الجمعة، 9 مارس 2018

ثامنا:الصهيونية: الفصل الثاني


ثامنا:الصهيونية:
إخواني سنعرض هنا لبعض المعلومات البسيطة عن الحركة الصهيونية كمدخل لمصادر الفكر اليهودي والتي تُشكل عقيدة وفكر اليهود، وسنعاود الحديث عن الصهيونية في شيء من التفصيل في الفصل السادس من هذا البحث:
الصهيونية حركة سياسية عنصرية متطرفة، ترمي إلى إقامة دولة لليهود في فلسطين، تحكم من خلالها العالم كلّه، واشتقتّ الصهيونية من اسم جبل صهيون في القدس حيث تطمع الصهيونية أن تشيدّ فيها هيكل سليمان وتقيم مملكة لها تكون عاصمتها القدس الشريف.
ارتبطت الحركة الصهيونية بشخصية اليهودي النمساوي تيودور هرتزل الذي يعدّ الداعية الأول للفكر الصهيوني الذي تقوم على أرائه الحركة الصهيونية في العالم.
فالصهيونية بالعبرية تعني ציונות وهي حركة سياسية يهودية، ظهرت في وسط وشرق أوروبا في أواخر القرن التاسع عشر ودعت اليهود للهجرة إلى أرض فلسطين بدعوى أنها أرض الآباء والأجداد (إيريتس يسرائيل) ورفض اندماج اليهود في المجتمعات الأخرى للتحرر من معاداة السامية والاضطهاد الذي وقع عليهم في الشتات، وبعد فترة طالب قادة الحركة بإنشاء دولة منشودة في فلسطين والتي كانت ضمن أراضي الدولة العثمانية. ( 2،1)

ارتبطت الحركة الصهيونية الحديثة بشخصية اليهودي النمساوي هرتزل الذي يعد الداعية الأول للفكر الصهيوني الحديث والذي تقوم على آرائه الحركة الصهيونية في العالم وبعد تأسيس دولة إسرائيل أخذت الصهيونية على عاتقها توفير الدعم المالي والمعنوي لإسرائيل (3)  وقد عقد أول مؤتمر صهيوني في بازل بسويسرا ليتم تطبيق الصهيونية بشكل عملي على فلسطين فعملت على تسهيل الهجرة اليهودية ودعم المشاريع الاقتصادية اليهودية.(4)
جبل صهيون

كلمة "صهيوني" مشتقة من الكلمة صهيون عبرية: ציון وهي أحد ألقاب جبل صهيون في القدس كما هو ورد في سفر إشعياء فيما وردت لفظة صهيون لأول مرة في العهد القديم عندما تعرض للملك داود الذي أسس مملكته 1000–960 ق.م
ولقد صاغ هذا المصطلح الفيلسوف ناتان بيرنباوم في عام 1890، لوصف حركة أحباء صهيون، وأقر التسمية المؤتمر الصهيوني الأول في عام 1897.(5)
يرى البعض أن بدايات الفكر الصهيوني كانت في إنجلترا في القرن السابع عشر في بعض الأوساط البروتستانتية المتطرفة التي نادت بالعقيدة الاسترجاعية التي تعني ضرورة عودة اليهود إلى فلسطين شرطا لتحقيق الخلاص وعودة المسيح لكن ما حصل هو أن الأوساط الاستعمارية العلمانية في إنجلترا تبنت هذه الأطروحات وعلمنتها ثم بلورتها بشكل كامل في منتصف القرن التاسع عشر على يد مفكرين غير يهود بل معادين لليهود واليهودية.

