الفصل الرابع:
اليهود والإسلام:
(5) اليهود والفتن:
- بعد مقتل أمير المؤمنين
عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تمردتْ بعض المدن ،التي كانت خاضعة للدولتين
الرومانية والفارسية، ولكن أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه - أرسل عدة
حملات أدبت تلك المدن، ونشرت الإسلام في شمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط.
وكان الأعداء يتربصون
الدوائر بالدولة الإسلامية محاولين القضاء،عليها بشتى الطرق والسُبل،ففي سنة 35 هـ
تشكل التجمع السري في بعض الإمارات الإسلامية، والذي كان يخطط له، ويحركه يهودي من
أصل يمني أسلم في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان هو عبد الله بن سبأ.
فلم يكتف ابن سبأ بإثارة
الفتن ضد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي
الله عنهما - والتي انتهت بمقتلهما، بل قام ذلك اليهودي اللعين بتكوين جمعية سرية
على النظام اليهودي، جمعت أراء وأفكار ظاهرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر،
وباطنها هدم الإسلام.
- فلقد طُبع اليهود على
بثِّ الفتن، ونشر العداوات، وإلقاء التُّهَم، ووضع العراقيل، وإثارة الحروب، فظلَّت
يدهم الخفية - المتمثلة في جمعياتهم السرية القديمة - بعد وفاة النبي - صلى الله
عليه وسلم - تعملُ بكيد ومكر وغل وحقد في كل اتجاه وصوب، فكانت لهم يدٌ في ردَّة
المرتدِّين، ومانعي الزكاة الناكثين، ومدَّعي النبوة الكاذبين، وظلَّت دسائسهم
تُحَاك بليلٍ، وتنفَّذ بكيد في خفية من النهار، وذلك في خلافة أبي بكر الصديق -
رضي الله عنه –
وكذلك في خلافة عمر بن
الخطاب - رضي الله عنه - الذي كادت أن تتلاشى فيه تلك الفتن، وذلك بسبب إجلائهم
في خلافته - رضي الله عنه - عن الجزيرة العربية، ولكنهم بعد إجلائهم أرادوا أن
يثأروا لأنفسهم، فلم يتمَّ لهم ذلك عن قرب، فخطَّطوا له من بعيد، فدبِّروا
المؤامرة لقتل فاروق الأمة "عمر من الخطاب" - رضي الله عنه -
بالاتفاق مع المنافقين، وبمعاونة "أبي لؤلؤة المجوسي"، الذي توعَّد
أمير المؤمنين "عمر بن الخطاب"، وعزَّاه "كعب الأحبار"
في نفسه قبل موته بثلاث، فلما سأله عمر في ذلك، قال كعب: نجده مع صفتِك في
التوراة، ونفِّذت المؤامرة في صلاة الفجر، بطعن أمير المؤمنين "عمر بن
الخطاب"؛ ليكون شهيدًا في المحراب"(1)
- ولم تنتهِ فتن اليهود،
ولم ينقطع عَدَاؤهم للإسلام ولا للمسلمين، ولم ولن ينتهي طالما وُجِد على ظهر
الأرض يهوديا حيًّا، ولا يُؤمَنُ لليهودي شرٌّ ما بقيت له قدرة على فعله، ولا يُعرف
لهذه النقمة الدفينة علَّة إلا انحراف أصحابها عن الجادة، وذلك أنهم حين عجزوا عن
ضرب ومواجهة الإسلام في الميادين المكشوفة، وخاب أملهم في إحراز أي نصر، نفثوا
سموم حقدِهم في مؤامرات مَقِيتة تحت ستار الإسلام نفسِه، وذلك عن طريق النفاق،
وتأسيس الجمعيات السرية اليهودية؛ حيث تظاهر بعضهم بالإسلام، وهو في نفس الوقت
يُضمِر الكيد والغل له.
من هؤلاء "عبدالله
بن سبأ" المشهور بـابن السوداء - عليه لعنة الله - الذي ادَّعى الإسلام
في السنة السابعة من خلافة "عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فقد أسلم وهو
حاقدٌ على الإسلام والمسلمين، لقد استطاع ذلك الخبيث أن ينفخَ في رماد الفتنة حتى
أشعلها نارًا متأججة، ولعب على عواطف حُدَثاء الإسلام وضعفاء الإيمان، وبدأ يفتل
غزله، ويمد حبله شرق البلاد وغربها، حتى استطاع أن يجمع أنصارًا كثيرين لفكرته
الخبيثة المبنية على القول برجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحياة الدنيا
بعد موته، مستندًا على القول برجعة "عيسى" - عليه السلام - وكان
يقول: "العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذِّب بأن محمدًا يرجع".
ويستدل على ذلك بتأويل
خاطئ لقوله -تعالى-: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى
مَعَادٍ ﴾ (2)
حيث زعم : أن محمد - صلى
الله عليه وسلم - أحق بالرجوع من عيسى، فيقبل منه هذا الكلامَ السذَّجُ
والبُلَهاء، وهو كلام لا يتمشى مع القرآن، وكذلك قال بالوصية بالخلافة بعد رسول
الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خاصة، ولآل البيت
عامة من بعده، مستغلاًّ عاطفة الناس تجاه آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم –
كما أثار الناس على عثمان
- رضي الله عنه - وأخذ ينتحل له الاتهامات، ويختلق له المظالم، ويكيل له في
الأخطاء، وأخذ الخبيث يطعن علنًا في خلافته، واتهمه بالظلم، ونادى بالخروج عليه
وعلى ولاته في الأقاليم، مظهرًا ناحية أخرى حساسة لدى المسلمين؛ هي: الأمر
بالمعروف والنهي عن المنكر، فذلك أمرٌ من صميم الإسلام، وبه كان المسلمون خيرَ أمة
أخرجت للناس، وبذلك حرَّك الفتنة بتأليبِ الناس على "عثمان" - رضي
الله عنه –
فكاتَب الأمصار، واتخذ
أشياعًا له فيها، وحرَّض البلدان، وأغضب الناس على أميرهم، وسمع له كل مفتون
موتور، وصانَعَ بعضَ أهل المدينة، وكتب الكتب زورًا باسم "علي" إلى
مصر، وباسم "طلحة" إلى البصرة، وباسم "الزبير" إلى
الكوفة؛ لتحريض الناس على الخليفة وعمَّاله، وكان لهذه الكتب فعل السحر في نفوس
الناس خصوصًا في مصر، ولم يفتأ - ذلك الملعون - عن إضمار الكيد للإسلام وأهله، ولم
يقنع هو ومَن وراءه بمقتل "عثمان" وإثارة الفتن؛ لأنهم يُرِيدون ما
هو أكبر من ذلك من قضاء على الإسلام وإجهاز عليه، حتى تخلو لهم الساحة وحدَهم.
- فبعد مقتل
"عثمان" عَمِل اليهود على فُرْقة بين المسلمين، وصلت إلى حد الاصطدام
المسلَّح العنيف، في موقعتي "صفِّين" و"الجمل"، هذا
فضلاً عن الطوائف المختلفة التي نشأت عن تلك الفرقة، ففرَّقت وحدة المسلمين، وجعلت
شملهم بددًا، ولم يكتفِ "ابن سبأ" بذلك حتى أظهر دعوة جديدة، بعد
قوله بأحقية عليٍّ بالخلافة، وكذلك بالوصاية له من قِبَل النبي - صلى الله عليه
وسلم - والزعم بأن عليًّا خاتم الأوصياء، كما أن محمدًا خاتم الأنبياء، وبعد القول
بالرجعة، فراح يزعم ألوهية "علي بن أبي طالب" - رضي الله عنه - وقال
له: أنتَ أنتَ، أو "أنت الله"، و"أنت إله حقًّا"،
فنفاه عليٌّ إلى المدائن، ولما قُتِل عليٌّ - رضي الله عنه - قال عنه: إنه لم
يَمُتْ، ولم يَقتُل "ابنُ ملجم" إلا شيطانًا في صورة علي، وعلي في
السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسُّمه، وأنه سينزل بعد هذا إلى الأرض، ويملؤها
عدلاً.
وقال: كما كذبت اليهود
والنصارى في دعواها قتل عيسى، كذلك كذبت النواصب والخوارج في دعواها قتل علي،
وإنما رأتِ اليهود والنصارى شخصًا مصلوبًا شبَّهوه بعيسى، وكذلك القائلون بقتل
علي، رَأَوا قتيلاً يُشبِه عليًّا، فظنوا أنه علي، وعلي قد صَعِد إلى السماء،
وسينزل إلى الدنيا وينتقم من أعدائه.
- قال المحقِّقون:
"إن (ابن السوداء) كان على هوى دين اليهود، وأراد أن يفسد على المسلمين
دينهم بتأويلاته في علي وأولاده، لكي يعتقدوا فيه ما اعتقدتِ النصارى في عيسى -
عليه السلام - وانتسب إلى الرافضة حين وجدهم أعرق أهل الأهواء في الكفر، ودس
ضلالته في تأويلاته، هذا إن لم يكن هو رأس الرافضة، وأساس فكرها، ومخترع
مذهبها".
وقرن المستشرق
"فلهوزن" بين السبئية الرافضة، باعتبار السبئية الاسم الأقدم
للرافضة، وقال: إن السبئية تستمدُّ فكرتها من اليهودية؛ لأن الأخيرة هي التي
تقول بأن لموسى خليفة هو "يوشع"، وأن لكل نبي خليفة يعيش إلى جانبه
أثناء حياته، ويخلفه بعد مماته، وقد قال السبئية بأن عليًّا هو خليفة محمد - صلى
الله عليه وسلم - غير أن اليهود يُطلِقون اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا
على الخليفة، بينما يطلق عليه السبئية اسمَ الوصي، أو المهدي، أو الإمام.
وقال المستشرق
"جولد تسيهر": "إن فكرة الرجعة التي روَّج لها "ابن
سبأ" يهودية مسيحية، فعند اليهود والنصارى أن النبي "إيليا"
قد رُفع إلى السماء، وأنه لا بد أن يعود إلى الأرض في آخر الزمان لإقامة دعائم
الحق والعدل، ومن ثَمَّ كان "إيليا" هو النموذج الأول للإمام
"علي" المختفي الذي قال به "ابن سبأ"، والذي سيعود
يومًا ليهدي الناس وينقذ العالم!" (3)
بمثل هذه الأساليب أخذتِ
القُوَى الخفيَّة تعمل عملَها في ضرب الإسلام والمسلمين، فأسسوا مدرسة، بل مدارس
يدسُّون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الأحاديثَ المكذوبة، التي عرفت
بالموضوعة، كما أخذوا يؤولون القرآن الكريم، ويزعمون أن له ظاهرًا وباطنًا، وقالوا
بالإسرائيليات ونشَروها، كما قالوا بالتناسخ، والاتحاد والحلول، ووحدة الوجود،
وزعموا خلق القرآن، ووضعوا أسس الحركات الباطنية في الإسلام، وجرى اتصال الخبر بأن
"الاعتزال" كان له صلة باليهود، ولقد انتشر اليهود المتمسلمون
"المنافقون" في المساجد ينفثون سمومَهم، وذلك بطرح أسئلة تشكيكية
ظاهرها بريء، وباطنها سم رعاف، نشأت على إثرها فرق؛ كالقدرية، والجبرية، وغيرهما
من فرق الضلال(4)
- استمر كيد اليهود ونشطوا
في عهد عثمان، ولبسوا لباس الإسلام بقيادة ابن السوداء عبد الله بن سبأ، وظلوا
يؤلبون المسلمين على عثمان بدعوى أنه ليس أحق بالخلافة، وأن انتقال الرسول - صلى
الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى يعني انتقال شخصه إلى علي، كما أنتقلت شخصية
موسى إلى يوشع، وذهب عثمان ضحية لهذه الفتنة.
فلا ننسى دور ابن سبأ في
إذكاء نار الحرب في معركة صفين، ولا دوره في واقعة التحكيم ، ولا دوره في إشعال
القتال بين المسلمين في معركة الجمل، التي راح ضحيتها الكثير من صحابة رسول الله –
صلى الله عليه وسلم – وخلفت الكثير من الجراح في جسد الأمة الإسلامية.
ولا دوره في الفتنة
المزدوجة في عهد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فمن مشايعين له مبايعين في ذلك
إلى حد العبادة، ومن مبغضين مناوئين إلى حد الرمي بالكفر والردة، مما أدى إلى قتال
علي - رضي الله عنه - للفئتين.
فعندما فتح المسلمون الكثير
من الأمصار رحب أكثر أهل الذمة من اليهود والنصارى بهذه الفتوح في بلاد العراق
والشام ومصر؛ رغبة في الخلاص من الاضطهاد الروماني، حيث عاشوا في ظل دولة الإسلام
عيشة أحسن من التي كانوا يعيشونها في السابق مع بني قومهم، إلا أنهم لم يتخلوا عن
مكرهم وكيدهم؛ فكلما سنحت لهم فرصة اهتبلوها، وبادروا إليها بنشر الفتن فيما عُرف
بالشعوبية.
فلا ننسى فتن الباطنية في
العصر العباسي: ميمون القداح، القرامطة، الفاطميون، الإسماعيليون، والطوائف
الباطنية الأخرى في بلاد الشام وغيرها، وكلها من بذور اليهودية وتخطيطها لتدمير
العالم الإسلامي بالفتن والحروب. (5)
- ولا يشك أحد بأن اليهود
عملوا جهدهم- ولا يزالون- في الدس والتفريق بين المسلمين، ومحاولة إفساد عقيدتهم
وأخلاقهم؛ فالمحققون يجزمون بأن اليهود هم الذين أنشؤوا التشيع والرفض ابتداءً، وهم الذين بذروا بذور الفرق
الضالة كالمعتزلة والجهمية وسائر الفرق الباطنية كالنصيرية، والإسماعيلية،
والدروز، والقرامطة، وهم الذين مهدوا للدولة الفاطمية الشيعية وعن طريقها نشر
اليهود البدع القبورية، والطرق الصوفية، والأعياد المبتدعة، كعيد الميلاد، والبدع
والخرافات التي سادت في عهد الدولة الفاطمية، ودولة القرامطة وما بعدها.
ولما ظهرت القاديانية،
والبهائية أيدوها ثم احتضنوها، وهم الذين ساهموا في سقوط الخلافة العثمانية، ولن
ينسى المسلمون ما فعله يهود الدونمة في تركيا حين أظهروا الإسلام، ودخلوا في عمق
الخلافة، وكادوا للإسلام؛ فأسسوا الجمعيات السرية للإطاحة بالخلافة، ثم إعلان
العلمانية ومكَّنوا لصنيعتهم مصطفى كمال أتاتورك .
- فلقد قام هؤلاء
الشعوبيون بالاتصال بكل منْ له مصلحة في هدم الدولة الإسلامية بل والقضاء على
الإسلام من الفرس والنصارى حتى أصبحوا قوة تعمل في الظلام من أجل القضاء على
الإسلام، ولم يكتفوا بمحاولات ضرب الإسلام حربياً، بل عمدوا إلى إفساد عقيدة
المسلمين، مستغلين مظهرهم الإسلامي الذي يسهل لهم الحركة وسط المسلمين.(6)
- فمنذ أن وجدت تلك
الشعوبية ذات المظهر الإسلامي، وهم يعملون جاهدون على القضاء على الإسلام، فهم
يجمعون بين جنباتهم أحقاد الماضي، وآمالهم العريضة في حكم العالم، وعلى أيديهم
فسدت عقيدة العديد من الفرق الإسلامية، باستثناء منْ تمسك منهم بالكتاب والسنة،
وخلف هؤلاء الشعوبيون وقف اليهود يُشعلون النار، ويزيدونها إضراما من أجل تحقيق حلمهم الأعظم في حكم العالم.
