ثانيا: اضطهاد المسلمين في الأندلس:
من خلال المقارنة بين سماحة المسلمين حين يكتب لهم النصر والتمكين وبين ما سجله التاريخ من وحشية النصارى في الحروب الصليبية وخلال فترات الكشوف الجغرافية والاستعمار الذي حل بكثير من بلاد الإسلام حقبة من الزمن يتجلى لنا الفارق بين دين الحق دين التسامح والعفو وبين أتباع الأديان الوحشية التي لا تتورع عن سفك الدماء .
(1) سماحة الإسلام بشهادة الغرب
فهذه أراء طائفة من مفكري وفلاسفة الغرب الصليبي في صاحب الدعوة الإسلامية النبي محمد – صلى الله عليه وسلم – وفي أصحابه حيث قالوا:
بوسورث سميث:
لقد كان محمد قائدا سياسيا وزعيما دينيا في آن واحد. لكن لم تكن لديه عجرفة رجال الدين، كما لم تكن لديه فيالق مثل القياصرة. ولم يكن لديه جيوش مجيشة أو حرس خاص أو قصر مشيد أو عائد ثابت. إذا كان لأحد أن يقول إنه حكم بالقدرة الإلهية فإنه محمد، لأنه استطاع الإمساك بزمام السلطة دون أن يملك أدواتها ودون أن يسانده أهلها.(1)
مايكل هارت
إن اختياري محمداً، ليكون الأول في أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، ولكنه الرجل الوحيد في التاريخ كله الذي نجح أعلى نجاح على المستويين: الديني والدنيوي.
فهناك رُسل وأنبياء وحكماء بدءوا رسالات عظيمة، ولكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح في المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى في اليهودية، ولكن محمداً هو الوحيد الذي أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها في حياته. ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه في هذا المجال الدنيوي أيضاً، وحّد القبائل في شعـب، والشعوب في أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها في موضع الانطلاق إلى العالم. أيضاً في حياته، فهو الذي بدأ الرسالة الدينية والدنيوية، وأتمها.(2)
الدكتور زويمر
إن محمداً كان ولا شك من أعظم القواد المسلمين الدينيين، ويصدق عليه القول أيضاً بأنه كان مصلحاً قديراً وبليغاً فصيحاً وجريئاً مغواراً، ومفكراً عظيماً، ولا يجوز أن ننسب إليه ما ينافي هذه الصفات، وهذا قرآنه الذي جاء به وتاريخه يشهدان بصحة هذا الادعاء (3)
آن بيزيت Annie Besant
من المستحيل لأي شخص يدرس حياة وشخصية نبي العرب العظيم ويعرف كيف عاش هذا النبي وكيف علم الناس، إلا أن يشعر بتبجيل هذا النبي الجليل، أحد رسل الله العظماء، ورغم أنني سوف أعرض فيما أروي لكم أشياء قد تكون مألوفة للعديد من الناس فإنني أشعر في كل مرة أعيد فيها قراءة هذه الأشياء بإعجاب وتبجيل متجددين لهذا المعلم العربي العظيم.
هل تقصد أن تخبرني أن رجلاً في عنفوان شبابه لم يتعد الرابعة والعشرين من عمره بعد أن تزوج من امرأة أكبر منه بكثير وظل وفياً لها طيلة 26 عاماً ثم عندما بلغ الخمسين من عمره - السن التي تخبو فيها شهوات الجسد - تزوج لإشباع رغباته وشهواته؟! ليس هكذا يكون الحكم على حياة الأشخاص.
فلو نظرت إلى النساء اللاتي تزوجهن لوجدت أن كل زيجة من هذه الزيجات كانت سبباً إما في الدخول في تحالف لصالح أتباعه ودينه أو الحصول على شيء يعود بالنفع على أصحابه أو كانت المرأة التي تزوجها في حاجة ماسة للحماية(4)
جيبون أوكلي
"ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.
لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بإلوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين".(5)
إدوارد مونته |
عرف محمد بخلوص النية والملاطفة وإنصافه في الحكم، ونزاهة التعبير عن الفكر والتحقق، وبالجملة كان محمد أزكى وأدين وأرحم عرب عصره، وأشدهم حفاظاً على الزمام فقد وجههم إلى حياة لم يحلموا بها من قبل، وأسس لهم دولة زمنية ودينية لا تزال إلى اليوم.(6)
مونتجومري
إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدا وقائدا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل ذلك يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة في شخصه. فافتراض أن محمدا مدع افتراض يثير مشاكل أكثر ولا يحلها. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثل ما فعل بمحمد(7)
توماس أرنولد
"لقد عامل المسلمون الظافرون العرب المسيحيين بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة، واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة، ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام قد اعتنقته عن اختيار وإرادة، وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين لشاهد على هذا التسامح".(8)
المستشرق لين بول
ويقول المستشرق لين بول"Stanley Lane-Poole": "في الوقت الذي كان التعصب الديني قد بلغ مداه جاء الإسلام ليهتف ﴿ لكم دينكم ولي دين ﴾، وكانت هذه المفاجأة للمجتمع البشري الذي لم يكن يعرف حرية التدين، وربما لم يعرفها حتى الآن".