ومن المهم أيضاً لفت الانتباه إلى أن الصهيونية نشأت كرد فعل على ما أسماه اليهود "معاداة السامية"، لتصبح مهمة الحركة الصهيونية تغيير واقع اليهود في أوروبا إلى دولة قومية تجمع اليهود من كل أنحاء العالم.(6) 
يرى اليهود الذين يدعون أنهم غير صهيونيين فساد الفكرة الصهيونية:-
ومن هؤلاء الحاخام المير برجر: الذي يقول إن الصهيونية حركة سياسية تستخدم التاريخ لأغراضها الخاصة التي تسيء في الوقت نفسه للدين اليهودي كدعوة روحية عامة، وتحصره في دعوة سياسية قومية ضيقة، فقيم الدين اليهودي لا نجدها في الصهيونية التي تمارس سياسة عنصرية ضد العرب مثلاً وهذه مخالفة مبشرة لتلك القيم ،وبالتالي فإن إتاحة إقامة دولة إسرائيل بشكلها الصهيوني مخالف لصور أرض الميعاد كما تحدثت عنها التوراة"
و يرى الحاخام المير برجر انه ليس لإسرائيل أي حق أخلاقي، أو تاريخي بالوجود في فلسطين، ويرى خطأ محاولات الصهيونية في بسط سلطانها على اليهود في سائر أنحاء العالم، ويدين محاولة المنظمة الصهيونية العالمية باستخدام اليهود الأمريكيين كأداة في يد السياسة الخارجية الإسرائيلية".

كتب الكاتب الإسرائيلي مردخاي كنش في صحيفة حيروت 27 تشرين الثاني عام 1964 ( بعنوان نحن و العالم المسيحي إن لنا حساباً دموياً طويلاً مع العالم المسيحي ) في عام 1948 دمروا أكثر من ثلاثين ديراً وكنيسة ومعهداً وقتلوا عدداً كبيراً من المسيحيين و رجال الدين المسيحي.
الإمبراطور نيرون

ونحن نعرف أن اليهود أول من ساهم مع الحكام الوثنيين في أوروبا في قتل المسيحيين في بداية ظهورها، وبعد هذا الظهور بل حرض اليهود على قتل المسيحيين بالتنسيق مع نيرون الطاغية حارق روما، الذي جعل  الوحوش الكاسرة كالأسود تمزق أجساد المسيحيين وهم أحياء إرضاء لشهوة سادية نيرون الوحشية".
و لا ننسى الجرائم التي اقترفها اليهود ضد المسيحيين قبل مجيء الإسلام، ومذبحة الأخدود التي اقترفها اليهود ضد النصارى، و قضى فيها ذو نواس على عشرات الألوف منهم حرقاً سنة 524".
يقول الدكتور اوسكار ليفي: نحن اليهود لسنا إلا سادة العالم ومفسديه ومحركي الفتن فيه و جلاديه.

المسيحيين يلقون أحياء أمام الوحوش الكاسرة بيد اليهود
المراجع:
(1) David Hazony , Yoram Hazony, and Michael B. Oren, eds., "New Essays on Zionism," Shalem Press, 2007.
(2) Motyl 2001, pp. 604 
(3) الصهيونية إعداد الندوة العالمية للشباب الإسلامي.
(4) الصهيونية بين تاريخين، عبد الله النجار كمال الحاج - الصهيونية العالمية، عباس محمود العقاد.
(5) וּפְדוּיֵי ה' יְשֻׁבוּן וּבָאוּ צִיּוֹן בְּרִנָּה, וְשִׂמְחַת עוֹלָם עַל רֹאשָׁם, שָׂשׂוֹן וְשִׂמְחָה יַשִּׂיגוּ, וְנָסוּ יָגוֹן וַאֲנָחָה" - المنظمة الصهيونية العالمية، الموسوعة الفلسطينية، المجلد الرابع
(6) بشارة، عزمي. مجلة الكرمل العدد 53، (خريف) 1997. - ساند، شلومو. اختراع أرض إسرائيل. ترجمة أنطوان شلحت وأسعد زعبي، المركز الفلسطيني للدراسات الإسرائيلية مدار. رام الله 2013. ص18


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق