الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة
• المسيحية السياسية.
• المسيحية الدينية.
• مذابح المسيحية السياسية.
• العداء ما بين اليهود والمسيحيين.
• اضطهاد اليهود للمسيحيين.
• اضطهاد المسيحيين لليهود.
• نشأت المسيحية اليهودية.
• مراكز انتشار المسيحية اليهودية.
• رأي العلماء والمؤرخيين في المسيحية
اليهودية(الصهيومسيحية)
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة: المسيحية الدينية والمسيحية
السياسية:
قال
تعالى:
{
وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ
أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } سورة البقرة
- 111 -
وقال
جل شأنه:
{
وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ
قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ
الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ }
سورة البقرة – 120 -
وقال
سبحانه وتعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ
مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} سورة البقرة – 135
-
وقال
جل شأنه:
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ
أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة
المائدة -51 –
وقال
سبحانه وتعالى:
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ
هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ
وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة
المائدة – 57 -
وقال
تبارك وتعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا
اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً
لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ
قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ المائدة:82}
ففي
تلك الآيات الكريمات نجد الحق _ تبارك وتعالى _ يحدثنا عن نوعين من المسيحية، ففي
آيات سورة البقرة ( 111 – 120 – 135 ) نجده _ سبحانه _ قد جمع بين اليهود وبين
المسيحيين من حيث الأطماع التي تأصلت في نفوس كلا الفريقين آلا وهي الرغبة في
السيطرة على العالم وفي ذلك ذم لهم.
ثم
نجده - جل شأنه - في آيات سورة المائدة ( 51 ، 57) يحذرنا من مولاة اليهود
والنصاري بصفة عامة أي اتخاذهم حليف ونصير وذلك لكراهيتهم الشديدة، وجعل ذلك من
تقواه، وأن منْ يقع في مولاة اليهود والنصارى من المسلمين فقد وقع في ظلم مبين
لنفسه ولدينه، كما توضح الأيات تحالف جديد لم يكن موجدا في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وانما ظهر في عصرنا الحاضر، وهذا يُعد جانب من جوانب اعجاز القرآن الكريم وأقصد به تحالف مع اليهود مع بعض النصاري حيث قال تعالى { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي البعض من اليهود والبعض من النصارى يتحالفون مع بعضهم البعض ضد الإسلام والمسلمين، وهذا ما نراه جليا واضحا في عصرنا الحاضر.
والغريب في هذا التحالف أن كل طرف يتخذ من الآخر حليف وناصر من أجل تحقيق هدفه، فاليهود يتخذوا من النصارى القوة والمدد لسحق العرب المسلمين وتصفية القضية الفلسطينية حتى يظهر مسيخهم الدجال في صورة ملك من نسل نبي الله داؤود - عليه السلام - فيقهرون به النصارى ويقتلع البابا في روما ويجلس مكانه ليحكم العالم.
أما حلفاؤهم من النصارى وبخاصة البروتستانت فيساعدون اليهود من خلال إيمانهم بأن المسيح - عليه السلام - لن يعود إلا إذا أتم اليهود بناء هيكلهم المزعوم، فهو تحالف قائم على المصلحة، وليس على الود والحب، وهذا ما ستضح أكثر في ما يأتي من فصول هذا البحث.
ثم
نجده - جل شأنه - في الأية (81) من ذات السورة يُفرق بين اليهود وبين المسيحيين
فجمع اليهود مع المشركين استكمالا لذمهم، ثم اختص فئة من المسيحيين بمدح كريم آلا
وهو قربهم من المؤمنين، وبذلك يكون القرآن الكريم قد فرق بين نوعين من المسيحية:
الأول
منها: مذموم مع اليهود وهو ما يمكن أن طلق عليه المسيحية السياسية.
والثاني
محمود أو ممدوح وهو ما يمكن أن نطلق عليه المسيحية الدينية وفيما يلي نجتهد بعون
الله وتوفيقه في إلقاء الضوء على كلا الفريقين:
أولا: المسيحية السياسية أو المسيحية المذمومة:
ونقصد
بها تلك المسيحية التي تنتشر في بلاد ودول الغرب في أوربا وأمريكا، والتي تحاول
جاهدة بسط نفوذها على العالم تحت ستار المسيحية، ولذلك فهي تطلق اليد لمبشريها
للعمل في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال هدف معلن وهو نشر الدين المسيحي، وآخر
خفي يتمثل في بسط سيطرة ونفوذ الكنيسة الغربية على العالم بأثره من ناحية، ومن
ناحية أخرى فرض الهيمنة الأوربية والأمريكية على شعوب تلك المناطق وإجبارها على
الدوران في فلكها، فكما حاولت الكنيسة الغربية فعل ذلك في الماضي، فها هي تعيد نفس
الكرة في الوقت الحاضر.
