بِسْمِ
اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
لماذا عذب اليهود يسوع المسيح و رفضوا حقيقته! |
الفصل الخامس: المسيحية السياسية والمسيحية الدينية:
رابعا:العداء ما بين اليهود
والمسيحيين:
يخبرنا
التاريخ عن علاقة شديدة السوء بين
اليهود والنصارى منذ قديم الزمان، فلقد استقبل اليهودُ المسيحَ أسوأ استقبال،
واتهموا أمَّه العذراء البتول مريم عليها السلام بالفاحشة، وسعوا لدى أمير القدس
الروماني لكي يقتل المسيح ، بل ويعتقد النصارى أن المسيح قد صُلب وقُتل بالفعل،
وإن كنا نحن المسلمين نعتقد اعتقادًا جازمًا أنه لم يُصلب ولم يقتل بل رفعه الله
إليه.. قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} (1)
لكن
النصارى يعتقدون في الصلب والقتل، وهذا أدى إلى انحراف عقائدي هائل، وكان من نتيجة
هذا الانحراف أن حمَّل النصارى اليهودَ هذا الذنب الضخم، ليس فقط لليهود الذين عاصروا
المسيح ولكن لكل يهود الدنيا، حتى صار اليهود يعرفون في التراث المسيحي
"بالأمة الملعونة"، وحتى صار النصارى يتوارثون في كل وقتٍ كراهية
اليهود.
وكلنا
يعلم ما طلبه أسقف القدس النصراني من عمر بن الخطاب عند إجراء الصلح مع المسلمين
من اشتراط ألاَّ يسكن اليهود مدينة القدس المقدسة بحال من الأحوال، هذا كله تاريخ
معروف، والكراهية متبادلة بين الطرفين.
وقد
صور القرآن الكريم هذه الصورة من الكراهية بين الطرفين في قول الحق – تبارك وتعالى
- :
{وَقَالَتِ
الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ
الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} (2)
جدال بين علماء دين مسيحيون (يسار) ويهود (يمين). |
التلمود أصل العداء:
رأينا
فيما مضى عند الحديث عن التلمود كمصدر رئيسي من مصادر الفكر اليهودي كيف وصف
التلمود المسيح – عليه السلام – بما لا يليق؟! وكيف وصف المسيحيين بأبشع الأوصاف؟!
وكيف نظر إلى الكنائس نظرة كلها ازدراء واحتقار؟!
فلم
يكتف التلمود بوصف السيد المسيح بأنه لقيط (ممزير) أي ابن زنا، وأنه تعلم ما كان
يقوله للناس على يد" يوشوا بن برخيا" وأن" يوشوا"حين علم بما
يقوله حرمه ، وألقاه بين قرون أربعمائة كبش ليُفتك به، وأن معجزاته من أعمال السحر
الذي تعلمه في مصر، واختص المسيح وأتباعه بكثير من الألفاظ المهينة الدالة على
الكذب والخداع والسحر والجنون والحمق والتضليل واللؤم والتفاهة والحقارة، وادعى
أنه قبل صلب المسيح أعلن في المدينة أن يحضر الذين يريدون الشهادة ببراءته، فلم
يتقدم أحد.
ولقد
كتب التلمود في الأصل لذم المسيح وأمه وتلامذته، والتهجم على المسيحية وإفسادها بكلام
بذئ. ووصف الأنجيل بأنه " وثيقة الكذب والخداع"
وقال
على مريم البتول: إنها امرأة ساقطة ، ومصففة شعور النساء، وهي البغي المتجولة في
الزقة والأسواق.(3)
البروتستانت لا يكرمون العذراء ولا يطلبون شفاعتها |
يُدعي
المسيحيون في لغة التلمود باسم "نوتسريم" أي ناصريون، نسبة إلى يسوع
الناصري من مدينة الناصرة في فلسطين ، غير أن المسيحيين يدعون كذلك بأسماء
أخرى،يستعملها التلمود للدلالة على غير اليهود.