الوزير مؤيد الدين بن العلقمي |
- ولا ننسى ما فعله الوزير
مؤيد الدين بن العلقمي ( وهو من كبار الشعوبيين )، وزير الخليفة العباسي المستعصم،
والذي لعب دوراً بارزاً في إسقاط الدولة العباسية في يد التتار، ولقد ظل هو ونصير
الدين الطوسي يحٌثان هولاكو على قتل المستعصم حتى قتله في يوم الأربعاء الرابع عشر
من صفر سنة 656 هـ (7)
كما لا ننسى دور اليهود في
القضاء على آخر رمز من رموز الخلافةالإسلامية بالقضاء على الخلافة الإسلامية في
تركيا على يد منْ تربى على أيديهم في جمعياتهم السرية، ومدارسهم التبشيرية، وكان
على رأسهم الغلام الذي حكم تركيا فيما بعد كمال أتاترك، الذي ألغى الخلافة الإسلامية،
كما ألغى وزارة الشريعة والأوقاف وربط التعليم بالدولة، وألغى المدارس الدينية(8)
- ذلك جانب يسير مما فعله
اليهود مع الإسلام والمسلمين في الماضي البعيد، وإن كان التاريخ لا يزال حافلا
بالعديد من المؤامرات التي حاكها اليهود ضد الإسلام والمسلمين فليست الحروب
الصليبية وما فعله اليهود في إذكاء نارها ببعيد عنا، ولا خفي علينا، ولو تتبعنا
تلك المؤامرات لاحتجنا إلى مئات الصفحات لحصرها ولكننا هنا نكتفي بذكر بعض الأمثلة
للدلالة على خطر اليهود والصهيونية العالمية وأعوانهم من البروتستانت على الإسلام.
إن عَدَاء اليهود قديمٌ يتجدَّد مع الأيام، ويستمرُّ مع الزمان حتى عصرنا
الحديث، وما ينتهي حتى قرب قيام الساعة، كما قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه
وسلم - ((لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهودَ، فيَقتُلهم المسلِمونَ حتى
يختبئَ اليهوديُّ خلف الشجر والحجر، فينطق الشجر والحجر، فيقول: يا مسلم، يا
عبد الله، تعالَ، ورائي يهودي فاقتلْه، إلا شجر الغَرْقَد؛ فإنه من شجر اليهود))
(9)
المراجع:
(1)
تعصب
اليهود، ص 249 - 250 بتصرف.
(2)
سورة القصص –
85 –
(3)
راجع بتوسع:
جنايات بني إسرائيل على الدين والمجتمع، ص319، 327، العواصم من القواصم في تحقيق
مواقف الصحابة بعد وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - للقاضي أبي بكر بن العربي
المالكي ص76 - 144، تحقيق/ محب الخطيب، ط/ دار الكتب السلفية، البداية والنهاية
لابن كثير، ج 7، ص187 - 207، ص246 - 267, القوى الخفية، 64 - 71، اليهودية، د/
أحمد شلبي، ص325، المخططات التلمودية، ص194 - 195، مكايد يهودية عبر التاريخ، د/
عبدالرحمن حسن حبنكة، ص150 - 157، ط دار القلم - دمشق (الخامسة) 1405هـ/ 1985م،
موسوعة فلاسفة ومتصوفة اليهودية، د/ عبدالمنعم الحفني، ص 121 - 124، ط/ مكتبة
مدبولي، بدون ذكر الطبع والتاريخ.
(4)
القوى
الخفية، ص69 - 71، بتصرف، والمخططات التلمودية، ص120، بتصرف.
(5)
مكايد يهودية
عبر التاريخ لعبد الرحمن حبنكة ص158 وما بعدها.
(6)
الكامل في
التاريخ لإبن الأثير ج 3 ص 78.
(7)
البداية
والنهاية لابن كثير ج 13 ص 200.
(8)
الرجل الصنم
ص 263 – 264 بتصرف.
(9)
أخرجه
البخاري، كتاب الجهاد، باب قتال اليهود، وأخرجه مسلم، كتاب الفتن. - دور المنظمات اليهودية مع
الإسلام أ. د. عمر بن
عبدالعزيز قريشي رابط الموضوع:
: https://www.alukah.net/culture/0/63104/#ixzz5fbuuGJE8
الفصل الرابع: اليهود والإسلام
ردحذف(5) اليهود والفتن:
- بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تمردتْ بعض المدن ،التي كانت خاضعة للدولتين الرومانية والفارسية، ولكن أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه - أرسل عدة حملات أدبت تلك المدن، ونشرت الإسلام في شمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط.
وكان الأعداء يتربصون الدوائر بالدولة الإسلامية محاولين القضاء،عليها بشتى الطرق والسُبل،ففي سنة 35 هـ تشكل التجمع السري في بعض الإمارات الإسلامية، والذي كان يخطط له، ويحركه يهودي من أصل يمني أسلم في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان هو عبد الله بن سبأ.
فلم يكتف ابن سبأ بإثارة الفتن ضد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما - والتي انتهت بمقتلهما، بل قام ذلك اليهودي اللعين بتكوين جمعية سرية على النظام اليهودي، جمعت أراء وأفكار ظاهرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباطنها هدم الإسلام.