ففي
الماضي كانت الحروب الصليبية، والآن نجد حملات التبشير بالدين المسيحي تغزو العالم
بأثره، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها الصرعات التي تنميها السياسة الغربية
كخطوة مكملة في نفس اتجاه الغزو الصليبي الغربي الجديد، ولا تتمثل خطورة ذلك الأمر
في نشر الديانة المسيحية، وإنما مكمن الخطورة في أن هذه المسيحية التبشيرية ليست
هي المسيحية التي جاء بها السيد المسيح ( عليه السلام) ولكنها مجموعة من التعاليم
السياسية الأصل ذات المظهر الديني والتي تهدف إلى:
• ربط آسيا وأفريفيا بعجلة الغرب عن
طريق نشر الدين.
• خلق فكر مسيحي يقف أمام الفكر الإسلامي
والفكر المسيحي المعتدل في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والدولية.
ويندهش الباحث حينما يرى كبار رجال الكنائس وهم يتناسون المسيحية ومبادئها
الأصلية السمحة، ويجندون أنفسهم لخدمة الاستعمار الغربي، وهم يتخذون الدين المسيحي
وسيلة للضغط على الشعوب المسيحية في الدول النامية حتى لا تتطور، وحتى تبقى بمنأى
عن الرقي والتصنيع والتقدم:
- فإذا كانت الكنيسة في الغرب تقر بمبدأ فصل الدين عن الدولة، فهي لا تقر
بذلك المبدأ بالنسبة لدول الشرق وذلك ليظل كلام الكنيسة سيفا مسلطا على رقاب
العباد.
- وإذا كانت الكنيسة في الغرب تبارك التصنيع، فإنها تعارض ذلك التصنيع في
بلاد الشرق وتبرر ذلك:
* بزعمها أن العامل يعتبر نفسه خالقا، وهذا يتنافى مع الإيمان، واعتبار
الإنسان مخلوقا.
* كما تبرر ذلك الرفض للتصنيع في بلاد الشرق أيضا بزعمها أن الثروة التي
ستعود على البلاد من التصنيع ستجلب الشر على المسيحيين بالبلاد النامية، لآن
ارتفاع مستوى المعيشة ستصحبه كثرة الخطايا والشرور.
*كما ترى الكنيسة أن التقدم لن يتم إلا بالتضحية بالتراث والتقاليد
الموروثة، ولذلك فهي تقرر أن الاحتفاظ بالتراث والتقاليد الموروثة خير من التقدم
الاقتصادي، وتتخذ المجالس الكنسية العليا كل التدابير لتنفيذ ورعاية هذه السياسة
الظالمة.
في متحف التاريخ الطبيعي بباريس توجد 18000 رأس إنسان قتلهم الاستعمار الفرنسي، منهم رؤوس قادة ملوك ومهندسين وفلاسفة أفريقيين |
تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها
لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة
سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية
السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار،
فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته
ووصفته بالجهل والتخلف.
وهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ
تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون
لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان
جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:
أماه
أتمي صلاتك لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية.
سأقاتل بكل قوتي لمحو
القرآن.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ردحذفالفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة
• المسيحية السياسية.
• المسيحية الدينية.
• مذابح المسيحية السياسية.
• العداء ما بين اليهود والمسيحيين.
• اضطهاد اليهود للمسيحيين.
• اضطهاد المسيحيين لليهود.
• نشأت المسيحية اليهودية.
• مراكز انتشار المسيحية اليهودية.
• رأي العلماء والمؤرخيين في المسيحية اليهودية(الصهيومسيحية)
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار، فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته ووصفته بالجهل والتخلف.
ردحذفوهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:
أماه
أتمي صلاتك لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية.
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ردحذفالفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة
• المسيحية السياسية.
• المسيحية الدينية.
