلي اليومين.
وفي الكثير من الأماكن في إسرائيل تقام في عيد المساخر عروض خاصة, وأشهر هذه العروض يقام في تل أبيب. وستقام احتفالات ومهرجانات بمناسبة عيد المساخر في الكثير من رياض الأطفال, والمدارس, والكنس, والمدن.
عيد الفصح - بيساح

(5) عيد الفصح - بيساح   
يصادف عيد الفصح لدى الشعب اليهودي هذا العام خلال الفترة ما بين غروب الشمس يوم الإثنين ال 10 من نيسان إبريل وغروبها الثاني يوم الإثنين  في ال 17 من نيسان إبريل.
إن عيد الفصح هو تذكار لخروج بني إسرائيل من مصر ولتحرّرهم من العبودية. ُويؤمر اليهود بتلاوة قصة الخروج من مصر وكأنهم شخصيًا شاركوا فيه وليس تأريخيًا محض، بهدف تأكيد أهمية حريتنا الباهظة الثمن والتي تم تحقيقها بطريقة مليئة بالصعوبات.
الإستعدادات لعيد الفصح
تشهد الفترة التي تسبق عيد الفصح استعدادات حثيثة تتمثل بعدة طقوس مميّزة. وأهم هذه الطقوس يتعلق بإزالة الحميتس (الطعام المختمر)، يعني الطعام الذي يحتوي على الحنطة والشوفان والشعير والجاودار أو الحنطة الكتسية. تماشيًا وما جاء في سفر الخروج 12:19 و13:7، يقوم اليهود قبل عيد الفصح بتنطيف منازلهم بدقة ويزيلون أي مواد غذائية وكسرات قد تكون مختمرة. وتبلغ العملية ذروتها بطقس ديني يتم خلاله البحث عن حميتس بنور شمعة في البيت وتعقبه بركة خاصة والإعلان رسميا عن كون البيت خاليا من الحميتس. وبعد ذلك يتم حرق مقطع من مائدة ليلة العيد "السيدر". "الماتسا" الفطير غير المختمر ، البيضة المسلوقة التي ترمز الى صلابة بني إسرائيل ، الكرفس يرمز الى مرارة الحياة التي ذاقها بنو إسرائيل الحميتس الذي تم جمعه صباح يوم ما قبل العيد. ومن عادات العيد أيًضا بيع الحميتس الذي يُعثر عليه إلى شخص من غير اليهود، عادة من خلال تفويض حاخام بالقيام بعملية البيع، مماُيعتبَر خطوةُ تستكَمل بها عملية التخلي عن الحميتس. وبينما يمكن استخدام بعض الأواني المنزلية وجعلها صالحة للاستخدام في أيام العيد، فهناك العديد من اليهود الذين يستخدمون أوانَي منزلية منفصلة تماًما ومخصصة للعيد فقط.
لماذا يأكل اليهود خبز غير مختمر في العيد؟
وبسبب الامتناع عن الطعام المختمر، يتناول اليهود الخبز الفطير غير المختمر – ماتسا خلال العيد. ويتناول العديد من اليهود مأكولات من "دقيق الفطير" المطحون. ويعود الخبز الفطير إلى أيام الخروج حيث استعجل بنو إسرائيل للخروج من مصر ولم ينتظروا اختمار العجين قبل سفرهم الى التية وأخذوا معهم الخبز غير المختمر.

ويتعيّن على الذكور الأبكار الذين تتجاوز أعمارهم 13 عاًما الصيام قبل حلول عيد الفصح بيوم تذكاًرا لحقيقة إنقاذ الأبكار اليهود في الوقت الذي يُقتل فيه الأبكار المصريون في الضربة العاشرة. وبإمكان الأبكار استبدال هذه الفريضة بالمشاركة في مأدبة احتفالية خاصةُ تقام في صباح يوم عيد الفصح. وفي يوم السبت الذي يسبق عيد الفصح والمعروف ب"السبت الكبير" تتم تلاوة آيات 3:4¬24 من سفر ملاخي. وفي ساعات بعد الظهر يلقي حاخامات خطبًا تقليدية تتناول عادة قوانين ذات علاقة بعيد الفصح.
الرموز على مائدة العيد
بعد أداء صلاة العشاء الاحتفالية، تلتئم العائلات في مأدبة احتفالية خاصةُ تعَرف ب"ليل هسيدر" (اي ليلة النظام)، تذكاًرا للخروج من مصر. وتفصل تقاليد السيدر في سفرُ يعرف باسم "هاغادا"، مما يعني حرفيًا "حكاية" تروي قصة الخروج من مصر. ويوضع على مائدة السيدر صحن فيه عدة مأكولات خاصة بالعيد: البيضة المسلوقة رمًزا للضحايا التي تم ذبحها في الهيكل؛ قطعة من لحم الساق المشوي، تذكاًرا بلحم الفصح الذي تم أكله في عهد هيكل سليمان؛ خليط خاص من التفاح المقطع والجوز والخمر والقرفة المعروف باسم "حاروسيت" وهو رمز للملاط الذي استخدمه بنو إسرائيل العباد في مصر في صنع اللَبِن؛ البقدونس والخس رمًزا للربيع؛ ونوع من العشب الُمر رمًزا لصعوبة العبودية والمياه المالحة تذكاًرا لدموع العباد من بني إسرائيل في مصر. ويتم أيًضا وضع 3 قطع من الخبز الفطير (ماتسا) التي تشكل رمًزا لتقسيم الشعب اليهودي إلى كهنة ولاويين وبقية بني إسرائيل. وخلال مأدبة السيدر، تتم تلاوة الضربات العشر. وكلماُيذكر اسم ضربة، يقوم كل مشارك في المأدبة بغرس إصبعه، في كأس خمر ويرش قطرة منه. ورغم قمع اليهود في مصر يتوجب علينا أن نتذكر أنه لا يجوز الابتهاج بمعاناة المصريين. ولذلك لا يمكن لكؤوسنا أن تكون مليئة بالخمر