الكونت هنري دي كاستري
درست تاريخ النصارى في بلاد الإسلام، فخرجت بحقيقة مشرقة: هي أن معاملة المسلمين للنصارى تدل على لطف في المعاشرة، وهذا إحساس لم يُؤثر عن غير المسلمين .. فلا نعرف في الإسلام مجامع دينية، ولا أحبارًا يحترفون السير وراء الجيوش الغازية لإكراه الشعوب على الإيمان".
هنري دي شامبون مدير مجلة "ريفي بارلمنتير" الفرنسية
" لولا انتصار جيش شارل مارتل الهمجي على العرب المسلمين في فرنسا؛ لما وقعت بلادنا في ظلمات القرون الوسطى، ولما أصيبت بفظائعها ولا كابدت المذابح الأهلية التي دفع إليها التعصب الديني المذهبي، لولا ذلك الانتصار الوحشي على المسلمين في بواتييه، لظلت أسبانيا تنعم بسماحة الإسلام، ولنجت من وصمة محاكم التفتيش، ولما تأخر سير المدنية ثمانية قرون، ومهما اختلفت المشاعر والآراء حول انتصارنا ذاك، فنحن مدينون للمسلمين بكل محامد حضارتنا في العلم والفن والصناعة، مدعوون لأن نعترف بأنهم كانوا مثال الكمال البشري في الوقت الذي كنا فيه مثال الهمجية "
غوستاف لوبون
يقول غوستاف لوبون: فالحق أن الأمم لم تعرف فاتحين راحمين متسامحين مثل العرب، ولا دينًا سمحًا مثل دينهم.
ويتحدث عن صور من معاملة المسلمين لغير المسلمين فيقول: وكان عرب أسبانيا -خلا تسامحهم العظيم- يتصفون بالفروسية المثالية؛ فيرحمون الضعفاء، ويرفقون بالمغلوبين، ويقفون عند شروطهم، وما إلى ذلك من الخلال التي اقتبستها الأمم النصرانية بأوروبا منهم مؤخرا.(9)
زيغريد هونكه
"لا إكراه في الدين، هذا ما أمر به القرآن الكريم، فلم يفرض العرب على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فبدون أي إجبار على انتحال الدين الجديد اختفى معتنقو المسيحية اختفاء الجليد، إذ تشرق الشمس عليه بدفئها! وكما تميل الزهرة إلى النور ابتغاء المزيد من الحياة، هكذا انعطف الناس حتى من بقي على دينه، إلى السادة الفاتحين".(10)
(1) أهل حمص
ومن الصفحات المضيئة في تاريخنا الإسلامي ما ورد أن الصحابة لما دخلوا حمص وفرضوا على أهلها الجزية فجاءهم أمر من أبي عبيدة بن الجراح بمغادرة حمص للانضمام إلى جيش المسلمين حيث مواجهة الروم في اليرموك فقد أعادوا إلى أهل حمص ما أخذوه ؛ وقالوا إنا أخذناه في مقابل الدفاع عنكم أم وقد خرجنا فقد أصبحنا غير قادرين على حمايتكم فلزم رد ما أخذناه منكم فعجب لذلك أهل حمص أشد العجب وتمنوا لهم النصر على عدوهم .