- قال المحقِّقون: "إن (ابن السوداء) كان على هوى دين اليهود، وأراد أن يفسد على المسلمين دينهم بتأويلاته في علي وأولاده، لكي يعتقدوا فيه ما اعتقدتِ النصارى في عيسى - عليه السلام - وانتسب إلى الرافضة حين وجدهم أعرق أهل الأهواء في الكفر، ودس ضلالته في تأويلاته، هذا إن لم يكن هو رأس الرافضة، وأساس فكرها، ومخترع مذهبها".
ردحذفوقرن المستشرق "فلهوزن" بين السبئية الرافضة، باعتبار السبئية الاسم الأقدم للرافضة، وقال: إن السبئية تستمدُّ فكرتها من اليهودية؛ لأن الأخيرة هي التي تقول بأن لموسى خليفة هو "يوشع"، وأن لكل نبي خليفة يعيش إلى جانبه أثناء حياته، ويخلفه بعد مماته، وقد قال السبئية بأن عليًّا هو خليفة محمد - صلى الله عليه وسلم - غير أن اليهود يُطلِقون اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا على الخليفة، بينما يطلق عليه السبئية اسمَ الوصي، أو المهدي، أو الإمام.
وقال المستشرق "جولد تسيهر": "إن فكرة الرجعة التي روَّج لها "ابن سبأ" يهودية مسيحية، فعند اليهود والنصارى أن النبي "إيليا" قد رُفع إلى السماء، وأنه لا بد أن يعود إلى الأرض في آخر الزمان لإقامة دعائم الحق والعدل، ومن ثَمَّ كان "إيليا" هو النموذج الأول للإمام "علي" المختفي الذي قال به "ابن سبأ"، والذي سيعود يومًا ليهدي الناس وينقذ العالم!" (3)
بمثل هذه الأساليب أخذتِ القُوَى الخفيَّة تعمل عملَها في ضرب الإسلام والمسلمين، فأسسوا مدرسة، بل مدارس يدسُّون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الأحاديثَ المكذوبة، التي عرفت بالموضوعة، كما أخذوا يؤولون القرآن الكريم، ويزعمون أن له ظاهرًا وباطنًا، وقالوا بالإسرائيليات ونشَروها، كما قالوا بالتناسخ، والاتحاد والحلول، ووحدة الوجود، وزعموا خلق القرآن، ووضعوا أسس الحركات الباطنية في الإسلام، وجرى اتصال الخبر بأن "الاعتزال" كان له صلة باليهود، ولقد انتشر اليهود المتمسلمون "المنافقون" في المساجد ينفثون سمومَهم، وذلك بطرح أسئلة تشكيكية ظاهرها بريء، وباطنها سم رعاف، نشأت على إثرها فرق؛ كالقدرية، والجبرية، وغيرهما من فرق الضلال(4)
- ولا يشك أحد بأن اليهود عملوا جهدهم- ولا يزالون- في الدس والتفريق بين المسلمين، ومحاولة إفساد عقيدتهم وأخلاقهم؛ فالمحققون يجزمون بأن اليهود هم الذين أنشؤوا التشيع والرفض ابتداءً، وهم الذين بذروا بذور الفرق الضالة كالمعتزلة والجهمية وسائر الفرق الباطنية كالنصيرية، والإسماعيلية، والدروز، والقرامطة، وهم الذين مهدوا للدولة الفاطمية الشيعية وعن طريقها نشر اليهود البدع القبورية، والطرق الصوفية، والأعياد المبتدعة، كعيد الميلاد، والبدع والخرافات التي سادت في عهد الدولة الفاطمية، ودولة القرامطة وما بعدها.
ردحذفولما ظهرت القاديانية، والبهائية أيدوها ثم احتضنوها، وهم الذين ساهموا في سقوط الخلافة العثمانية، ولن ينسى المسلمون ما فعله يهود الدونمة في تركيا حين أظهروا الإسلام، ودخلوا في عمق الخلافة، وكادوا للإسلام؛ فأسسوا الجمعيات السرية للإطاحة بالخلافة، ثم إعلان العلمانية ومكَّنوا لصنيعتهم مصطفى كمال أتاتورك .
(5) اليهود والفتن:
ردحذف- بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تمردتْ بعض المدن ،التي كانت خاضعة للدولتين الرومانية والفارسية، ولكن أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه - أرسل عدة حملات أدبت تلك المدن، ونشرت الإسلام في شمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط.
وكان الأعداء يتربصون الدوائر بالدولة الإسلامية محاولين القضاء،عليها بشتى الطرق والسُبل،ففي سنة 35 هـ تشكل التجمع السري في بعض الإمارات الإسلامية، والذي كان يخطط له، ويحركه يهودي من أصل يمني أسلم في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان هو عبد الله بن سبأ.
فلم يكتف ابن سبأ بإثارة الفتن ضد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما - والتي انتهت بمقتلهما، بل قام ذلك اليهودي اللعين بتكوين جمعية سرية على النظام اليهودي، جمعت أراء وأفكار ظاهرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباطنها هدم الإسلام.
- عن إضمار الكيد للإسلام وأهله، ولم يقنع هو ومَن وراءه بمقتل "عثمان" وإثارة الفتن؛ لأنهم يُرِيدون ما هو أكبر من ذلك من قضاء على الإسلام وإجهاز عليه، حتى تخلو لهم الساحة وحدَهم.