السباق على الافيكومان
أحد التقاليد الأكثر شعبية لدى الأطفال يدعى "افيكومان"، وهو قطعة خاصة من الماتسا وهي آخر ماُيؤكل في مأدبة السيدر. ويقوم رب العائلة المستضيفة عادة بإخفاء الأفيكومان في مكان ما بالبيت ثم يقوم الأطفال بالبحث عنه. ولدى العثور على الأفيكومان، يتم "افتداؤه"، إذ من المستحيل مواصلة السيدر إلا بعد أكل الأفيكومان. وتساعد هذه العادة في ضمان بقاء الأطفال مهتمين بالسيدر وفي إثارة حب الاستطلاع لديهم بالنسبة لقصة السيدر بأسرها. وخلال أيام العيد سيتم أداء صلوات احتفالية بما في ذلك صلاة تبتهل بالندى خلال موسمي الربيع والصيف ومزامير خاصة بالعيد في الكنس. ألأيام المتوسطة لعيد الفصح بيد أن ألأيام المتوسطة لعيد الفصح لاُتعتبَر عيًدا عاًما كاملا، فتتم خلالها تلاوة صلاة خاصة في الكنس.

تعطيل الدوائر الحكومية والمدارس
وتكون المدارس خلالها مغلقة شأنها شأن العديد من المحلات التجارية والأعمال. وتعمل فروع البريد والبنوك على نطاق مقلّص. أّما الصحف فتصدر كالمعتاد. ووفًقا للمعتقدات اليهودية، تّم شق البحر الأحمر والقضاء على الجيش المصري في اليوم السابع من عيد الفصح ، ورغم أنهُ يحتفل في هذا العيد بخروج بني إسرائيل من مصر، لا يبتهج اليهود بموت المصريين في البحر وتتم تلاوة مزمور هالل (أي مدح) قصير (سفر المزامير118¬113)¬ وهو صلاة عيد خاصة بعد اليوم الأول من عيد الفصح. وفي يوم السبت الذي يصادف أيّام منتصف العيد، تشمل الصلاة مزمور المزامير ورؤيا وادي العظام الجافة لحزقيال النبي (حزقيال 37: 1¬14). واعتباًرا من عيد الفصح يبدأ اليهود بإحصاء 49 ليلا (7 أسابيع)، حتى عيد الأسابيع¬ شافوعوت. ويأتي هذا الإحصاء تذكاًرا لهدية العومر في هيكل سليمان، أو حصد الحنطة الجديدة تماشيًا والوصية التوراتية في سفر اللاويين .23: 16¬15 اليوم السابع من عيد الفصح يأتي الاحتفال باليوم السابع من عيد الفصح كيوم عيد كامل تماشيًا مع ماُيذكر في سفر الخروج 12:16 وفي سفر اللاويين 23:8. وهذا العام يبدأ اليوم السابع لدى غروب الشمس يوم الجمعة 29 نيسان إبريل ويستمرّ حتى غروب الشمس مساء السبت 30 نيسان إبريل. وفي صباح يوم السبت ستجري في الكنس طقوس احتفالية وستتم تلاوة مزامير خاصة وصلوات تذكارية للمرحومين.
الميمونة
ألميمونة هي عيد غير رسمي، ولكن يَحتفل بها العديد من الناس ومصدرها لدى اليهود المنحدرين من دول شمال إفريقيا وخاصة من المغرب. وسيتم الاحتفال بها فور عيد الفصح. وفي هذا العيد تقوم عائلات بتحضير موائد مليئة بالحلويات والمخبوزات وتستضيف الأصدقاء وأفراد العائلة. وكثيًرا ماُتغلَق أحياء بكاملها لدى خروج المحتفلين إلى الحدائق العامة والشوارع.
(6) يوم ذكرى الشهداء الذين سقطوا في حروب ومعارك إسرائيل وضحايا الإرهاب يذكر الشعب في إسرائيل في هذا اليوم الجنود والمدنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق استقلال الدولة والدفاع عنها يحل قبل عيد الاستقلال بيوم واحد ويتم خلاله إحياء ذكرى الشهداء الذين سقطوا في حروب ومعارك إسرائيل وضحايا العمليات العدائية. ويذكر الشعب في إسرائيل في هذا اليوم الجنود والمدنيين الذين ضحوا بحياتهم من أجل تحقيق استقلال الدولة والدفاع عنها.
 وتبدأ المراسم التذكارية الرسمية في باحة حائط المبكى بأورشليم القدس عند الساعة الثامنة مساءً حيث تطلق الصفارات ويقف جميع مواطني الدولة دقيقة صمت تخليدًا لذكرى الضحايا. وفي الساعة الحادية عشرة من قبل ظهر يوم ذكرى الشهداء الذين سقطوا في حروب ومعارك إسرائيل تطلق الصفارات لمدة دقيقتين إنذارًا ببدء المراسم التأبينية في المقابر العسكرية.ويشار إلى أن عدد شهداء حروب ومعارك إسرائيل وضحايا العمليات العدائية يبلغ 23،447 شهيدًا.
عيد الأسابيع - شفوعوت