(2) أبو بكر وجيش أسامه:
وهذا أبو بكر وقد وبعث أوصى جيش أسامة فقال: (يا أيها الناس قفوا أوصيكم بعشر فاحفظوها عني: لا تخونوا، ولا تَغُلُّوا، ولا تغدروا، ولا تمثلوا، ولا تقتلوا طفلاً صغيراً أو شيخاً كبيراً ولا امرأة، ولا تعقروا نحلاً ولا تحرقوه، ولا تقطعوا شجرة مثمرة، ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيراً إلا لمأكله، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له. وسوف تقدمون على قوم يأتونكم بآنية فيها ألوان الطعام فإذا أكلتم منها شيئا فاذكروا اسم اللّه عليها) الخ ما ذكره رضي الله عنه
(3) أبو بكر وعمر
ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﻮﻟﻰ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ ﺍﻟﺼﺪﻳﻖ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻗﺎﻡ ﺑﺘﻌﻴﻴﻦ ﻋﻤﺮ ﺑﻦ ﺍﻟﺨﻄﺎﺏ ﻗﺎﺿﻴﺎً ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ,
ﻓﻤﻜﺚ ﻋﻤﺮ ﺳﻨﺔ ﻟﻢ ﻳﻔﺘﺢ ﺟﻠﺴﺔ ﻭﻟﻢ ﻳﺨﺘﺼﻢ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﺛﻨﺎﻥ, ﻓﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺃﺑﻲ ﺑﻜﺮ ﺇﻋﻔﺎﺀﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ,
ﻓﻘﺎﻝ ﻟﻪ ﺃﺑﻮ ﺑﻜﺮ:
ﺃﻣﻦ ﻣﺸﻘﺔ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺗﻄﻠﺐ ﺍﻹﻋﻔﺎﺀ ﻳﺎ ﻋﻤﺮ؟
ﻓﻘﺎﻝ:
ﻻ ﻳﺎ ﺧﻠﻴﻔﺔ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻟﻜﻦ ﻻ ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻲ ﻋﻨﺪ ﻗﻮﻡ ﻣﺆﻣﻨﻴﻦ, ﻋﺮﻑ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻣﺎ ﻟﻪ ﻣﻦ ﺣﻖ ﻓﻠﻢ ﻳﻄﻠﺐ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻨﻪ, ﻭﻣﺎ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺍﺟﺐ ﻓﻠﻢ ﻳُﻘﺼِّﺮ ﻓﻲ ﺃﺩﺍﺋﻪ, ﺃﺣﺐ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻢ ﻷﺧﻴﻪ ﻣﺎ ﻳﺤﺐ ﻟﻨﻔﺴﻪ.. ﺇﺫﺍ ﻏﺎﺏ ﺃﺣﺪﻫﻢ ﺗﻔﻘﺪﻭﻩ, ﻭﺇﺫﺍ ﻣﺮﺽ ﻋﺎﺩﻭﻩ, ﻭﺇﺫﺍ ﺍﻓﺘﻘﺮ ﺃﻋﺎﻧﻮﻩ,ﻭﺇﺫﺍ ﺍﺣﺘﺎﺝ ﺳﺎﻋﺪﻭﻩ, ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺻﻴﺐ ﻭﺍﺳﻮﻩ.. ﺩﻳﻨﻬﻢ ﺍﻟﻨﺼﻴﺤﺔ ,ﻭﺧﻠﻘﻬﻢ ﺍﻷﻣﺮ ﺑﺎﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻭﺍﻟﻨﻬﻲ ﻋﻦ ﺍﻟﻤﻨﻜﺮ,.. ﻓﻔﻴﻢ ﻳﺨﺘﺼﻤﻮﻥ؟
(4) عمر بن عبد العزيز والمال
جاؤوا إلى أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز بأموال الزكاة، فقال: أنفقوها على الفقراء .
فقالوا ما عاد في أمة الإسلام فقراء، قال: فجهزوا بها الجيوش.
قالوا جيوش الإسلام تجوب الدنيا، قال: فزوجوا الشباب.
فقالوا من كان يريد الزواج زُوِج. وبقى مال، فقال: اقضوا الديون على المدينين.
فقضوها وبقى مال، فقال: انظروا (المسيحين واليهود) من كان عليه دين فسددوا عنه. ففعلوا وبقى مال، فقال: أعطوا أهل العلم.
فأعطوهم وبقى مال، فقال: اشتروا بها قمحاً وانثروه على رؤوس الجبال لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين
(5) أهل سمرقند
هل سمعتم بجيش منتصر يخرج من البلد الذي فتحه ؟ وبأمر من ؟ بأمر الخليفة القائد الأعلى لهذا الجيش.. ولماذا ؟ إليكم القصة التي تروي أغرب حادثة في تاريخ الدنيا ...
لما ولي الخلافة عمر بن عبد العزيز , وفد إليه قوم من أهل سمرقند , فرفعوا إليه أن قتيبة قائد الجيش الإسلامي فيها دخل مدينتهم وأسكنها المسلمين غدرا بغير حق , فكتب عمر إلي عامله هناك أن ينصب لهم قاضياً ينظر فيما ذكروا , فإذا قضي بإخراج المسلمين من سمرقند أُخرجوا ..!
فنصب لهم الوالي (جُميع بن حاضر الباجي ) قاضياً ينظر شكواهم , فحكم القاضي -وهو مسلم- بإخراج المسلمين ...علي أن ينذرهم قائد الجيش الإسلامي بعد ذلك , وينابذهم وفقا لمبادئ الحرب الإسلامية , حني يكون أهل سمرقند علي استعداد لقتال المسلمين فلا يُؤخذوا بغتة .
فلما رأي ذلك أهل سمرقند , رأوا مالا مثيل له في التاريخ من عدالة تنفذها الدولة علي جيشها وقائدها ... قالوا : هذه أمةٌ لا تُحارب , وإنما حكمها رحمة ونعمة , فرضوا ببقاء الجيش الإسلامي , وأقروا أن يقيم المسلمون بين أظهرهم .