وعن
ديانتهم يقول: ... ديانة غريبة وثنية، ومع أن تعاليمهم متنوعة فكلهم عبدة أوثان،
ويأكلون لحم الخنزيز ، أغوياء، غرباء، بلهاء، لحم ودم، وإن الرجال غير الروحيين
الذين كتب عليهم الهلاك في قرار الجحيم ، لن يتمكنوا من إقامة صلة حميمة مع الله،
عصاة لا يطيعون الله ، أسوأ نوع من الناس ، القتلة الفاسقون، الحيوانات القذرة
كالغائط بل أنهم لا يستحقون أن يسموا بشرا... فهم بهائم بأشكال آدمية، بل إنهم أهل
لتسميتهم ببهائم، بقر ، حمير، خنازير ، كلاب، .. بل إنهم أسوأ من الكلاب،
يتناسإلون بطريقة أردأ من البهائم، أصلهم شيطاني بهيمي، أرواحهم تولد من الشيطان،
وإلى الشيطان تعود في الجحيم بعد الممات، وأنه لا تختلف جثة مسيحي ميت عن حيوان، الزناة
النجسون الذين يشبهون الروث، وليسوا كالبشر. (4)
وأخيرا
.. جميع المسيحيين - حتى أفضلهم- يجب قتلهم، واليهودي الذي يقتل مسيحيا لا يقترف
إثما، بل يقدم إلى الله أضحية مقبولة، والضحية الوحيدة الضرورية بعد هدم الهيكل هي
إفناء المسيحيين، والذين يقتلون المسيحيين سيحتلون مكانا ساميا في الجنة، وعلى
اليهود ألا يكفوا عن إبادة الغوييم، وأن لا يدعوهم في أمان، ولا يخضعوا لهم، وجميع
اليهود مكرهون على التماسك معا لتحطيم الخونة بينهم، ولا يحول أي عيد، ولا أية
مسألة مهما كانا مقدسين، دون ضرب عنق مسيحي، وليكون الهدف الوحيد من جميع النشاطات
وصلوات اليهود هو تحطيم الديانة المسيحية.(5)
مارتين لوثر من زعما حركة الاصلاح الدينى التى نشأت منها الپروتستانتيه |
المسيحية نشأت في بيئة يهودية:
فالعلاقة
بين اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من
بيئة يهودية صرفة؛ ولا تزال آثار هذه الأصول
المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة والتناخ والتي يطلقون
عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من
الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه، يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في
شخص المسيح، وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة.(6)
لا
يعتبر يسوع في اليهودية شخصية مرسلة من قبل الإله، فهو ليس الماشيح ولا حتى نبي
بوصفه لم يتمم النبؤات الكتابية حوله؛ الانتقادات اليهودية لشخص يسوع بدأت منذ
رسالته، إذ تذكر الأناجيل وصفه من قبل رجال الدين اليهود بالممسوس من قبل الشيطان؛
وأراد الحاخام الأكبر جمالائيل الثاني بعد خراب الهيكل عام 70 أن يضيف في الصلوات
اليومية لعنات ضد المارقين على اليهودية ومن بينهم حسب رأيه يسوع، إلا أنه عاد
وعدل عن ذلك(7)
في
حين قال الرابي موسى بن ميمون في كتابه "ميشناه التوراة":
أما
عن يسوع الناصري الذي ادعى أنه المسيّا، وقُتل بأمر المحكمة، كان النبي دانيال قد
سبق وتنبأ عنه: "وأطفال ثوار شعبك سيرفعون أنفسهم لمرتبة النبوة
فيتعثرون"، فهل يمكن أن توجد صخرة عثرة أكبر من هذه؟ كل الأنبياء أجمعوا على
أن المسيّا سوف يخلص إسرائيل وينقذه وبأنه سيجمع المشتتين ويقيم الوصايا، بينما
سبب الناصري ضياع إسرائيل بحد السيف وتفرق من تبقى منهم في كل مكان، كما أنه غيّر
التوراة وتسبب بحصول خطأ فظيع."