ردحذف- فبعد مقتل "عثمان" عَمِل اليهود على فُرْقة بين المسلمين، وصلت إلى حد الاصطدام المسلَّح العنيف، في موقعتي "صفِّين" و"الجمل"، هذا فضلاً عن الطوائف المختلفة التي نشأت عن تلك الفرقة، ففرَّقت وحدة المسلمين، وجعلت شملهم بددًا، ولم يكتفِ "ابن سبأ" بذلك حتى أظهر دعوة جديدة، بعد قوله بأحقية عليٍّ بالخلافة، وكذلك بالوصاية له من قِبَل النبي - صلى الله عليه وسلم - والزعم بأن عليًّا خاتم الأوصياء، كما أن محمدًا خاتم الأنبياء، وبعد القول بالرجعة، فراح يزعم ألوهية "علي بن أبي طالب" - رضي الله عنه - وقال له: أنتَ أنتَ، أو "أنت الله"، و"أنت إله حقًّا"، فنفاه عليٌّ إلى المدائن، ولما قُتِل عليٌّ - رضي الله عنه - قال عنه: إنه لم يَمُتْ، ولم يَقتُل "ابنُ ملجم" إلا شيطانًا في صورة علي، وعلي في السحاب، والرعد صوته، والبرق تبسُّمه، وأنه سينزل بعد هذا إلى الأرض، ويملؤها عدلاً.
وقال: كما كذبت اليهود والنصارى في دعواها قتل عيسى، كذلك كذبت النواصب والخوارج في دعواها قتل علي، وإنما رأتِ اليهود والنصارى شخصًا مصلوبًا شبَّهوه بعيسى، وكذلك القائلون بقتل علي، رَأَوا قتيلاً يُشبِه عليًّا، فظنوا أنه علي، وعلي قد صَعِد إلى السماء، وسينزل إلى الدنيا وينتقم من أعدائه.
(5) اليهود والفتن:
ردحذف- بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تمردتْ بعض المدن ،التي كانت خاضعة للدولتين الرومانية والفارسية، ولكن أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه - أرسل عدة حملات أدبت تلك المدن، ونشرت الإسلام في شمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط.
وكان الأعداء يتربصون الدوائر بالدولة الإسلامية محاولين القضاء،عليها بشتى الطرق والسُبل،ففي سنة 35 هـ تشكل التجمع السري في بعض الإمارات الإسلامية، والذي كان يخطط له، ويحركه يهودي من أصل يمني أسلم في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان هو عبد الله بن سبأ.
فلم يكتف ابن سبأ بإثارة الفتن ضد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما - والتي انتهت بمقتلهما، بل قام ذلك اليهودي اللعين بتكوين جمعية سرية على النظام اليهودي، جمعت أراء وأفكار ظاهرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباطنها هدم الإسلام.
- ذلك جانب يسير مما فعله اليهود مع الإسلام والمسلمين في الماضي البعيد، وإن كان التاريخ لا يزال حافلا بالعديد من المؤامرات التي حاكها اليهود ضد الإسلام والمسلمين فليست الحروب الصليبية وما فعله اليهود في إذكاء نارها ببعيد عنا، ولا خفي علينا، ولو تتبعنا تلك المؤامرات لاحتجنا إلى مئات الصفحات لحصرها ولكننا هنا نكتفي بذكر بعض الأمثلة للدلالة على خطر اليهود والصهيونية العالمية وأعوانهم من البروتستانت على الإسلام.
ردحذفإن عَدَاء اليهود قديمٌ يتجدَّد مع الأيام، ويستمرُّ مع الزمان حتى عصرنا الحديث، وما ينتهي حتى قرب قيام الساعة، كما قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - ((لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهودَ، فيَقتُلهم المسلِمونَ حتى يختبئَ اليهوديُّ خلف الشجر والحجر، فينطق الشجر والحجر، فيقول: يا مسلم، يا عبد الله، تعالَ، ورائي يهودي فاقتلْه، إلا شجر الغَرْقَد؛ فإنه من شجر اليهود)) (9)
(5) اليهود والفتن:
ردحذف- بعد مقتل أمير المؤمنين عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – تمردتْ بعض المدن ،التي كانت خاضعة للدولتين الرومانية والفارسية، ولكن أمير المؤمنين عثمان بن عفان – رضي الله عنه - أرسل عدة حملات أدبت تلك المدن، ونشرت الإسلام في شمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط.
وكان الأعداء يتربصون الدوائر بالدولة الإسلامية محاولين القضاء،عليها بشتى الطرق والسُبل،ففي سنة 35 هـ تشكل التجمع السري في بعض الإمارات الإسلامية، والذي كان يخطط له، ويحركه يهودي من أصل يمني أسلم في عهد أمير المؤمنين عثمان بن عفان هو عبد الله بن سبأ.
فلم يكتف ابن سبأ بإثارة الفتن ضد أمير المؤمنين عثمان بن عفان، ثم أمير المؤمنين علي بن أبي طالب – رضي الله عنهما - والتي انتهت بمقتلهما، بل قام ذلك اليهودي اللعين بتكوين جمعية سرية على النظام اليهودي، جمعت أراء وأفكار ظاهرها الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وباطنها هدم الإسلام.