أرأيتم . . . جيشٌ يفتح مدينة ويدخلها , فيشتكي المغلوبون للدولة المنتصرة , فيحكم قضاؤها علي الجيش الظافر ويأمر بإخراجه , ولا يدخلها بعد ذلك إلا أن يرضي أهلها . . . ؟
أرأيتم في التاريخ القديم والحديث حرباً يتقيد أصحابها بمبادئ الأخلاق والحق كما تقيد بها جيش المسلمين ؟
(3) الغرب الصليبي
أما الغرب الصليبي فيقوم بكل ما يتناقض مع السماحة، ويعشق سفك الدماء وبخاصة دماء المسلمين، يشهد على ذلك الماضي البعيد والحاضر القريب:
تقول ملكة إنجلترا (الكاثوليكية) في القرن السادس عشر في كتاب (بناة الإنسانية) :”بما أن أرواح الكفرة سوف تحرق في جهنم أبداً ؛ فليس هناك أكثر شرعية من تقليد الانتقام الإلهي بإحراقهم على الأرض”
أما الملك (أولافOlaf of Norway) فقد ذبح كل من رفض اعتناق المسيحية في النرويج ،قطع أيديهم وأرجلهم ونفاهم وشردهم ، حتى انفردت المسيحية بالبلاد.
هذا هو دستور الدعوة الإسلامية، سبيلٌ كله سلامٌ وحريةُ اختيار، لا إجبار ولا إكراه، ولذلك فمن الحقائق التاريخية المسلَّم بها أن المسيحيين من العرب ظلوا متمتعين بكامل حقوقهم، وأن عمر بن الخطاب لم يفرق بين تغلب المسيحية وبين المسلمين، ومعروف أيضًا أن المسيحيين في الشام طلبوا نجدة الجيوش الإسلامية لكي تخلِّصَهم من ظلم الروم، ولكي تنشرَ العدل بينهم، فقد كانت رسالة السماء تفرض إشاعة العدالة بين الناس أيًّا كان دينهم، وإذا كان الإسلام قد فرض الجزية عليهم فلم يكن ذلك عقابًا لهم، وإنما كان ثمنًا لحمايتهم، وفي نفس الوقت سمح لهم بإقامة شعائرهم الدينية والتمتع بكامل حقوقهم على وجه من العدل والإنصاف.
وكان الحال كذلك أيضًا بالنسبة للقبط في مصر، وقد لاقوا من الاضطهاد قبل الفتح الإسلامي ما جعلهم ينتظرون وصول العرب الفاتحين بفارغ الصبر، يقول السير توماس أرنولد في وصف حالهم:
"كان بعضُهم يعذَّب ثم يلقَى بهم في اليم، وتبع كثيرٌ منهم بَطْرِيقَهم إلى المنفى لينجوا من مضطهِديهم، وأخفَى عددٌ كبيرٌ منهم عقائدَهم الحقيقية وتظاهروا بقبول قرارات مجمع خلقدونية، وقد جلب الفتح الإسلامي إلى هؤلاء القبط حياةً تقوم على الحرية الدينية التي لم ينعموا بها قبل ذلك بقرن من الزمان، وقد تركهم عمرو بن العاص أحرارًا على أن يدفعوا الجزية، وكفل لهم الحرية في إقامة شعائرهم، وخلَّصهم بذلك من هذا التدخل المستمر الذي كانوا يئِنُّون من عبئه الثقيل في ظل الحكم الروماني، ولم يضع عمرو يده على شيء من ممتلكات الكنائس، ولم يرتكب عملاً من أعمال السلب والنهب، ويظهر أن حالة القبط في الأيام الأولى من حكم المسلمين كانت معتدلةً، وليس هنالك شاهد من الشواهد يدل على أن ارتدادهم عن دينهم القديم ودخولهم في الإسلام على نطاق واسع كان راجعًا إلى اضطهاد أو ضغط يقوم على عدم التسامح من جانب حكامهم المسلمين" (11)
وهكذا وجد القبط في ظل الإسلام الحريةَ الكاملةَ بعد أن قتل الإمبراطور جستنيان من قبط الإسكندرية الأرثوذكس وحدهم مائتي ألف مواطن.