• مذابح المسيحية السياسية.
• العداء ما بين اليهود والمسيحيين.
• اضطهاد اليهود للمسيحيين.
• اضطهاد المسيحيين لليهود.
• نشأت المسيحية اليهودية.
• مراكز انتشار المسيحية اليهودية.
• رأي العلماء والمؤرخيين في المسيحية اليهودية(الصهيومسيحية)
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة: المسيحية الدينية والمسيحية السياسية:
قال تعالى:
{ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } سورة البقرة - 111 -
وقال جل شأنه:
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } سورة البقرة – 120 -
وقال سبحانه وتعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} سورة البقرة – 135 -
وقال جل شأنه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة المائدة -51 –
وقال سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة – 57 -
وقال تبارك وتعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ المائدة:82}
ففي تلك الآيات الكريمات نجد الحق _ تبارك وتعالى _ يحدثنا عن نوعين من المسيحية، ففي آيات سورة البقرة ( 111 – 120 – 135 ) نجده _ سبحانه _ قد جمع بين اليهود وبين المسيحيين من حيث الأطماع التي تأصلت في نفوس كلا الفريقين آلا وهي الرغبة في السيطرة على العالم وفي ذلك ذم لهم.
ثم نجده - جل شأنه - في آيات سورة المائدة ( 51 ، 57) يحذرنا من مولاة اليهود والنصاري بصفة عامة أي اتخاذهم حليف ونصير وذلك لكراهيتهم الشديدة، وجعل ذلك من تقواه، وأن منْ يقع في مولاة اليهود والنصارى من المسلمين فقد وقع في ظلم مبين لنفسه ولدينه، كما توضح الأيات تحالف جديد لم يكن موجدا في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وانما ظهر في عصرنا الحاضر، وهذا يُعد جانب من جوانب اعجاز القرآن الكريم وأقصد به تحالف مع اليهود مع بعض النصاري حيث قال تعالى { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي البعض من اليهود والبعض من النصارى يتحالفون مع بعضهم البعض ضد الإسلام والمسلمين، وهذا ما نراه جليا واضحا في عصرنا الحاضر.
والغريب في هذا التحالف أن كل طرف يتخذ من الآخر حليف وناصر من أجل تحقيق هدفه، فاليهود يتخذوا من النصارى القوة والمدد لسحق العرب المسلمين وتصفية القضية الفلسطينية حتى يظهر مسيخهم الدجال في صورة ملك من نسل نبي الله داؤود - عليه السلام - فيقهرون به النصارى ويقتلع البابا في روما ويجلس مكانه ليحكم العالم.
أما حلفاؤهم من النصارى وبخاصة البروتستانت فيساعدون اليهود من خلال إيمانهم بأن المسيح - عليه السلام - لن يعود إلا إذا أتم اليهود بناء هيكلهم المزعوم، فهو تحالف قائم على المصلحة، وليس على الود والحب، وهذا ما ستضح أكثر في ما يأتي من فصول هذا البحث.
ثم نجده - جل شأنه - في الأية (81) من ذات السورة يُفرق بين اليهود وبين المسيحيين فجمع اليهود مع المشركين استكمالا لذمهم، ثم اختص فئة من المسيحيين بمدح كريم آلا وهو قربهم من المؤمنين، وبذلك يكون القرآن الكريم قد فرق بين نوعين من المسيحية:
الأول منها: مذموم مع اليهود وهو ما يمكن أن طلق عليه المسيحية السياسية.
والثاني محمود أو ممدوح وهو ما يمكن أن نطلق عليه المسيحية الدينية وفيما يلي نجتهد بعون الله وتوفيقه في إلقاء الضوء على كلا الفريقين:
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ردحذفالفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة
• المسيحية السياسية.
• المسيحية الدينية.
• مذابح المسيحية السياسية.
• العداء ما بين اليهود والمسيحيين.
• اضطهاد اليهود للمسيحيين.
• اضطهاد المسيحيين لليهود.
• نشأت المسيحية اليهودية.
• مراكز انتشار المسيحية اليهودية.