(7) عيد الأسابيع - شفوعوت   
 يُحتفل في هذا العيد بذكرى تسلم الشعب اليهودي الأسفار الخمسة الأولى للتوراة على جبل سيناء بعد سبعة أسابيع من خروج بني إسرائيل من مصر. يُدعى هذا العيد ب"عيد الحصاد" حيث يبدأ فيه موسم حصاد القمح
يعتبر شافوعوت (الأسابيع) أحد أعياد الحج اليهودية الثلاثة التي كان اليهود يؤمون فيها هيكل سليمان، علما بأن عيدي الحج الآخرين هما عيد الفصح وعيد المظلة.
ويُحتفل في هذا العيد بذكرى تسلم الشعب اليهودي الأسفار الخمسة الأولى للتوراة (وهي التكوين والخروج واللاويون والأعداد والتثنية والمعروفة بأسفار الشريعة) والتي تعتبر أهم أسفار التوراة، وذلك على جبل سيناء بعد سبعة أسابيع من خروج بني إسرائيل من مصر، وهذا هو معنى اسم العيد باللغة العبرية، إذ يحل بعد سبعة أسابيع بالتمام والكمال من أول أيام الفصح الذي يحتفل فيه بذكرى الخروج نفسه.
وتنص على الاحتفال بهذا العيد الآية 22 من الأصحاح 34 لسفر الخروج، كما والآية 10 من الأصحاح 16 من سفر التثنية. وبعد صلاة المغرب الاحتفالية والتي تليها وليمة العيد، سيقوم الكثيرون بقضاء الليل بأكمله في دراسة النصوص الدينية سيرا على التقاليد المتعلقة بالعيد، ثم يؤدون صلاة الصبح عند الشروق وفي اللحظات الأولى لسريان فريضة صلاة الصبح، ليعبروا عن حماسة الشعب اليهودي لتلقي أسفار التوراة. وتقوم معظم الكنس والمعاهد الدينية العليا – اليشيفوت – بتنظيم حلقات دراسية ومحاضرات طوال تلك الليلة. وفي أورشليم القدس، جرت العادة على التوجه إلى حائط المبكى الذي تحتشد عنده أعداد كبيرة من اليهود القادمين لأداء صلاة صباح العيد في هذا المكان المقدس، حيث يواكب الرقص والغناء صلوات الجموع.
وتتخلل صلوات الصبح أناشيد خاصة بالعيد وتلاوة للنصوص التوراتية بما فيها سفر راعوت، كما يتم تلاوة صلوات خاصة على أرواح الموتى. ودرجت بعض الطوائف اليهودية على تزيين كنسها بالنباتات الخضراء والزهور، إشارة إلى ما يقال من أن جبل سيناء كان جبلا أخضر وأن عيد الأسابيع يعتبر يوم الدين للأشجار المثمرة، كما جرت العادة أيضا على تناول الأطباق المصنوعة من الألبان ومنتجاتها خلال هذا العيد، علما بأن ثمة الكثير من التفسيرات والتأويلات لهذا التقليد.
يجتمع اليهود في هذا العيد حول المائدة بعد الصلاة في الكنيس ويتناولون المأكولات الغنية بمشتقات الحليب، حملها يهود الشتات من كل اصقاع العالم لتمثل شتى الأطياف الشرقية والغربية.
وكان عيد الأسابيع في العصور القديمة يحتفل خلاله بحصاد الشعير والبدء بحصاد القمح، حيث كان المزارعون اليهود يأتون ببواكير ثمراتهم إلى هيكل سليمان بأورشليم القدس (تثنية، 26 : 1-11)، إضافة إلى التضحية بالقرابين الخاصة بالعيد (أعداد، 28 : 26-31). واحتفاء بكون عيد الأسابيع يعتبر "عيد البواكير" و"عيد الحصاد" (كما تم الإشارة إليه في سفر الأعداد، 28 :26 وفي سفر الخروج 23: 16)، اعتادت الكثير من القرى التعاونية (الكيبوتسيم) والقرى الزراعية (الموشافيم) إقامة احتفالات خاصة تدور حول المواضيع المذكورة، كما تخصص بعض الاحتفالات لتدشين النتاج الجديد لتلك القرى.
وتتم خلال عيد الأسابيع تلاوة سفر روت (أو راعوث بالعربية) التي تجري بعض وقائعه في موسم الحصاد. ويختتم  هذا السفر بميلاد الملك داود عليه السلام الذي وُلد وتُوُفي في هذا العيد حسب التقاليد الدينية.
أسماء العيد
يعود سبب تسمية عيد الأسابيع ب"شفوعوت" إلى كون هذا العيد يحل بعد مرور سبعة أسابيع على عيد الفصح (بيساح) وله أسماء عديدة وردت في التوراه يوضح كل منها جانبًا من مفاهيمه.
 وأبرز هذه الأسماء هو "عيد تنزيل التوراة" لأن فيه تجلى الباري عز وجل على كليمه موسى عليه السلام فوق جبل سيناء بعد مرور شهريْن على خروج بني إسرائيل من أرض مصر وأعطاهم الوصايا العشر وأمرهم بحفظها والتمسك بها.
ويُدعى هذا العيد أيضًا بعيد البواكير حيث كانت تقدم بواكير الغلال والفواكه إلى الكهنة في الهيكل المقدس بأورشليم القدس. وفي أيامنا تقام بهذه المناسبة في القرى التعاونية احتفالات خاصة بتقديم بواكير المحصولات الزراعية.
كما يُدعى هذا العيد ب"عيد الحصاد" حيث يبدأ فيه موسم حصاد القمح.
ويدعى كذلك باسم "عتصيرت" الذي تحول بالعربية إلى "العنصرة" ومعناه بالعبرية التجمع حيث كان المحتفلون يجتمعون مع البواكير التي كانوا يحملونها من أنحاء البلاد إلى باحة الهيكل المقدس في أورشليم القدس استعدادًا لأداء الشعائر.