وما يقال عن دخول مسيحيّي مصر إلى الإسلام دون ضغط أو إكراه يقال عن غيرهم من سكان البلاد التي فتحها المسلمون، وها هي رسالة كتبها البطريق النسطوري يشوع ياف الثالث Isho Yabh وبعث بها إلى المطران سمعان- رئيس أساقفة فارس- يقول فيها بعد أن صوَّر حزنه لتحوُّل كثير من المسيحيين الفرس إلى الإسلام: "وإن العرب- الذين منحهم الله سلطان الدنيا- يشاهدون ما أنتم عليه، وهم بينكم كما تعلمون حق العلم، ومع ذلك فهم لا يحاربون العقيدة المسيحية، بل على العكس، يعطفون على ديننا ويكرمون قُسُسَنا وقديسي الرب، ويجودون بالفضل على الكنائس والأديار، فلماذا إذن هجر شعبُك من أهل مرو عقيدتهم من أجل هؤلاء العرب؟ ولماذا حدث ذلك أيضًا في وقت لم يرغمهم فيه العرب- كما يصرح أهل مرو أنفسهم- على ترك دينهم؟ بل هم تعهَّدوا لهم أن يبقوا عليه آمنًا مصونًا إذا هم اقتصروا على أداء جزء من تجارتهم إليهم" (12)
لقد اعتاد الكتاب في الغرب أن يلصقوا بالإسلام تهمة التعصب . أفلا يتذكر هؤلاء أنه لم يُترك مسلم واحد حيا في إسبانيا وفي صقلية ، وفي أيوليا ؟!
هل نسبنا أنه لم يترك مسلم واحد حيا ، ولا مسجد واحد قائما في اليونان في أعقاب الانقلاب الذي وقع عام 1821 ..حيث قتل من المسلمين 300000 بمن فيهم من الشيوخ والنساء والأطفال ؟!
هل نسي هؤلاء أن المسلمين كانوا أغلبية في دول البلقان ثم تحولوا بعد ذلك إلي أقلية بسبب التعذيب والإرهاب والقتل ؟
أفلا يتذكر هؤلاء كيف عاش غير المسلمين في كنف الإسلام ، وكيف شاركوا المسلمين في الإدارة والحكم والسلطان حتى إذا سقط علم الخلافة وأتيحت لهم الفرصة استباحوا دم المسلم وعرضه أو يترك الإسلام ؟(13)
والآن إخواني وبني جلدتي نعرض لصور من اضطهاد المسلمين في بلاد الغرب الصليبي:
أولا: في الأندلس: اضطهاد المسلمين:
دخل الإسلام بلاد الأندلس من عام 92هـ واستمر حكم المسلمين بها إلى عام 897هـ وهي فترة طويلة شهدت أحيانًا قوة المسلمين وأحيانًا أخرى ضعف وتخاذل إلى أن سقط الحكم الإسلامي بتلك البلاد، وتعرف الأندلس بهذا الاسم نسبة إلي قبائل الفندال أو الوندال فسميت هذه البلاد بفانداليسيا ومع الأيام حُرّف إلى أندوليسيا فأندلس.
أبو عبد الله الصغير ( آخر ملوك بني الأحمر) يسلم مفاتيح غرناطة للملكة إيزابيلا الأولى وزوجها فيرديناند.
(1) دولة بني الأحمر في مملكة غرناطة ( 620- 897هـ )
كانت مملكة غرناطة هي بقية ملك المسلمين في الأندلس بعد أن تمزق دولتهم، ووقوع أكثر المدن الكبرى في أيدي الصليبيين، وكان منشئ دولة بني الأحمر رجلاً عربيًا من بني نصر الدين – يقال إنهم ينتسبون إلى خزرج المدينة – ويدعى محمد بن يوسف، كان رجلاً شديد المراس ذا خلق كريم وكفاية نادرة، ولذلك لُقِّب بالشيخ اعترافًا له بالزعامة في بني النضير، ونظرًا للظروف التي كان المسلمون يمرون بها بالأندلس لم يكن بنو الأحمر يطمحون في أكثر من المحافظة على غرناطة، وقد كان ملوك غرناطة يطلبون المساعدة من بني مرين في المغرب ليساعدوهم في الحفاظ على ملكهم(15)
وبعد موت محمد الخامس توالى على عرش غرناطة عدد من ملوك بني الأحمر لم تكن لهم قوة أسلافهم ولا حذرهم ولا حيطتهم فعاشوا عيشة ترف ولهو، وفي الوقت الذي أخذ فيه الضعف يدب في أوصال غرناطة، بدأ النشاط والقوة تتجمع في إسبانيا المسيحية، فقد تزوج فرديناند ملك أراغون من إيزابيلا ملكة قشتالة واتحدت المملكتان ضد غرناطة.
وفي سنة 897هـ= 1492م أراد فرديناند أن يحسم الجولة فخرج بجيش قوامه 50.000 وحاصر المدينة، ولم يجد أبو عبد الله حاكم المدينة آنذاك بدًا من مفاوضة الصليبين، ولكن قائده موسى لم يرضَ بالتسليم للعدو، فلبس سلاحه وركب جواده، وغاص في الأعداء ضربًا وطعنًا حتى قتل غرقًا، مفضلاً ميتة كريمة عن حياة ذليلة(16)
(2) شروط التسليم
كانت شروط التسليم سبعة وستين شرطًا، منها:
- تأمين المسلمين على أنفسهم وأهلهم وأموالهم
- وإبقاء الناس في أماكنهم ودورهم وعقارهم
- وإقامة شريعتهم على ما كانت عليه
- وأن تبقى المساجد كما كانت
- ولا يُقهَر أحد على ترك دينه
- وأن يسير المسلم في بلاد النصارى آمنًا على نفسه وماله
- وأن يطلق سراح أسرى المسلمين
- وأن يكون لهم الحق في الخروج إلى أفريقية بأموالهم وأولادهم متى شاءوا.