• رأي العلماء والمؤرخيين في المسيحية اليهودية(الصهيومسيحية)
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة: المسيحية الدينية والمسيحية السياسية:
قال تعالى:
{ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } سورة البقرة - 111 -
وقال جل شأنه:
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } سورة البقرة – 120 -
وقال سبحانه وتعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} سورة البقرة – 135 -
وقال جل شأنه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة المائدة -51 –
وقال سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة – 57 -
وقال تبارك وتعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ المائدة:82}
ففي تلك الآيات الكريمات نجد الحق _ تبارك وتعالى _ يحدثنا عن نوعين من المسيحية، ففي آيات سورة البقرة ( 111 – 120 – 135 ) نجده _ سبحانه _ قد جمع بين اليهود وبين المسيحيين من حيث الأطماع التي تأصلت في نفوس كلا الفريقين آلا وهي الرغبة في السيطرة على العالم وفي ذلك ذم لهم.
ثم نجده - جل شأنه - في آيات سورة المائدة ( 51 ، 57) يحذرنا من مولاة اليهود والنصاري بصفة عامة أي اتخاذهم حليف ونصير وذلك لكراهيتهم الشديدة، وجعل ذلك من تقواه، وأن منْ يقع في مولاة اليهود والنصارى من المسلمين فقد وقع في ظلم مبين لنفسه ولدينه، كما توضح الأيات تحالف جديد لم يكن موجدا في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وانما ظهر في عصرنا الحاضر، وهذا يُعد جانب من جوانب اعجاز القرآن الكريم وأقصد به تحالف مع اليهود مع بعض النصاري حيث قال تعالى { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي البعض من اليهود والبعض من النصارى يتحالفون مع بعضهم البعض ضد الإسلام والمسلمين، وهذا ما نراه جليا واضحا في عصرنا الحاضر.
والغريب في هذا التحالف أن كل طرف يتخذ من الآخر حليف وناصر من أجل تحقيق هدفه، فاليهود يتخذوا من النصارى القوة والمدد لسحق العرب المسلمين وتصفية القضية الفلسطينية حتى يظهر مسيخهم الدجال في صورة ملك من نسل نبي الله داؤود - عليه السلام - فيقهرون به النصارى ويقتلع البابا في روما ويجلس مكانه ليحكم العالم.
أما حلفاؤهم من النصارى وبخاصة البروتستانت فيساعدون اليهود من خلال إيمانهم بأن المسيح - عليه السلام - لن يعود إلا إذا أتم اليهود بناء هيكلهم المزعوم، فهو تحالف قائم على المصلحة، وليس على الود والحب، وهذا ما ستضح أكثر في ما يأتي من فصول هذا البحث.
ثم نجده - جل شأنه - في الأية (81) من ذات السورة يُفرق بين اليهود وبين المسيحيين فجمع اليهود مع المشركين استكمالا لذمهم، ثم اختص فئة من المسيحيين بمدح كريم آلا وهو قربهم من المؤمنين، وبذلك يكون القرآن الكريم قد فرق بين نوعين من المسيحية:
الأول منها: مذموم مع اليهود وهو ما يمكن أن طلق عليه المسيحية السياسية.
والثاني محمود أو ممدوح وهو ما يمكن أن نطلق عليه المسيحية الدينية وفيما يلي نجتهد بعون الله وتوفيقه في إلقاء الضوء على كلا الفريقين:
تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار، فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته ووصفته بالجهل والتخلف.
ردحذفوهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:
أماه
أتمي صلاتك لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية.
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.
قال تعالى:
ردحذف{ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } سورة البقرة - 111 -
وقال جل شأنه:
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } سورة البقرة – 120 -
وقال سبحانه وتعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} سورة البقرة – 135 -
وقال جل شأنه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة المائدة -51 –
وقال سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة – 57 -
وقال تبارك وتعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ المائدة:82}
تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار، فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته ووصفته بالجهل والتخلف.
ردحذفوهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:
أماه
أتمي صلاتك لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية.
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
ردحذفالفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة
• المسيحية السياسية.
• المسيحية الدينية.
• مذابح المسيحية السياسية.
• العداء ما بين اليهود والمسيحيين.
• اضطهاد اليهود للمسيحيين.
• اضطهاد المسيحيين لليهود.
• نشأت المسيحية اليهودية.
• مراكز انتشار المسيحية اليهودية.
• رأي العلماء والمؤرخيين في المسيحية اليهودية(الصهيومسيحية)
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية.