(8) عيد الاستقلال 
إن عيد الاستقلال هو يوم مراسم واحتفالات، اجتماعات عائلية، رحلات في الطبيعة، نزهات خلوية وحفلات شواء، يحتفل بعيد الاستقلال سنويًا في الخامس من شهر أيار حسب التقويم العبري حيث تم الإعلان عن دولة إسرائيل عام 1948.
إن اليوم الذي يسبق عيد الاستقلال - يوم ذكرى الشهداء الذين سقطوا في حروب ومعارك إسرائيل وضحايا العمليات العدائية - مكرس لإحياء ذكرى الضحايا الذين ضحوا بحياتهم خلال النضال من أجل استقلال الدولة، وخلال الكفاح المتواصل من أجل الحفاظ على استمرارية وجودها.
إن الهدف من هذا التقارب الزمني بين عيد الاستقلال ويوم إحياء ذكرى شهداء حروب ومعارك إسرائيل هو تذكير شعب إسرائيل بالثمن الباهظ الذي تم دفعه مقابل استقلال الدولة. في هذا اليوم يتذكر الشعب كله دينه للضحايا، ويعبر عن امتنانه الأبدي لأبنائه وبناته الذين ضحوا بحياتهم خلال الكفاح من أجل استقلال إسرائيل واستمرار بقائها.
في 14 أيار/ مايو 1948، اليوم الذي انتهى فيه الانتداب البريطاني في أرض إسرائيل، أقيمت وبشكل رسمي الدولة اليهودية الجديدة – ألا وهي دولة إسرائيل – على الأجزاء التي كانت معروفة آنذاك كمناطق الانتداب البريطاني في فلسطين. مع إقامة دولة إسرائيل عام 1948، تمت استعادة الاستقلال اليهودي، الذي تم فقدانه قبل ذلك ب-2000 عام.
إن عيد الاستقلال هو يوم مراسم واحتفالات، اجتماعات عائلية، رحلات في الطبيعة، نزهات خلوية وحفلات شواء. ويتجول العديد من المواطنين في مختلف أنحاء البلاد وخاصة في المتنزهات والمحميات الطبيعية كما يقومون بزيارة للأماكن التي دارت فيها معارك حرب الاستقلال ولبعض قواعد جيش الدفاع التي تفتح أبوابها  أمام الجمهور خلال هذا اليوم. وخلال عيد الاستقلال تزدان الشرفات، السيارات، واجهات العرض وغيرها بكثير من أعلام إسرائيل.
تواصل دولة إسرائيل ومنذ إقامتها كونها وطن لآلاف من أبناء الشعب اليهودي الذين ينضمون إليها في كل عام. وتتميز دولة إسرائيل بوجود عدد من أكثر المواقع قدسية لأبناء الديانات الأساسية الثلاث، الذين يتمتعون جميعا بحقوق ديمقراطية بموجب النهج الذي تم تحديده في وثيقة استقلال دولة إسرائيل.
ة
لاغ باعومر

(9) لاغ باعومر
يحل عيد "لاغ باعومر" بعد عيد الفصح (بيساح) ب-33 يومًا ويُعرف أيضًا ب"عيد الشعلة" إذ توقََد فيه طوال الليلة التي تسبقه شعلات تقليدية إحياءً لذكرى ثورة الشعب اليهودي في أرض إسرائيل بقيادة شمعون باركوخبا ضد المحتلين الرومان وكان ذلك في عام 132 الميلادي أي بعد مرور 62 عامًا على خراب الهيكل المقدس الثاني. وتقام مراسم إيقاد الشعلة المركزية الليلة في باحة ضريح الحبر الجليل رابي شمعون بار يوحاي في قرية ميرون الواقعة إلى الغرب من مدينة صفد. وتتوافد عادة إلى هذا المقام جموع غفيرة من المحتفلين من أنحاء البلاد لحضور المراسم الدينية للتبرك والتشفع.
ومن التقاليد البارزة التي يتسم بها عيد لاغ باعومر إقامة العشرات من حفلات الزواج حتى أنه يُسمَّى شعبيًا بعيد الزيجات. ذلك نظرًا لأن هذا اليوم هو اليوم الوحيد الذي يجوز فيه شرعًا إقامة الأفراح والمسرات خلال الأسابيع السبعة التي تفصل بين عيد الفصح (بيساح) وعيد الأسابيع (شفوعوت). ويشار إلى أن المتدينين اليهود يمتنعون في هذه الأيام عن مظاهر الفرح ويمتنعون أيضًا عن الحلاقة وذلك حدادًا على أرواح شهداء الشعب اليهودي الذين قُتلوا في أثناء الثروة اليهودية على المحتلين الرومان والتي قادها باركوخبا. وكان في مقدمة أولائك الشهداء رابي عكيبا الزعيم الروحي لهذه الثورة ومعه 24,000 من تلامذته ومقاتلي باركوخبا. وذُكر أن وباء تفشى في أيام العومر وأودى بحياة كثير من المقاتلين إلا أن الوباء انقطع يوم لاغ باعومرعن تلامذة رابي عكيبا ولذلك يُسمَح في هذا اليوم بإقامة حفلات الزواج والأفراح.
معنى اسم العيد "لاغ باعومر"
يعني اسم العيد بالعبرية "اليوم الثالث والثلاثون لتعداد أيام العومر".  وجدير بالذكر أن كلمة "عومر" بالعبرية تقابلها بالعربية كلمة "غمر" وتعني حزمة سنابل بعد الحصاد. والمقصود بذلك هنا فريضة جمع بواكر حزم السنابل لدى بدء حصاد القمح التي كانت تقدَّم إلى الكهنة في الهيكل المقدس بأورشليم مساء أول أيام عيد الفصح والبدء في تعداد سبعة أسابيع تنتهي بحلول عيد الأسابيع (شفوعوت) المعروف أيضًا بعيد تنزيل التوراة والعنصرة.
يوم أورشليم القدس