كذلك
فإن اليهودية الإصلاحية تعلن بشكل صارم بأن كل يهودي يصرح بأن يسوع هو المسيح
المخلص فهو ليس بيهودي بعد، فبحسب التقليد اليهودي فإن السماء لم ترسل أنبياء بعد
عام 420 ق.م، فيكون بذلك النبي ملاخي هو آخر الأنبياء في اليهودية وهو سابق للمسيح
بأربعة قرون.(8)
أما
عن العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود
للمسيحيين منذ أيام يسوع،(9) ودورهم في صلبه،(10) ثم يذكر سفر أعمال الرسل اضطهاد
اليهود للمسيحيين،(11) ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين
في اليمن حسب بعض الباحثين.
بعضهم أولياء بعض:
وفجأة
طرأ تغيرً جذريًّ في نوع العلاقة بين اليهود والنصارى أدى إلى أوضاع مغايرة جدًّا
لما كنا نألفه عن العلاقة التقليدية بين الطائفتين!
إذا
بالأيام تدور، والأحداث تتغير، فنرى اليوم توافقًا عجيبًا بين الطرفين، واستماتة
نصرانية في الدفاع عن اليهود، أو إن شئت فقل: الدفاع عن أباطيل اليهود، ونرى
زيارات دينية متبادلة، وتأييد كنسيّ لكثير من قضايا اليهود، وخاصة اليهود الذين
يعيشون في فلسطين.
ولٌكن
قبل البحث في أسباب ذلك التحول في العلاقة ما بين النصارى واليهود علينا قبل ذلك
إلقاء الضوء على العداوة التي كانت سائدة ما بين الطرفين واضطهاد كل فريق للآخر
وذلك حتى ندرك عمق الخلاف الذي كان بينهما، وندرك أن هذا التحول من العداوة إلى
الصداقة يصب في مصلحة الفريقين لأنهما حولوا العداوة التي كانت بينهما إلى عدو
جديد وهو الإسلام ، فتعالوا بنا نرى كيف كان؟! وكيف تم ذلك؟!
وحقيقة
أخرى يجب أن ندركها وهي أن التقارب الذي تم بين اليهود والنصارى، لم يتم بين كل
اليهود وكل النصارى، وإنما بين البعض من اليهود والبعض من النصارى مصداقا لقوله
تعالى في سورة المائدة:
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ
أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ
فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ } (12)
اضطهاد رهبان المسيحية في اسرائيل |
وهذا
ما يؤكده ما يحدث مع المسيحيين حتى اليوم في إسرائيل:
-
صرح الناشط اليهودي المتطرف "بن تسيون جوفشتاين" مؤسس منظمة
"لاهافا" التي تنشط لمنع زواج اليهوديات في إسرائيل من الشبان العرب
المسلمين أو المسيحيين، وهي المنظمة التي يصفها البعض بشرطة الآداب اليهودية. وذلك
خلال ندوة صيفية أقيمت بإحدى المدارس الدينية "اليشيفوت" بالقدس قائلا: "نعم
يجب حرق الكنائس"(13)
-
تورطت خلية إرهابية يهودية مكونة من 5 أفراد في حرق كنيسة "الخبز
والسمك" على ضفاف بحيرة طبريا في 18 يونيو 2015 وكتبت على حائطها عبارات
مثل"ولتهدموا الأوثان هدماً".
وبحسب
موقع "والا" الإسرائيلي تشكلت الخلية عام 2013، وتسعى لتعجيل الخلاص
وفقاً للمنظور اليهودي من خلال استهداف المسيحيين، وسبق لها تنفيذ عملية تخريبية
داخل قرية "دير رافات" بالقدس في إبريل 2014. بل إن أعضاء الخلية خططوا
لاغتيال بابا الفاتيكان خلال زيارته للقدس في مايو 2014.
-
القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي كشفت في تقرير بتاريخ 27 ديسمبر 2013
جانباً من معاناة 550 كاهناً وراهباً في القدس، يتعرضون للبصق والشتم والكتابات
العنصرية على الكنائس والأديرة لكنهم يعطون لمهاجميهم "الخد الآخر".