وافق المسلمون على هذه الشروط ولم يكن أمامهم خيار آخر، ووقف عبد الله في ثلة من فرسانه بسفح جبل الريحان فلما مر موكب فرديناند وإيزابيلا تقدم فسلم مفاتيح المدينة ووقف من بعيد يودع ملكًا ذهب ومجدًا ضاع فلما رأته أمه ( عائشة الحرة) يبكي؛ قالت: "ابكِ مثل النساء ملكًا مضاعًا لم تحافظ عليه مثل الرجال"، ثم هاجر أبو عبد الله إلى المغرب ونزل بفاس؛ حيث عاش هو وأبناؤه على سؤال المحسنين(17)
(3) حركة إزالة الإسلام في الأندلس
لم تكن دموع أبي عبد الله آخر دموع سكبت بالأندلس بل تلتها دموع، ذلك أن النصارى ما لبثوا أن تنكروا لعهودهم ونقضوا الشروط، إلى أن آل الأمر إلى حملهم المسلمين على التنصير، فقد استصدرت المراسيم تخير المسلمين بين التنصير أو مغادرة البلاد؛ ففي 4 من محرم 907هـ صدر المرسوم الملكي بمنع وجود المسلمين في مملكة غرناطة، وحظر اتصال المسلمين بعضهم ببعض، ومن يخالف تلك الأوامر يكون جزاؤه الموت ومصادرة أملاكه.
في 13من رمضان 908هـ= 12من فبراير 1502م صدر المرسوم الذي يحتِّم على كل مسلم حر يبلغ الرابعة عشرة من عمره إن كان ذكرًا والثانية عشر من عمرها إن كانت أنثى مغادرة غرناطة قبل أول شهر مايو من العام نفسه،
ولا يسمح لمن يريد الخروج التصرف في أمواله وممتلكاته، ولا يكون الخروج إلى شمال إفريقيا؛ لأنها بلد إسلامية.
تعميد المسلمين في الأندلس بعد 1502 م.
في 19 من ربيع الأول سنة 920هـ= 12مارس سنة 1524م صدر الأمر البابوي بإجبار المسلمين على اعتناق الكاثوليكية، ومن أبي ذلك فعليه الخروج من إسبانيا خلال مدة معينة أو يصبح عبدًا رقيقً مدى الحياة، وفي ختام الأمر قرار يجعل كل المساجد كنائس، ورغم تنصُّر الكثيرين إلا أنهم لم يُترَكوا لحالهم، ولم يَسْلَموا من التعذيب والمطاردة.
إحراق المصاحف والكتب الإسلامية من قبل أعضاء محاكم التفتيش في إسبانيا..
وفي سنة 1007هـ= 1599م صدر المرسوم الملكي باسترقاق شباب المتنصِّرين والكهول منهم، ومصادرة أموالهم ونفيهم إلى خارج البلاد وأخذ الأطفال وإيداعهم المعاهد الدينية المسيحية ليتلقوا تربيتهم.
وفي 1018هـ=1609م صدر المرسوم الملكي بنفي كل المتنصرين إلى بلاد البربر خلال ثلاثة أيام من نشر القرار، وتم تقدير عدد المنفيين بعد ذلك بأكثر من مليون شخص.
محاكم التفتيش وما فعلته بمسلمى الاندلس.
وأخذ الأسبان يلفقون تهمًا غريبة لبقايا المسلمين وكان العقاب جاهزًا ومتشابهًا في كل الحالات: فمن الحرق إلى الجلد ومصادرة الممتلكات أو التشهير، ومن التهم التي كانت تُلَفَّق للمسلمين مثلاً: كثرة الاستحمام، أو تكفين الميت في ثياب جديدة، أو ذكر النبي صلى الله عليه وسلم، أو اقتناء القرآن، أو إحراز أوراق أو كتب عربية، أو إنشاد أغاني عربية أو الامتناع عن أكل لحم الخنزير وشرب الخمر أو الوضوء والقيام إلى الصلاة أو الصيام(18)
من حفلات إحراق المسلمين في الأندلس على يد محاكم التفتيش..
ظلَّ الأندلس بعد ذلك شبه خالٍ من المسلمين، إلا من الآثار الإسلامية، والعمران غير المسبوق الذي تركه المسلمون ما يزال شاهدًا على التقدم الذي شهده الأندلس خلال الحكم الإسلامي، وما زالت إسبانيا المسيحية حاليًا تقتات على الدخل السياحي الكبير الذي تدرُّه تلك الآثار الإسلامية التي امتهن النصارى بعضها؛ فحوَّلوه إلى كنيسة، أو متحف.