مقدمة: المسيحية الدينية والمسيحية السياسية:
قال تعالى:
{ وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُودًا أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ } سورة البقرة - 111 -
وقال جل شأنه:
{ وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ اليَهُودُ وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللهِ هُوَ الهُدَى وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ العِلْمِ مَا لَكَ مِنَ اللهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ } سورة البقرة – 120 -
وقال سبحانه وتعالى: { وَقَالُوا كُونُوا هُودًا أَوْ نَصَارَى تَهْتَدُوا قُلْ بَلْ مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِينَ} سورة البقرة – 135 -
وقال جل شأنه:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} سورة المائدة -51 –
وقال سبحانه وتعالى:
{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ } سورة المائدة – 57 -
وقال تبارك وتعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا اليَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ آَمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ المائدة:82}
ففي تلك الآيات الكريمات نجد الحق _ تبارك وتعالى _ يحدثنا عن نوعين من المسيحية، ففي آيات سورة البقرة ( 111 – 120 – 135 ) نجده _ سبحانه _ قد جمع بين اليهود وبين المسيحيين من حيث الأطماع التي تأصلت في نفوس كلا الفريقين آلا وهي الرغبة في السيطرة على العالم وفي ذلك ذم لهم.
ثم نجده - جل شأنه - في آيات سورة المائدة ( 51 ، 57) يحذرنا من مولاة اليهود والنصاري بصفة عامة أي اتخاذهم حليف ونصير وذلك لكراهيتهم الشديدة، وجعل ذلك من تقواه، وأن منْ يقع في مولاة اليهود والنصارى من المسلمين فقد وقع في ظلم مبين لنفسه ولدينه، كما توضح الأيات تحالف جديد لم يكن موجدا في زمان النبي - صلى الله عليه وسلم - وانما ظهر في عصرنا الحاضر، وهذا يُعد جانب من جوانب اعجاز القرآن الكريم وأقصد به تحالف مع اليهود مع بعض النصاري حيث قال تعالى { بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ } أي البعض من اليهود والبعض من النصارى يتحالفون مع بعضهم البعض ضد الإسلام والمسلمين، وهذا ما نراه جليا واضحا في عصرنا الحاضر.
والغريب في هذا التحالف أن كل طرف يتخذ من الآخر حليف وناصر من أجل تحقيق هدفه، فاليهود يتخذوا من النصارى القوة والمدد لسحق العرب المسلمين وتصفية القضية الفلسطينية حتى يظهر مسيخهم الدجال في صورة ملك من نسل نبي الله داؤود - عليه السلام - فيقهرون به النصارى ويقتلع البابا في روما ويجلس مكانه ليحكم العالم.
أما حلفاؤهم من النصارى وبخاصة البروتستانت فيساعدون اليهود من خلال إيمانهم بأن المسيح - عليه السلام - لن يعود إلا إذا أتم اليهود بناء هيكلهم المزعوم، فهو تحالف قائم على المصلحة، وليس على الود والحب، وهذا ما ستضح أكثر في ما يأتي من فصول هذا البحث.
ثم نجده - جل شأنه - في الأية (81) من ذات السورة يُفرق بين اليهود وبين المسيحيين فجمع اليهود مع المشركين استكمالا لذمهم، ثم اختص فئة من المسيحيين بمدح كريم آلا وهو قربهم من المؤمنين، وبذلك يكون القرآن الكريم قد فرق بين نوعين من المسيحية:
الأول منها: مذموم مع اليهود وهو ما يمكن أن طلق عليه المسيحية السياسية.
والثاني محمود أو ممدوح وهو ما يمكن أن نطلق عليه المسيحية الدينية وفيما يلي نجتهد بعون الله وتوفيقه في إلقاء الضوء على كلا الفريقين:
تلك هي أبرز سمات المسيحية السياسية التي تتستر خلف الدين في محاولة منها لاستعمار بلاد الشرق، فهي تحافظ على تفشي الجهل والمرض فيهم من أجل أن يكونوا لقمة سائغة للاستعمار المتستر خلف الدين المسيحي، ودعاوى التبشير.تلك هي المسيحية السياسية التي فشل جندها في الحملات الصليبية في الماضي، فعاود الكرة بالاستعمار، فلما حصل المشرق على حريته عمدت إلي الوقوف في وجه تقدمه ورقيه وحاربت صناعته ووصفته بالجهل والتخلف.