الأب
جرجوري كولينس، رئيس أساقفة كنيسة رقاد السيدة العذراء القريبة من السور الجنوبي
المحيط بالبلدة القديمة، قال إنه بات يخشى التجول في شوارع القدس ليلاً. وأضاف:
"تعقبوني في الشارع وصرخوا في وجهي "يا شيطان".
-
جماعات يهودية منظمة تنفذ عمليات انتقامية تسمى "تاج محير" أو
"تدفيع الثمن" تستهدف حتى الأديرة، وتكتب عبارات عنصرية عليها،
كـ"المسيحيون قرود" و"الموت للمسيحيين".
كاميرات
المراقبة تكشف هؤلاء المخربين وهم يتسللون تحت جنح الظلام إلى مقابر الطائفة
الإنجيلية ويحطمون شواهد القبور ويقومون بتدنيسها وكتابة العبارات المسيئة. هؤلاء
عادة لا يتم القبض عليهم وسط اتهامات للشرطة الإسرائيلية بالتواطؤ.
-
يبصق اليهود المتديّنون ثلاث مرات كلما رأوا صليباً ويتلون من الآية
"26" من الإصحاح السابع في سفر التثنية أحد أسفار موسى الخمسة في
"التاناخ" أو الكتاب المقدس "ولا تدخل رجسًا إلى بيتك لئلا تكون
محرمًا مثله. تستقبحه وتكرهه لأنه محرم" في إشارة إلى الصليب.
الطريف
أن ملك بوهيميا تشارلز الرابع حاكم الإمبراطورية الرومانية المقدسة لجأ لإحدى
الحيل لدفع اليهود للكف عن البصق على الصليب، فعندما شيد في القرن الرابع عشر،
صليباً ضخماً في براغ، أخبره مستشاروه بعادة البصق هذه، ففرض على اليهود كتابة
كلمة "أدوناي" (أحد أسماء الإله في اليهودية) على الصليب.
إخواني وبني جلدتي:
استمر اليهود فى ملاحقة المسيحيين ، إلى
أن دارت الدائرة عليهم ، وأصبحوا مشردين فى الأرض ، وتسلط عليهم النصارى وانتقموا
منهم طبقا لما سجله التاريخ القديم والحديث ، ومن ذلك طردهم المتكرر من بلاد
أوروبا .. حيث كان جوهر التاريخ الأوروبي هو استئصال اليهود من نسيج شعوبهم مثلما
يفعل الجراح حين يستئصل الأورام من جسد مريضه.
والسؤال هو : كيف انقلبت
العداوة إلى صداقة وتعاون ، بعد أن كان اليهود فى نظر المسيحيين مارقين مفسدين يجب
استئصالهم واضطهادهم ، وبعد أن كان الصبى اليهودى كما قال الكاتب الأمريكى جيمس
فيرون مراسل النيويورك تايمز كان يُضرب وهو فى طريقه إلى المدرسة فى شيكاغو
بأمريكا ويأخذ علقة من زملائه .. لماذا ؟ .. لأنه قاتل المسيح . – (14)
إن النصارى كرهوا اليهود كراهة دينية، فالنصارى
يعتقدون أن اليهود قتلوا عيسى عليه السلام وصلبوه - وجاء في نصوص النصارى الدينية
ما يدلّ على معاداتهم لليهود، فباباوات الكاثوليك - أعلى مرجعية دينية عند النصارى
- قرَّروا قديمًا أن اليهود يعتبرون خطرًا على جميع شعوب العالم، وخاصَّةً الشعوب
النصرانية (15)
وقال أحد كبار الرهبان النصارى:
"إنَّ القوى ذاتها التي صلبت المسيح طيلة ألف وتسعمائة سنة تَسعى اليوم إلى
صلب كنيسته، ثم يقرر هذا الراهب النصراني أنَّ اليهوديَّة العالميَّة التي نجحت في
إذلال شعوب الأرض تترقَّب الفرصة المواتية؛ لسحق المسيحيَّة سحقًا كاملاً" (16)
واعترض الكاثوليك على هذا التوطين؛ لأنهم
يرون أن اليهود أنجاس قتلة، لا يجوز توطينهم في بلد مولد عيسى وعودته، وهم الذين
قتلوه حسب اعتقادهم "(17)
و كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة
الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، ورفض البابا بيوس العاشر فى لقائه مع هرتزل
عام 1904 دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين ، كما لم توافق الكنيسة الكاثوليكية
على وعد بلفور عام 1917.