(10) يوم أورشليم القدس   
"إن نسيتك يا أورشليم تُنسى يميني؛ ليلتصق لساني بحنكي إن لم أذكرك، إن لم أفضل أورشليم على أعظم بهجتي" (المزامير 137: 5-6).​​​
يحتفل بيوم أورشليم القدس في 28 من شهر أيار حسب التقويم العبري وهو يوم إعادة توحيد شطري عاصمة إسرائيل خلال حرب الأيام الستة في عام 1967. وكانت أورشليم القدس مقسمة بواسطة الأسوار والأسلاك الشائكة طوال 19 عامًا. وفي هذا اليوم تتركز الاحتفالات في كون أورشليم القدس مركز التأريخ اليهودي والرمز لمجد الآباء والأجداد وللنهضة الروحية وإعادة بناء الحياة القومية في العصر الحديث.
منذ عهد الملك داود, باستثناء 19 عامًا في الفترة ما بين 1948 و1967، كان هناك  تواجد يهودي دائم في البلدة القديمة من أورشليم القدس عاصمة إسرائيل. وفي الفترة ما بين 1948 و1967 كان الشطر الغربي من المدينة يخضع لسيطرة إسرائيلية، فيما كان الشطر الشرقي، وهو الشطر القديم يخضع لسيطرة أردنية باستثناء جيب إسرائيلي صغير على جبل سكوبوس.
تم توحيد شطري أورشليم القدس في حزيران يونيو 1967، بعد أن تم تقسيم المدينة في 1948 خلال حرب الاستقلال.
تصادف هذا العام الذكرى ال48 لتحرير المدينة مما يُعتبر حدثًا فريدًا من نوعه في تأريخ إسرائيل وتأريخ الشعب اليهودي المستمرّ منذ أربعة آلاف عام.
تقسيم وتوحيد
لدى انتهاء الانتداب البريطاني في ال14 من أيّار مايو 1948، وتماشيًا مع قرار الأمم المتحدة من ال29 من تشرين الثاني نوفمبر، 1947، أعلنت إسرائيل عن استقلالها وعن أورشليم القدس عاصمة لها. وشنت الدول العربية التي عارضت إقامة دولة إسرائيل هجومًا شاملا على الدولة الناشئة أدى إلى نشوب حرب الاستقلال التي استمرّت بين عامي 1948 و1949. وأدّت خطوط الهدنة التي رُسمت في نهاية الحرب إلى تقسيم أورشليم القدس، حيث تولى الأردن السلطة في البلدة القديمة والمناطق الواقعة شماليها وجنوبيها فيما تولت إسرائيل السلطة في الأحياء الغربية والجنوبية من المدينة.
لدى نشوب حرب الأيام الستة في حزيران يونيو 1967، اتّصلت إسرائيل بالأردن بواسطة الأمم المتحدة والسفارة الأمريكية وأوضحت أنه إذا ما امتنع الأردن عن مهاجمة إسرائيل فأن إسرائيل لن تشنّ هجومًا على الأردن. ورغم ذلك شنّ الأردنيون هجومًا على الشطر الغربي من أورشليم القدس واحتلوا مقرّ المندوب السامي البريطاني سابقًا. وبعد قتال عنيف استعاد جيش الدفاع السيطرة على المقرّ وأبعد الجيش الأردني عن شرقي أورشليم القدس مما تمخض عن توحيد شطري المدينة.
لمحة عن تأريخ أورشليم القدس
في العام 1003 ق.م حوّل الملك داود أورشليم إلى عاصمة لمملكته ومركز ديني للشعب اليهودي.  وبعد أربعين سنة قام نجله سليمان ببناء الهيكل ( هيكل سليمان الأول, المركز الديني والسياسي للشعب في إسرائيل) وجعل المدينة عاصمة مزدهرة لإمبراطورية تمتد من الفرات الى مصر.
في العام 586 ق.م احتل الملك البابلي نبوخذنصر أورشليم ودمر هيكل سليمان الأول وهجّر الشعب اليهودي. وبعد خمسين عاما عندما احتل الفارسيون  بابل, سمح الملك الفارسي سيروس لليهود بالعودة إلى وطنهم ومنحهم الحكم الذاتي. في تلك الفترة قام اليهود ببناء الهيكل الثاني في الموقع ذاته الذي دُمّر فيه هيكل سليمان الأول. كما قام اليهود بإعادة إعمار مدينة أورشليم وأسوارها.