ردحذفوهي تهدف من وراء ذلك إلى مواصلة استعماره سياسيا وفكريا واقتصاديا... الخ تلك هي المسيحية السياسية والكنيسة الغربية التي كان جنودها يرددون وهم يستعدون لاستعمار بلاد الشرق على اختلاف شعوب تلك البلاد ما بين مسلمين ومسيحيين، كان جندها يردد وهو يرتدي خوذة القتال قائلا:
أماه
أتمي صلاتك لا تبكي
بل اضحكي وتأملي
أنا ذاهب إلى طرابلس
فرحا مسرورا
سأبذل دمي في سبيل سحق الأمة الملعونة
سأحارب الديانة الإسلامية.
سأقاتل بكل قوتي لمحو القرآن.
أولا: المسيحية السياسية أو المسيحية المذمومة:
ردحذفونقصد بها تلك المسيحية التي تنتشر في بلاد ودول الغرب في أوربا وأمريكا، والتي تحاول جاهدة بسط نفوذها على العالم تحت ستار المسيحية، ولذلك فهي تطلق اليد لمبشريها للعمل في جميع أرجاء العالم، وذلك من خلال هدف معلن وهو نشر الدين المسيحي، وآخر خفي يتمثل في بسط سيطرة ونفوذ الكنيسة الغربية على العالم بأثره من ناحية، ومن ناحية أخرى فرض الهيمنة الأوربية والأمريكية على شعوب تلك المناطق وإجبارها على الدوران في فلكها، فكما حاولت الكنيسة الغربية فعل ذلك في الماضي، فها هي تعيد نفس الكرة في الوقت الحاضر.
ففي الماضي كانت الحروب الصليبية، والآن نجد حملات التبشير بالدين المسيحي تغزو العالم بأثره، وبخاصة في المناطق التي تكثر فيها الصرعات التي تنميها السياسة الغربية كخطوة مكملة في نفس اتجاه الغزو الصليبي الغربي الجديد، ولا تتمثل خطورة ذلك الأمر في نشر الديانة المسيحية، وإنما مكمن الخطورة في أن هذه المسيحية التبشيرية ليست هي المسيحية التي جاء بها السيد المسيح ( عليه السلام) ولكنها مجموعة من التعاليم السياسية الأصل ذات المظهر الديني والتي تهدف إلى:
• ربط آسيا وأفريفيا بعجلة الغرب عن طريق نشر الدين.
• خلق فكر مسيحي يقف أمام الفكر الإسلامي والفكر المسيحي المعتدل في شتى مجالات الحياة السياسية والاقتصادية والدولية.
ويندهش الباحث حينما يرى كبار رجال الكنائس وهم يتناسون المسيحية ومبادئها الأصلية السمحة، ويجندون أنفسهم لخدمة الاستعمار الغربي، وهم يتخذون الدين المسيحي وسيلة للضغط على الشعوب المسيحية في الدول النامية حتى لا تتطور، وحتى تبقى بمنأى عن الرقي والتصنيع والتقدم:
- فإذا كانت الكنيسة في الغرب تقر بمبدأ فصل الدين عن الدولة، فهي لا تقر بذلك المبدأ بالنسبة لدول الشرق وذلك ليظل كلام الكنيسة سيفا مسلطا على رقاب العباد.
- وإذا كانت الكنيسة في الغرب تبارك التصنيع، فإنها تعارض ذلك التصنيع في بلاد الشرق وتبرر ذلك:
* بزعمها أن العامل يعتبر نفسه خالقا، وهذا يتنافى مع الإيمان، واعتبار الإنسان مخلوقا.
* كما تبرر ذلك الرفض للتصنيع في بلاد الشرق أيضا بزعمها أن الثروة التي ستعود على البلاد من التصنيع ستجلب الشر على المسيحيين بالبلاد النامية، لآن ارتفاع مستوى المعيشة ستصحبه كثرة الخطايا والشرور.
* كما ترى الكنيسة أن التقدم لن يتم إلا بالتضحية بالتراث والتقاليد الموروثة، ولذلك فهي تقرر أن الاحتفاظ بالتراث والتقاليد الموروثة خير من التقدم الاقتصادي، وتتخذ المجالس الكنسية العليا كل التدابير لتنفيذ ورعاية هذه السياسة الظالمة.