كما أرسل الفاتيكان عام 1922م مذكرة رسمية
إلى عصبة الأمم ينتقد فيها فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين.
ثم بدأ التنازل تباعا فأعلن الفاتيكان
الحياد إزاء إعلان قيام دولة إسرائيلية عام 1948، ثم كان إصدار البابا يوحنا
الثالث والعشرين عام 1964 وثيقة تقضي بتبرئة اليهود من دم المسيح. ولاحقا في عام
1994 اعتذر الفاتيكان لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين. فما سر ذلك
التحول في العلاقة بين اليهود والنصاري؟! هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الصفحات
القادمة بإذن الله تعالى.
المراجع:
(1)
سورة النساء
– 157 –
(2)
سورة البقرة
– 113 –
(3)
اليهود تاريخ
وعقيدة: صـ 151، بتصرف.
(4)
فضح التلمود،
صـ 77-98
(5)
المرجع
السابق، صـ 145-149.
(6)
قصة الحضارة
ويل ديورانت، المجلد الثالث، الكتاب الخامس، الفصل الرابع، ص. 3921 نسخة محفوظة 17
يوليو 2017 على موقع واي باك مشين.
(7)
يسوع المسيح،
شخصيته وتعاليمه، مرجع سابق، ص.120.
(8)
Question
18.3.4: Reform's Position On...What is unacceptable practice? نسخة محفوظة 04 يناير 2018 على
موقع واي باك مشين.
(9)
يوحنا 22/9.
(10)
لوقا 2/22.
(11)
أعمال 1/8-3
(12)
سور المائدة
– 51 –
(13)
بحسب تقرير
صحيفة "يديعوت أحرونوت" المنشور بتاريخ 5 أغسطس 2015.
(14) مقال بعنوان طبيعة العلاقة بين إسرائيل وأمريكا / 11
يونيو 1966 مذكورا فى كتاب جارودى والإسلام لمحمود فوزى ) –
(15) مجلة: "سيفيلتا كاثوليكا" الصادرة عن
الفاتيكان مرجع الكاثوليك في العالم، عن الأصولية الإنجيلية لمحمد السماك
(16)
انقضاض
اليهودية على المسيحية" (9).
(17)
الصهيونية
المسيحية" لمحمد السماك (25).
رابعا:العداء ما بين اليهود والمسيحيين:
ردحذفيخبرنا التاريخ عن علاقة شديدة السوء بين اليهود والنصارى منذ قديم الزمان، فلقد استقبل اليهودُ المسيحَ أسوأ استقبال، واتهموا أمَّه العذراء البتول مريم عليها السلام بالفاحشة، وسعوا لدى أمير القدس الروماني لكي يقتل المسيح ، بل ويعتقد النصارى أن المسيح قد صُلب وقُتل بالفعل، وإن كنا نحن المسلمين نعتقد اعتقادًا جازمًا أنه لم يُصلب ولم يقتل بل رفعه الله إليه.. قال تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ} (1)
لكن النصارى يعتقدون في الصلب والقتل، وهذا أدى إلى انحراف عقائدي هائل، وكان من نتيجة هذا الانحراف أن حمَّل النصارى اليهودَ هذا الذنب الضخم، ليس فقط لليهود الذين عاصروا المسيح ولكن لكل يهود الدنيا، حتى صار اليهود يعرفون في التراث المسيحي "بالأمة الملعونة"، وحتى صار النصارى يتوارثون في كل وقتٍ كراهية اليهود.