- ولم تنتهِ فتن اليهود، ولم ينقطع عَدَاؤهم للإسلام ولا للمسلمين، ولم ولن ينتهي طالما وُجِد على ظهر الأرض يهوديا حيًّا، ولا يُؤمَنُ لليهودي شرٌّ ما بقيت له قدرة على فعله، ولا يُعرف لهذه النقمة الدفينة علَّة إلا انحراف أصحابها عن الجادة، وذلك أنهم حين عجزوا عن ضرب ومواجهة الإسلام في الميادين المكشوفة، وخاب أملهم في إحراز أي نصر، نفثوا سموم حقدِهم في مؤامرات مَقِيتة تحت ستار الإسلام نفسِه، وذلك عن طريق النفاق، وتأسيس الجمعيات السرية اليهودية؛ حيث تظاهر بعضهم بالإسلام، وهو في نفس الوقت يُضمِر الكيد والغل له.
ردحذفمن هؤلاء "عبدالله بن سبأ" المشهور بـابن السوداء - عليه لعنة الله - الذي ادَّعى الإسلام في السنة السابعة من خلافة "عثمان بن عفان - رضي الله عنه - فقد أسلم وهو حاقدٌ على الإسلام والمسلمين، لقد استطاع ذلك الخبيث أن ينفخَ في رماد الفتنة حتى أشعلها نارًا متأججة، ولعب على عواطف حُدَثاء الإسلام وضعفاء الإيمان، وبدأ يفتل غزله، ويمد حبله شرق البلاد وغربها، حتى استطاع أن يجمع أنصارًا كثيرين لفكرته الخبيثة المبنية على القول برجعة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى الحياة الدنيا بعد موته، مستندًا على القول برجعة "عيسى" - عليه السلام - وكان يقول: "العجب ممن يزعم أن عيسى يرجع، ويكذِّب بأن محمدًا يرجع".
ويستدل على ذلك بتأويل خاطئ لقوله -تعالى-: ﴿ إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ لَرَادُّكَ إِلَى مَعَادٍ ﴾ (2)
حيث زعم : أن محمد - صلى الله عليه وسلم - أحق بالرجوع من عيسى، فيقبل منه هذا الكلامَ السذَّجُ والبُلَهاء، وهو كلام لا يتمشى مع القرآن، وكذلك قال بالوصية بالخلافة بعد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه - خاصة، ولآل البيت عامة من بعده، مستغلاًّ عاطفة الناس تجاه آل بيت النبي - صلى الله عليه وسلم –
كما أثار الناس على عثمان - رضي الله عنه - وأخذ ينتحل له الاتهامات، ويختلق له المظالم، ويكيل له في الأخطاء، وأخذ الخبيث يطعن علنًا في خلافته، واتهمه بالظلم، ونادى بالخروج عليه وعلى ولاته في الأقاليم، مظهرًا ناحية أخرى حساسة لدى المسلمين؛ هي: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فذلك أمرٌ من صميم الإسلام، وبه كان المسلمون خيرَ أمة أخرجت للناس، وبذلك حرَّك الفتنة بتأليبِ الناس على "عثمان" - رضي الله عنه –
فكاتَب الأمصار، واتخذ أشياعًا له فيها، وحرَّض البلدان، وأغضب الناس على أميرهم، وسمع له كل مفتون موتور، وصانَعَ بعضَ أهل المدينة، وكتب الكتب زورًا باسم "علي" إلى مصر، وباسم "طلحة" إلى البصرة، وباسم "الزبير" إلى الكوفة؛ لتحريض الناس على الخليفة وعمَّاله، وكان لهذه الكتب فعل السحر في نفوس الناس خصوصًا في مصر، ولم يفتأ - ذلك الملعون
- ولا ننسى ما فعله الوزير مؤيد الدين بن العلقمي ( وهو من كبار الشعوبيين )، وزير الخليفة العباسي المستعصم، والذي لعب دوراً بارزاً في إسقاط الدولة العباسية في يد التتار، ولقد ظل هو ونصير الدين الطوسي يحٌثان هولاكو على قتل المستعصم حتى قتله في يوم الأربعاء الرابع عشر من صفر سنة 656 هـ (7)
ردحذفكما لا ننسى دور اليهود في القضاء على آخر رمز من رموز الخلافةالإسلامية بالقضاء على الخلافة الإسلامية في تركيا على يد منْ تربى على أيديهم في جمعياتهم السرية، ومدارسهم التبشيرية، وكان على رأسهم الغلام الذي حكم تركيا فيما بعد كمال أتاترك، الذي ألغى الخلافة الإسلامية، كما ألغى وزارة الشريعة والأوقاف وربط التعليم بالدولة، وألغى المدارس الدينية(8)
- ذلك جانب يسير مما فعله اليهود مع الإسلام والمسلمين في الماضي البعيد، وإن كان التاريخ لا يزال حافلا بالعديد من المؤامرات التي حاكها اليهود ضد الإسلام والمسلمين فليست الحروب الصليبية وما فعله اليهود في إذكاء نارها ببعيد عنا، ولا خفي علينا، ولو تتبعنا تلك المؤامرات لاحتجنا إلى مئات الصفحات لحصرها ولكننا هنا نكتفي بذكر بعض الأمثلة للدلالة على خطر اليهود والصهيونية العالمية وأعوانهم من البروتستانت على الإسلام.