لقد شُغِف العالم بما شيده المسلمون كمدينة الزهراء التي لم يُبْنَ مثلُها، وقصر الحمراء بغرناطة، والمسجد الكبير بقرطبة الذي شوهه ألفونسو عند دخوله قرطبة؛ فقد جعل في أحد مداخل المسجد كاتدرائية، وأمر بتعليق أجراس الكنائس على المآذن، والآن يُمنَع أن تقام فيه الصلاة ويصعب دخوله إلاّ بتذكرة مدفوعة الثمن!
حتى هذا اليوم يحتفل الإسبان أحفاد القشتاليين بانتصارهم في معركة العقاب , والراية التي تظهر في الصورة هي راية المسلمين التي ظفروا بها يوم موقعة العقاب.
وما زالت الصليبيون في الأندلس المفقود يحاولون تشويه التاريخ، ويكذبون على العالم كله؛ فقد شاهدنا جميعًا حفل افتتاح دورة الألعاب الأوليمبية بمدينة برشلونة الأسبانية عام 1992م، وقد أُقِيمت هناك عمدًا في الذكرى الخمسمائة لطرد المسلمين من الأندلس، ورأينا كيف صور النصارى الأسبان من خلال فقرات الحفل الفاتحين المسلمين؛ فقد صوروهم كشياطين وقوى شريرة ترتدي السواد تأتي في سفن من قلب الظلام؛ لتحاول فتح الأندلس؛ فيبرز لها من خلف الأسوار ملائكة ترتدي البياض تشير إلى الصليبيين المجرمين؛ فيهزموا قوى الشر – المسلمين – ويردوهم على أعقابهم.
لقد مرَّ الحفل على الكثيرين، ولم يفهموا المعنى المراد؛ وذلك لأننا في غيبة عن تاريخنا المجيد، وفي ذهول عن محاولة إعادة ذلك التاريخ؛ بالنهضة والعلم، وقبل ذلك وبعده بالتمسك بصحيح الإسلام.
طرد المسلمين من ميناء دينايا.
(4) الموريسكيون
الموريسكيون أو الموريسكوس بالقشتالية هم المسلمون الذين بقوا في إسبانيا تحت الحكم المسيحي بعد سقوط المملكة الإسلامية وخُيروا بين اعتناق المسيحية أو ترك أسبانيا في الفترة الواقعة ما بين 1609 و 1614، أجبرت الحكومة الإسبانية المورسكيون على مغادرة المملكة إلى شمال أفريقيا بطريقةً مُنظمة كانت أعدادهم كبيرة في أراغون السفلي (مقاطعة تيروال حاليًا) وفي جنوب مملكة بالينسيا وفي غرناطة بينما كانت أعدادهم أقل في بقية مملكة قشتالة وقد تم تهجيرهم نحو دول المغرب العربي وتجاه الشام وتركيا بعد سقوط الأندلس ويتواجدون حالياً في الجزائر وتونس والمغرب.
ركوب المورسكيون في القوارب من بلنسية.
في عام 1609، كان هناك ما يقرب من 325,000 من المورسكيون في إسبانيا من أصل مجموع السكان 8,5 مليون بنسبة 3,5%
وتركزوا في تاج أراغون، حيث شكلوا 20٪ من السكان، وفي مملكة بالينسيا حيث وصلت نسبة المورسكيون إلى 33% من سكانها. وبالإضافة إلى ذلك، كان النمو السكاني للمورسكيون أعلى إلى حد ما مقارنة مع نمو السكان من المسيحيين؛ في بلنسية، قدر نمو مورسكيون بنسبة 69,7% مقارنة مع 44,7% للمسيحين.