احتل إسكندر الكبير أورشليم في العام 332 ق.م. وبعد رحيله حكم المدينة البتوليميون المصريون ثم السلوقيون من دمشق. وبلغ تأثير الهيلينية على المدينة ذروته في عهد الملك أنطيوخوس الرابع. وكان انتهاك قدسية الهيكل الثاني والمحاولات لقمع الهوية الدينية اليهودية الدافع الرئيسي لتمرد اليهود على ​الحكم السلوقي.​
وتمكن اليهود بقيادة يهودا المكابي من إلحاق هزيمة بالسلوقيين, وأعادوا تكريس بيت المقدس ( 164 ق.م), كما حصلوا من جديد على الاستقلال في عهد السلالة الحشمونائية خلال اكثر من مائة عام حتى الاحتلال الروماني لأورشليم.     الملك هردوس الأدومي الذي عينه الرومان حاكما في يهودا (4-37 ق.م) أقام مؤسسات ثقافية في أورشليم وبادر إلى بناء عمائر عامة عظيمة وأعاد تصميم بيت المقدس كصرح ​فخم. 
واندلع التمرد اليهودي ضد الرومان في العام 66, بعد أن أصبح الحكم الروماني, عقب رحيل هردوس, قمعيا اكثر فأكثر.  كانت أورشليم حرة من أي حكم أجنبي خلال سنوات عدة حتى العام 70 حين احتلت الجيوش الرومانية بقيادة طيطوس المدينة ودمرت بيت المقدس. وتمكن اليهود من استعادة استقلالهم لفترة قصيرة من خلال  "تمرد بار- كوخبا" (132-135) ولكن فيما بعد عاد الحكم الروماني ليفرض سيطرته على اليهود وليحرمهم من دخول المدينة التي أطلق عليها الرومان اسم "ايليا كابيتوليا".
في تلك الفترة ولمدة قرن ونصف شكلت أورشليم مدينة صغيرة بعيدة عن المركز غير أن هذه الحالة تغيرت بصورة ملموسة في عهد الإمبراطور البيزنطي قسطنطين الذي حول أورشليم إلى مركز مسيحي. وكانت كنيسة القيامة (سنة 335 ) أولى الصروح الفخمة العديدة التي تم بناؤها في لمدينة.
الجيوش الإسلامية غزت البلاد في العام 634 وبعد اربع سنوات احتل الخليفة عمر بن الخطاب أورشليم القدس. ولكن المدينة لم تتحول إلى مقر الخليفة إلا تحت حكم عبد الملك بن مروان الذي قام ببناء قبة الصخرة ( عام 691) .
 العهد الأموي لذي كان مركزه دمشق دام قرنا من الزمن. ثم واعتبارا من العام 1750 كانت أورشليم خاضغة لسيطرة العباسيين من بغداد, وفي تلك الفترة بدأت مكانتها تتراجع.
الصليبيون احتلوا أورشليم القدس في العام 1099 وذبحوا سكان المدينة من اليهود والمسلمين, وجعلوا المدينة عاصمة المملكة الصليبية.  تحت حكم الصليبيين تم تدمير الكنس من جهة وبناء كنائس جديدة من جهة اخرى وتحويل العديد من المساجد إلى معابد مسيحية.  العهد الصليبي في أورشليم القدس انتهى في العام 1187 عندما سقطت المدينة بيد صلاح الدين الأيوبي.
المماليك, الحكام الإقطاعيون العسكريون في مصر في تلك الفترة استولوا على أورشليم القدس في العام 1250 وأقاموا فيها عمائر جميلة عديدة. لكنهم تعاملوا مع المدينة كمركز ديني إسلامي فقط حيث دمروا اقتصادها بإهمال وبجباية ضرائب مدمرة.
وبدأ العهد العثنماني لاورشليم القدس الذي استمر أربعة قرون في العام 1517. فأعاد السلطان سليمان القانوني بناء أسوار المدينة (1537 ) كما أقام بركة السلطان ونوافير نصبها في أنحاء مختلفة من المدينة.  بعد رحيله تراجع اهتمام السلطات المركزية في استنبول بأورشليم القدس. وكان القرن السابع عشر والثامن عشر من أصعب وأخطر الفترات التي شهدتها المدينة.
في النصف الثاني من القرن التاسع عشر شهدت أورشليم القدس مرة أخرى فترة ازدهار. وأضعفت الأعداد المتزايدة من اليهود العائدين إلى أرضهم قوة العثمانيين مما أدى إلى إعادة إحياء الاهتمام الأوروبي في الأرض المقدسة وبالتالي إلى إعادة تطوير المدينة.
الجيش البريطاني بقيادة الجنرال أللنبي احتل أورشليم القدس في العام 1917. خلال الأعوام 1922-1948 شكلت أورشليم المقر الإداري للسلطات البريطانية في أرض إسرائيل (فلسطين) التي وضعت تحت الانتداب البريطاني بموجب قرار صك الانتداب الذي أقرته عصبة الأمم في أعقاب انهيار الأمبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الأولى.  وفيما بعد شهدت المدينة عملية تطوير وتنمية سريعة تمخضت عن تطوير غرب المدينة إلى ما أصبح معروفا باسم " البلدة الجديدة".
في نهاية الانتداب البريطاني في 14 مايو/ أيار عام 1948 وبموجب قرار الجمعية العامة الأمم المتحدة الصادر في 29 نوفمبر 1947 (قرار التقسيم), أعلت دولة إسرائيل عن استقلالها وعن أورشليم القدس عاصمة لها. وأطلقت الدول العربية التي عارضت قيام دولة إسرائيل حملة عسكرية ضدها أدت إلى نشوب حرب الاستقلال خلال عامي 1948 - 1949 .
وقسّمت خطوط الهدنة التي تم ترسيمها في نهاية الحرب أورشليم القدس إلى شطرين بحيث أصبحت  البلدة القديمة ومناطق في شمال المدينة وجنوبها تحت السيطرة الأردنية في حين بات غرب المدينة والضواحي الجنوبية منها تحت سيطرة إسرائيل.
وتمت إعادة توحيد شطري أورشليم القدس في شهر يونيو/ حزيران 1967 في أعقاب الحرب التي حاول الأردنيون من خلالها احتلال الأجزاء الغربية من المدينة.  وبعد توحيد شطري القدس تمت إعادة إعمار الحي اليهودي في البلدة القديمة الذي دُمّر تحت الحكم الأردني, وأتيحت للسكان اليهود مرة أخرى فرصة زيارة الأماكن المقدسة, الأمر الذي حُرموا منه بين الأعوام 1948 - 1967.
يوم التاسع من آب
(11) يوم التاسع من آب
يوم التاسع من آب (حسب التقويم العبري) يحل عادةً في شهر  يوليو-تموز أو أغسطس آب, وهو يوم الذكرى لخراب هيكل سليمان الأول والثاني. ويعتبر هذا اليوم يوم حزن وتحل فيه العديد من فرائض يوم الغفران وفي مقدمتها الصوم التام طوال اليوم وإذلال النفس.

(12) ذكرى اغتيال رئيس الوزراء الراحل يتسحاق رابين
 في هذا اليوم تقام مراسم تأبينية رسمية على جبل هرتصل بأورشليم القدس (حيث يقع ضريح رابين) وفي ميدان رابين (حيث تم اغتياله) وفي أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد
يحيي الشعب في إسرائيل الذكرى السنوية لاغتيال رئيس الوزراء الراحل يتسحاق رابين كل عام في الثاني عشر من شهر حشفان حسب التقويم العبري (رغم أن معظم الجمهور يتذكر تأريخ ال-4.11.1995 كيوم الاغتيال). وفي هذا اليوم تقام مراسم تأبينية رسمية على جبل هرتصل بأورشليم القدس (حيث يقع ضريح رابين) وفي ميدان رابين (حيث تم اغتياله) وفي أماكن مختلفة في جميع أنحاء البلاد. كما تكرس حصص دراسية في جميع المؤسسات التعليمية لدراسة تراث رابين. ويتم تنكيس الأعلام في جميع المؤسسات الرسمية في هذا اليوم.​
وقد اغتيل رابين في الرابع من تشرين الثاني نوفمبر 1995 على أيدي يهودي من أتباع اليمين المتطرف لدى مغادرته مهرجانا حاشدا أُقيم  تأييدًا لعملية السلام تحت شعار "نعم للسلام لا للعنف". وشُيع جثمان رابين الذي كان يبلغ من العمر 73 عامًا في مراسم رسمية جرت على جبل هرتصل في أورشليم القدس حضرها زعماء  ورؤساء من مختلف أنحاء العالم
يوم الغفران كيبور