ردحذفوكلنا يعلم ما طلبه أسقف القدس النصراني من عمر بن الخطاب عند إجراء الصلح مع المسلمين من اشتراط ألاَّ يسكن اليهود مدينة القدس المقدسة بحال من الأحوال، هذا كله تاريخ معروف، والكراهية متبادلة بين الطرفين.
وقد صور القرآن الكريم هذه الصورة من الكراهية بين الطرفين في قول الحق – تبارك وتعالى - :
{وَقَالَتِ الْيَهُودُ لَيْسَتِ النَّصَارَى عَلَى شَيْءٍ وَقَالَتِ النَّصَارَى لَيْسَتِ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ} (2)
إخواني وبني جلدتي:
ردحذفاستمر اليهود فى ملاحقة المسيحيين ، إلى أن دارت الدائرة عليهم ، وأصبحوا مشردين فى الأرض ، وتسلط عليهم النصارى وانتقموا منهم طبقا لما سجله التاريخ القديم والحديث ، ومن ذلك طردهم المتكرر من بلاد أوروبا .. حيث كان جوهر التاريخ الأوروبي هو استئصال اليهود من نسيج شعوبهم مثلما يفعل الجراح حين يستئصل الأورام من جسد مريضه.
والسؤال هو : كيف انقلبت العداوة إلى صداقة وتعاون ، بعد أن كان اليهود فى نظر المسيحيين مارقين مفسدين يجب استئصالهم واضطهادهم ، وبعد أن كان الصبى اليهودى كما قال الكاتب الأمريكى جيمس فيرون مراسل النيويورك تايمز كان يُضرب وهو فى طريقه إلى المدرسة فى شيكاغو بأمريكا ويأخذ علقة من زملائه .. لماذا ؟ .. لأنه قاتل المسيح . – (14)
إن النصارى كرهوا اليهود كراهة دينية، فالنصارى يعتقدون أن اليهود قتلوا عيسى عليه السلام وصلبوه - وجاء في نصوص النصارى الدينية ما يدلّ على معاداتهم لليهود، فباباوات الكاثوليك - أعلى مرجعية دينية عند النصارى - قرَّروا قديمًا أن اليهود يعتبرون خطرًا على جميع شعوب العالم، وخاصَّةً الشعوب النصرانية (15)
وقال أحد كبار الرهبان النصارى: "إنَّ القوى ذاتها التي صلبت المسيح طيلة ألف وتسعمائة سنة تَسعى اليوم إلى صلب كنيسته، ثم يقرر هذا الراهب النصراني أنَّ اليهوديَّة العالميَّة التي نجحت في إذلال شعوب الأرض تترقَّب الفرصة المواتية؛ لسحق المسيحيَّة سحقًا كاملاً" (16)
واعترض الكاثوليك على هذا التوطين؛ لأنهم يرون أن اليهود أنجاس قتلة، لا يجوز توطينهم في بلد مولد عيسى وعودته، وهم الذين قتلوه حسب اعتقادهم "(17)
و كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، ورفض البابا بيوس العاشر فى لقائه مع هرتزل عام 1904 دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين ، كما لم توافق الكنيسة الكاثوليكية على وعد بلفور عام 1917.
كما أرسل الفاتيكان عام 1922م مذكرة رسمية إلى عصبة الأمم ينتقد فيها فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين.
ثم بدأ التنازل تباعا فأعلن الفاتيكان الحياد إزاء إعلان قيام دولة إسرائيلية عام 1948، ثم كان إصدار البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1964 وثيقة تقضي بتبرئة اليهود من دم المسيح. ولاحقا في عام 1994 اعتذر الفاتيكان لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين. فما سر ذلك التحول في العلاقة بين اليهود والنصاري؟! هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى.