إن عَدَاء اليهود قديمٌ يتجدَّد مع الأيام، ويستمرُّ مع الزمان حتى عصرنا الحديث، وما ينتهي حتى قرب قيام الساعة، كما قال رسولنا الكريم – صلى الله عليه وسلم - ((لن تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهودَ، فيَقتُلهم المسلِمونَ حتى يختبئَ اليهوديُّ خلف الشجر والحجر، فينطق الشجر والحجر، فيقول: يا مسلم، يا عبد الله، تعالَ، ورائي يهودي فاقتلْه، إلا شجر الغَرْقَد؛ فإنه من شجر اليهود)) (9)
- قال المحقِّقون: "إن (ابن السوداء) كان على هوى دين اليهود، وأراد أن يفسد على المسلمين دينهم بتأويلاته في علي وأولاده، لكي يعتقدوا فيه ما اعتقدتِ النصارى في عيسى - عليه السلام - وانتسب إلى الرافضة حين وجدهم أعرق أهل الأهواء في الكفر، ودس ضلالته في تأويلاته، هذا إن لم يكن هو رأس الرافضة، وأساس فكرها، ومخترع مذهبها".
ردحذفوقرن المستشرق "فلهوزن" بين السبئية الرافضة، باعتبار السبئية الاسم الأقدم للرافضة، وقال: إن السبئية تستمدُّ فكرتها من اليهودية؛ لأن الأخيرة هي التي تقول بأن لموسى خليفة هو "يوشع"، وأن لكل نبي خليفة يعيش إلى جانبه أثناء حياته، ويخلفه بعد مماته، وقد قال السبئية بأن عليًّا هو خليفة محمد - صلى الله عليه وسلم - غير أن اليهود يُطلِقون اسم النبي - صلى الله عليه وسلم - أيضًا على الخليفة، بينما يطلق عليه السبئية اسمَ الوصي، أو المهدي، أو الإمام.
وقال المستشرق "جولد تسيهر": "إن فكرة الرجعة التي روَّج لها "ابن سبأ" يهودية مسيحية، فعند اليهود والنصارى أن النبي "إيليا" قد رُفع إلى السماء، وأنه لا بد أن يعود إلى الأرض في آخر الزمان لإقامة دعائم الحق والعدل، ومن ثَمَّ كان "إيليا" هو النموذج الأول للإمام "علي" المختفي الذي قال به "ابن سبأ"، والذي سيعود يومًا ليهدي الناس وينقذ العالم!" (3)
بمثل هذه الأساليب أخذتِ القُوَى الخفيَّة تعمل عملَها في ضرب الإسلام والمسلمين، فأسسوا مدرسة، بل مدارس يدسُّون على النبي - صلى الله عليه وسلم - الأحاديثَ المكذوبة، التي عرفت بالموضوعة، كما أخذوا يؤولون القرآن الكريم، ويزعمون أن له ظاهرًا وباطنًا، وقالوا بالإسرائيليات ونشَروها، كما قالوا بالتناسخ، والاتحاد والحلول، ووحدة الوجود، وزعموا خلق القرآن، ووضعوا أسس الحركات الباطنية في الإسلام، وجرى اتصال الخبر بأن "الاعتزال" كان له صلة باليهود، ولقد انتشر اليهود المتمسلمون "المنافقون" في المساجد ينفثون سمومَهم، وذلك بطرح أسئلة تشكيكية ظاهرها بريء، وباطنها سم رعاف، نشأت على إثرها فرق؛ كالقدرية، والجبرية، وغيرهما من فرق الضلال(4)
- استمر كيد اليهود ونشطوا في عهد عثمان، ولبسوا لباس الإسلام بقيادة ابن السوداء عبد الله بن سبأ، وظلوا يؤلبون المسلمين على عثمان بدعوى أنه ليس أحق بالخلافة، وأن انتقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى يعني انتقال شخصه إلى علي، كما أنتقلت شخصية موسى إلى يوشع، وذهب عثمان ضحية لهذه الفتنة.
فلا ننسى دور ابن سبأ في إذكاء نار الحرب في معركة صفين، ولا دوره في واقعة التحكيم ، ولا دوره في إشعال القتال بين المسلمين في معركة الجمل، التي راح ضحيتها الكثير من صحابة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وخلفت الكثير من الجراح في جسد الأمة الإسلامية.
ولا دوره في الفتنة المزدوجة في عهد علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - فمن مشايعين له مبايعين في ذلك إلى حد العبادة، ومن مبغضين مناوئين إلى حد الرمي بالكفر والردة، مما أدى إلى قتال علي - رضي الله عنه - للفئتين.
فعندما فتح المسلمون الكثير من الأمصار رحب أكثر أهل الذمة من اليهود والنصارى بهذه الفتوح في بلاد العراق والشام ومصر؛ رغبة في الخلاص من الاضطهاد الروماني، حيث عاشوا في ظل دولة الإسلام عيشة أحسن من التي كانوا يعيشونها في السابق مع بني قومهم، إلا أنهم لم يتخلوا عن مكرهم وكيدهم؛ فكلما سنحت لهم فرصة اهتبلوها، وبادروا إليها بنشر الفتن فيما عُرف بالشعوبية.
فلا ننسى فتن الباطنية في العصر العباسي: ميمون القداح، القرامطة، الفاطميون، الإسماعيليون، والطوائف الباطنية الأخرى في بلاد الشام وغيرها، وكلها من بذور اليهودية وتخطيطها لتدمير العالم الإسلامي بالفتن والحروب. (5)
- ولا يشك أحد بأن اليهود عملوا جهدهم-