(13) يوم الغفران كيبور
يحل يوم الغفران بعد عيد رأس السنة​ بثمانية أيام أي في اليوم العاشر من السنة الجديدة وهو يوم يتم فيه الصوم ومحاسبة النفس والتطهر من الذنوب. ويستمر الصيام في يوم الغفران 25 ساعةً تكرس معظمها للصلاوات والابتهالات إلى المولى عز وجل ليغفر لعباده ذنوبهم وخطاياهم.
ويتم الاحتفال بهذا العيد عملا بما جاء في الإصحاح 16 من سفر اللاويين. ويعتبر يوم الغفران أقدس أيام السنة اليهودية، حيث يتم فيه، بحسب التقاليد اليهودية، "توقيع قرار حكمنا" للسنة القادمة، والذي كان قد صدر في عيد رأس السنة. وتدوم الصلوات الخاصة بالعيد والتي تقام في الكنس طوال العيد كله تقريبا، حيث تركز على التوبة والتكفير عن الذنوب. كما تتضمن صلوات العيد صلاة خاصة على أرواح الموتى. وعند حلول الظلام، ينفخ في "الشوفار" (البوق) إيذانا بانتهاء العيد والصيام.
ويعتبر يوم الغفران يوم عطلة رسمية مطلقة، حيث تتوقف الإذاعات والتلفزيون عن البث والسيارات عن السير لمدة يوم كامل. ولكون هذا العيد مخصصا لمحاسبة النفس، بعيدا عن الحياة اليومية الاعتيادية، فإن الأمور الدنيوية المادية تنحسر لتحل محلها همومنا الروحانية، حيث يصوم الناس مدة ليلة ويوم كاملين اعتبارا من غروب الشمس حتى حلول الظلام في اليوم التالي، كما تنهى تعاليم الديانة اليهودية عن ارتداء الحذاء المصنوع من الجلد والتطيب والاغتسال والمعاشرة الجنسية.
ويوم الغفران هو يوم الصوم الوحيد الذي تأمر به التوراة ويكرسه المؤمن لتعداد خطاياه والتأمل في ما ارتكبه من ذنوب.
ومنذ عام 1973 أضفي على يوم الغفران جو من الحزن بسبب ذكريات حرب يوم الغفران (حرب أكتوبر 1973) التي تعرضت فيها إسرائيل لهجوم مفاجئ من جانب مصر وسوريا.​
ذكرى ضحايا المحرقة

(14) ذكرى ضحايا المحرقة والبطولة:
​يحيي الشعب اليهودي ذكرى الضحايا اليهود ال-6,000,000 الذين أُبيدوا خلال الكارثة التي حلت بالشعب اليهودي على أيدي الوحش النازي إبان الحرب العالمية الثانية في أوروبا
ذكرى ضحايا المحرقة والبطولة (يوم هاشوآ باللغة العبرية) هي يوم تذكاري وطني في إسرائيل, يتم فيه إحياء ذكرى اليهود الستة ملايين الذين أبيدوا على أيدي الوحش النازي في المحرقة التي حلت بالشعب اليهودي إبان الحرب العالمية الثانية. وهذا هو يوم تأبيني, يتم إحياؤه قبل عيد الاستقلال بأسبوع ويوم ويبدأ عند غروب الشمس في يوم 26 من شهر نيسان حسب التقويم العبري وينتهي في مساء اليوم التالي, حسب التقاليد اليهودية. وفي هذا اليوم تكون أماكن الترفيه مغلقة وتقام مراسم تذكارية في جميع أنحاء البلاد
وتقام المراسم الرئيسية لذكرى ضحايا المحرقة والبطولة في مؤسسة "ياد فاشيم" بأورشليم القدس وتذاع في المحطات التلفزيونية الإسرائيلية. وتقام هذه المراسيم بحضور رئيس دولة إسرائيل, ورئيس الحكومة, وشخصيات بارزة, وناجين من المحرقة, وأولاد الناجين وأفراد عائلاتهم. ويجتمع جميعهم ومعهم جمهور من الناس ليشتركوا في المراسم التذكارية الرئيسية في مؤسسة "ياد فاشيم", حيث يقوم ستة من الناجين باشعال ست مشاعل، تمثل اليهود الستة ملايين الذين أبيدوا في المحرقة. وفي صباح اليوم التالي، تبدأ المراسم في  "ياد فاشيم"  بإطلاق الصفارات لمدة دقيقتين في جميع أنحاء البلاد حدادًا على أرواح ضحايا المحرقة. وخلال هذه المدة, يتوقف جميع الناس عن عملهم, ويقف الناس الماشون في الشوارع, وتقف السيارات على هوامش الطرق, والجميع يقفون بصمت على ذكرى ضحايا المحرقة.
وبعد ذلك, تتركز المراسم في "ياد فاشيم" بوضع أكاليل من الزهور إلى جانب المشاعل الستة, على أيدي شخصيات بارزة وممثلين عن مجموعات الناجين ومؤسسات مختلفة. وسيقام احتفال خاص بحركات الشبيبة بحضور المئات من أبناء الشبيبة بغور الجاليات في "ياد فاشيم". كذلك تقام مراسم تذكارية في مواقع تخليد أخرى في إسرائيل, مثل كيبوتس محاربي الغيتوهات وكيبوتس ياد موردخاي, وكذلك في المدارس, والقواعد العسكرية, والسلطات المحلية, وأماكن العمل. وتجدر الإشارة الى ان عدد الناجين في اسرائيل حاليا يبلغ حوالي 195 الف شخص.
يوم السبت
(15) يوم السبت
يوم السبت هو يوم العطلة الأسبوعية ويحتفل معظم اليهود في إسرائيل بإمضاء الوقت مع أبناء العائلة والأصدقاء. وتتعطل حركة المواصلات العامة وتغلق المحلات التجارية والحوانيت أبوابها. أما الخدمات الحيوية للجمهور فتنفذ من قبل كوادر محدودة وتُمنح الإجازات لأكبر عدد ممكن من الجنود. وبما أن غالبية المواطنين هم من غير المتدينين فإنهم يفضلون قضاء يوم العطلة على شواطئ البحر أو في المتنزهات والملاهي. ويحتفل المواطنون المتدينون بعطلة السبت بإمضاء جانب كبير من الوقت في جو احتفالي في حضن العائلة وفي الصلاة في الكنيس وهم يمتنعون عن استخدام وسائط النقل والاستعانة بالكهرباء ويعطلون أعمالهم.
عيد رأس السنة العبرية الجديدة