التلمود أصل العداء:
ردحذفرأينا فيما مضى عند الحديث عن التلمود كمصدر رئيسي من مصادر الفكر اليهودي كيف وصف التلمود المسيح – عليه السلام – بما لا يليق؟! وكيف وصف المسيحيين بأبشع الأوصاف؟! وكيف نظر إلى الكنائس نظرة كلها ازدراء واحتقار؟!
فلم يكتف التلمود بوصف السيد المسيح بأنه لقيط (ممزير) أي ابن زنا، وأنه تعلم ما كان يقوله للناس على يد" يوشوا بن برخيا" وأن" يوشوا"حين علم بما يقوله حرمه ، وألقاه بين قرون أربعمائة كبش ليُفتك به، وأن معجزاته من أعمال السحر الذي تعلمه في مصر، واختص المسيح وأتباعه بكثير من الألفاظ المهينة الدالة على الكذب والخداع والسحر والجنون والحمق والتضليل واللؤم والتفاهة والحقارة، وادعى أنه قبل صلب المسيح أعلن في المدينة أن يحضر الذين يريدون الشهادة ببراءته، فلم يتقدم أحد.
وقال أحد كبار الرهبان النصارى: "إنَّ القوى ذاتها التي صلبت المسيح طيلة ألف وتسعمائة سنة تَسعى اليوم إلى صلب كنيسته، ثم يقرر هذا الراهب النصراني أنَّ اليهوديَّة العالميَّة التي نجحت في إذلال شعوب الأرض تترقَّب الفرصة المواتية؛ لسحق المسيحيَّة سحقًا كاملاً" (16)
ردحذفواعترض الكاثوليك على هذا التوطين؛ لأنهم يرون أن اليهود أنجاس قتلة، لا يجوز توطينهم في بلد مولد عيسى وعودته، وهم الذين قتلوه حسب اعتقادهم "(17)
و كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، ورفض البابا بيوس العاشر فى لقائه مع هرتزل عام 1904 دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين ، كما لم توافق الكنيسة الكاثوليكية على وعد بلفور عام 1917.
كما أرسل الفاتيكان عام 1922م مذكرة رسمية إلى عصبة الأمم ينتقد فيها فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين.
ثم بدأ التنازل تباعا فأعلن الفاتيكان الحياد إزاء إعلان قيام دولة إسرائيلية عام 1948، ثم كان إصدار البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1964 وثيقة تقضي بتبرئة اليهود من دم المسيح. ولاحقا في عام 1994 اعتذر الفاتيكان لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين. فما سر ذلك التحول في العلاقة بين اليهود والنصاري؟! هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى.
رد
أزال المؤلف هذا التعليق.
ردحذفالمسيحية نشأت في بيئة يهودية:
ردحذففالعلاقة بين اليهودية والمسيحية معقدة ومتشعبة، فالمسيحية نشأت وأخذت مفاهيمها الأولية من بيئة يهودية صرفة؛ ولا تزال آثار هذه الأصول المشتركة بادية إلى اليوم من خلال تقديس المسيحيين للتوارة والتناخ والتي يطلقون عليها إلى جانب عدد من الأسفار الأخرى اسم العهد القديم الذي يشكل القسم الأول من الكتاب المقدس لدى المسيحيين في حين يعتبر العهد الجديد القسم الثاني منه، يعتقد المسيحيون أن النبؤات التي دونها أنبياء العهد القديم قد تحققت في شخص المسيح، وهذا السبب الرئيس لتبجيل التوراة.(6)
لا يعتبر يسوع في اليهودية شخصية مرسلة من قبل الإله، فهو ليس الماشيح ولا حتى نبي بوصفه لم يتمم النبؤات الكتابية حوله؛ الانتقادات اليهودية لشخص يسوع بدأت منذ رسالته، إذ تذكر الأناجيل وصفه من قبل رجال الدين اليهود بالممسوس من قبل الشيطان؛ وأراد الحاخام الأكبر جمالائيل الثاني بعد خراب الهيكل عام 70 أن يضيف في الصلوات اليومية لعنات ضد المارقين على اليهودية ومن بينهم حسب رأيه يسوع، إلا أنه عاد وعدل عن ذلك(7)
في حين قال الرابي موسى بن ميمون في كتابه "ميشناه التوراة":
أما عن يسوع الناصري الذي ادعى أنه المسيّا، وقُتل بأمر المحكمة، كان النبي دانيال قد سبق وتنبأ عنه: "وأطفال ثوار شعبك سيرفعون أنفسهم لمرتبة النبوة فيتعثرون"، فهل يمكن أن توجد صخرة عثرة أكبر من هذه؟ كل الأنبياء أجمعوا على أن المسيّا سوف يخلص إسرائيل وينقذه وبأنه سيجمع المشتتين ويقيم الوصايا، بينما سبب الناصري ضياع إسرائيل بحد السيف وتفرق من تبقى منهم في كل مكان، كما أنه غيّر التوراة وتسبب بحصول خطأ فظيع."