(5) مورو مالو
"مورو مالو" هو الاسم الذي يطلقه الأسبان علي المغاربة المسلمين الساكنين لمدينتي سبته ومليلة المحتلتين من قبل الأسبان منذ مئات السنين، وهي تسمية مأخوذة من كلمة "موريسك" التي تشير في التاريخ الإسباني إلي بقايا المسلمين من عهد سقوط الأندلس، وهي تعني باللغة الأسبانية القديمة المعروفة بالقشتالية، صاحب الوجه العابس أو الوجه الكالح، تحقيراً وازدراءً للعرب والمسلمين، الذين بقوا في الأندلس بعد سقوط غرناطة سنة 897 هجرية ــ 1492 ميلادية،
ثم أنهم أضافوا كلمة أخرى هي "مالو" التي تعني الشرير ليصبح معنى عبارة "مورو مالو" هو المسلم الشرير، ليعكس هذه التسمية وهذا الوصف عن الخلفية الدينية الثابتة في النظرة الأسبانية إلى المسلمين في كل بقاع العالم وليس فقط في المغرب وأسبانيا، وتبقى مشحونةً بكل نزعات الكراهية نحو الإسلام والمسلمين
(6) بلدة في شمال أسبانيا تحظر ارتداء النقاب
صادقت بلدية ييدا البالغ عدد سكانها 120 ألف نسمة، في يوليو 2010على قرار حظر ارتداء النقاب في نحو 130 موقعًا من بينها مراكز مدنية وأحواض سباحة
وقال أنجيل روس رئيس بلدية ييدا "اعتقد أن النقاب أو الحجاب والأزياء المشابهة التي تغطي الوجوه تمامًا هي إساءة إلى المساواة بين الرجل والمرأة، وإساءة إلى كرامة المرأة"، حسب زعمه
وهذه المسألة لا تزال جديدة على أسبانيا البلد الذي يعتبره المسلمين محتلا نظرًا لكونها الأرض التي سبق وشهدت ازدهار الدولة الأندلسية الإسلامية، ثم احتلها البربر الأوروبيين، وتم عمل فيها "فرق محاكم التفتيش" حيث يتم قتل الشخص الذي يتمسك بالإسلام وبالتالي انتهت الأندلس إلى ما هي عليه الآن بدون مسلمين إلا القليل من المهاجرين العرب
وارتفع عدد المهاجرين الذين يعيشون في أسبانيا من نحو نصف مليون في العام 1996 إلى 5,7 ملايين العام الماضي. ويبلغ عدد سكان أسبانيا 47 مليون نسمة
نماذج لتعذيب المسلمين في الأندلس
المراجع:
(1) بوسورث سميث، من كتاب "محمد والمحمدية"، لندن 1874، صفحة 92
(2) مايكل هارت: في كتابه مائة رجل من التاريخ.
(3) الدكتور زويمر الكندي مستشرق كندي ولد 1813 ـ 1900 قال في كتابه (الشرق وعاداته)
(4) .( آن بيزينت: حياة وتعاليم محمد دار مادرس للنشر 1932. )
(5) (إدوارد جيبون وسيمون أوكلي، من كتاب "تاريخ إمبراطورية الشرق"، لندن 1870، صفحة 54. )
(6) (الفيلسوف إدوارد مونته Edward Montet الفرنسي مستشرق فرنسي ولد في بلدته لوكادا 1817 ـ 1894 قال في آخر كتابه (العرب)
(7) .(مونتجومرى وات، من كتاب "محمد في مكة"، 1953، صفحة 52. )
(8) (الدعوة الإسلامية لتوماس أرنولد نقلا عن كتاب رد افتراءات المبشرين محمد جمعة عبد الله ص242).
(9) (حضارة العرب، غوستاف لوبون، ص 344).
(10) (شمس الله تسطع على الغرب زيغريد هونكه 364-368 ط/ دار الآفاق الجديدة بيروت).
(11) (الدعوة إلى الإسلام: ص: 123، 124)،
(12) (توماس أرنولد: ص: 101، 182).
(13) "محمد بكتال مارمادوك ،المسلم الانجليزي"
(14) Mohammed) Marmaduke Pickthall (April 7, 1875 – May 19, 1936) a Western Islamic scholar(
(15) فريق البحوث والدراسات الإسلامية: الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي، تقديم د/ راغب السرجاني 1/ 405- 406.
(16) السابق نفسه ص 408
(17) السابق نفسه ص 408-409.
(18) فريق البحوث والدراسات الإسلامية: الموسوعة الميسرة في التاريخ الإسلامي، تقديم د/ راغب السرجاني 1/ 411-413.
جيبون أوكلي
ردحذف"ليس انتشار الدعوة الإسلامية هو ما يستحق الانبهار وإنما استمراريتها وثباتها على مر العصور. فما زال الانطباع الرائع الذي حفره محمد في مكة والمدينة له نفس الروعة والقوة في نفوس الهنود والأفارقة والأتراك حديثي العهد بالقرآن، رغم مرور اثني عشر قرنا من الزمان.
لقد استطاع المسلمون الصمود يدا واحدة في مواجهة فتنة الإيمان بالله رغم أنهم لم يعرفوه إلا من خلال العقل والمشاعر الإنسانية. فقول "أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله" هي ببساطة شهادة الإسلام. ولم يتأثر إحساسهم بإلوهية الله (عز وجل) بوجود أي من الأشياء المنظورة التي كانت تتخذ آلهة من دون الله. ولم يتجاوز شرف النبي وفضائله حدود الفضيلة المعروفة لدى البشر، كما أن منهجه في الحياة جعل مظاهر امتنان الصحابة له (لهدايته إياهم وإخراجهم من الظلمات إلى النور) منحصرة في نطاق العقل والدين"