(16) عيد رأس السنة العبرية الجديدة (روش هشانا)
يحتفل اليهود  بعيد رأس السنة في بداية السنة العبرية اي في اليوم الاول من شهر تشريه. وتصل صلوات كل يوم من يومي العيد ذروتها حين ينفخ في "الشوفار" (نوع من البوق مصنوع من قرن كبش). ويعتبر النفخ في قرن الكبش (الشوفار) رمزًا لكبش الفداء الذي منّ به المولى عز وجلّ على سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام عندما امتثل لأمر ربّه وهمّ بذبح نجله إسحاق عليه السلام على جبل موريّا في أورشليم وهو الجبل الذي أُقيم عليه فيما بعد الهيكلان المقدسان الأول والثاني. وقد حدثت أضحية اسحاق حسب العقيدة اليهودية في رأس السنة العبرية كما أن الملائكة بشًروا سيدتنا سارة بولادته في مثل هذا اليوم أيضًا.
وقد يصادف أول أيام العيد يوم السبت، وفي هذه الحالة لا ينفخ في الشوفار في ذلك اليوم ليجري النفخ في ثاني يومي العيد فقط. ويعتبر يوما عيد رأس السنة يومي عطلة رسمية، لا تعمل خلالها المواصلات العامة في معظم أنحاء البلاد ولا تصدر الصحف.
ومن تقاليد العيد تناول شرائح التفاحة المغموسة بالعسل، رمزا لأمل أن تكون السنة الجديدة حلوة. أما التقليد الثاني فهو التوجه إلى مصدر مياه مثل البحر أو أحد الأنهار أو الينابيع، حيث يتم تلاوة بعض آيات وإلقاء قطع من الخبز في الماء، رمزا ل"إلقاء" جميع ما ارتكبه الإنسان من خطايا خلال العام المنصرم. ويعود هذا التقليد إلى الآية 19 من الإصحاح السابع لسفر ميخا التي تقول: "...وتطرح في أعماق البحر جميع خطاياهم". ويتم ممارسة هذه الشعائر عصر اليوم الأول من العيد، أو في اليوم الثاني، في حال صادف اليوم الأول يوم السبت.
ويحل عيد رأس السنة العبرية بعد انتهاء شهر أيلول العبري الذي يُعتبَر شهر طلب الرحمة والمغفرة من الباري عز وجل وبه تبدأ عشرة أيام التوبة وتختتم بصوم يوم الغفران.
الفترة ما بين رأس السنة وعيد يوم الغفران تعرف فترة العشرة أيام التي تمتد بين الأول والعاشر من شهر تشرين العبري والتي تتضمن عيدي روش هشاناه (رأس السنة) و"يوم كيبور" (يوم الغفران) ب"أيام التوبة العشرة". وتقول التقاليد اليهودية إنها فترة صدور الحكم الإلهي، حيث يحاسب جميع البشر والأمم على أفعالهم خلال السنة المنتهية للتو، ويتم البت في مصائرهم للعام الذي على الأبواب.
ويعتبر اليوم التالي لعيد رأس السنة يوم صيام، ويسمى "صوم غيدالياهو"، حيث يحتفل فيه بذكرى اغتيال الحاكم اليهودي لإقليم يهودا الذي كان محتلا من قبل البابليين بعد أن فتحوا أورشليم سنة 586 قبل الميلاد. وتروى قصة غيدالياهو في الإصحاح 25 من سفر الملوك. وإذا حل اليوم التالي لرأس السنة يوم السبت، كما هي الحال هذا العام، يتم تأجيل الصيام إلى اليوم التالي، إذ تنهى الديانة اليهودية عن الصيام في يوم السبت. وفي العام الحالي يبدأ الصيام عند شروق الشمس يوم الأحد الموافق 12 سبتمبر أيلول، لينتهي عند حلول الليل من اليوم نفسه. ويتم خلال تلك المناسبة تلاوة نصوص خاصة بهذا اليوم، والذي لا يعتبر عطلة رسمية.
ويسمى يوم السبت الذي يقع خلال "أيام التوبة العشرة" أي بين رأس السنة ويوم الغفران ب"سبت التوبة". ويتم خلال هذا اليوم، تلاوة نص خاص من سفر هوشع، يبدأ بالآية التالية: "ارجع، أيها إسرائيل، إلى الرب إلهك".​​​



المراجع:
(1) https://ar.wikipedia.org/wiki
(2) صبح الأعشى 2/436 وما بعد .
(3) العهد القديم ، أخبار الأيام الثاني/35 ، وللتوسع في هذا العيد وغيره من أعياد اليهود انظر : معجم اللاهوت الكتابي .
(4) صبح الأعشى 2/436 ، ومعجم اللاهوت/568 .

(5) موقع ورارة الخارجية الإسرائيلية.