كذلك فإن اليهودية الإصلاحية تعلن بشكل صارم بأن كل يهودي يصرح بأن يسوع هو المسيح المخلص فهو ليس بيهودي بعد، فبحسب التقليد اليهودي فإن السماء لم ترسل أنبياء بعد عام 420 ق.م، فيكون بذلك النبي ملاخي هو آخر الأنبياء في اليهودية وهو سابق للمسيح بأربعة قرون.(8)
أما عن العلاقة الإنسانية بين الطرفين فقد اتسمت بالتقلب: بدأت مع اضطهاد اليهود للمسيحيين منذ أيام يسوع،(9) ودورهم في صلبه،(10) ثم يذكر سفر أعمال الرسل اضطهاد اليهود للمسيحيين،(11) ولاحقًا قام ذو نواس اليهودي بقتل مئات الألوف من المسيحيين في اليمن حسب بعض الباحثين.
وبحسب موقع "والا" الإسرائيلي تشكلت الخلية عام 2013، وتسعى لتعجيل الخلاص وفقاً للمنظور اليهودي من خلال استهداف المسيحيين، وسبق لها تنفيذ عملية تخريبية داخل قرية "دير رافات" بالقدس في إبريل 2014. بل إن أعضاء الخلية خططوا لاغتيال بابا الفاتيكان خلال زيارته للقدس في مايو 2014.
ردحذف- القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي كشفت في تقرير بتاريخ 27 ديسمبر 2013 جانباً من معاناة 550 كاهناً وراهباً في القدس، يتعرضون للبصق والشتم والكتابات العنصرية على الكنائس والأديرة لكنهم يعطون لمهاجميهم "الخد الآخر".
الأب جرجوري كولينس، رئيس أساقفة كنيسة رقاد السيدة العذراء القريبة من السور الجنوبي المحيط بالبلدة القديمة، قال إنه بات يخشى التجول في شوارع القدس ليلاً. وأضاف: "تعقبوني في الشارع وصرخوا في وجهي "يا شيطان".
- جماعات يهودية منظمة
إخواني وبني جلدتي:
ردحذفاستمر اليهود فى ملاحقة المسيحيين ، إلى أن دارت الدائرة عليهم ، وأصبحوا مشردين فى الأرض ، وتسلط عليهم النصارى وانتقموا منهم طبقا لما سجله التاريخ القديم والحديث ، ومن ذلك طردهم المتكرر من بلاد أوروبا .. حيث كان جوهر التاريخ الأوروبي هو استئصال اليهود من نسيج شعوبهم مثلما يفعل الجراح حين يستئصل الأورام من جسد مريضه.
والسؤال هو : كيف انقلبت العداوة إلى صداقة وتعاون ، بعد أن كان اليهود فى نظر المسيحيين مارقين مفسدين يجب استئصالهم واضطهادهم ، وبعد أن كان الصبى اليهودى كما قال الكاتب الأمريكى جيمس فيرون مراسل النيويورك تايمز كان يُضرب وهو فى طريقه إلى المدرسة فى شيكاغو بأمريكا ويأخذ علقة من زملائه .. لماذا ؟ .. لأنه قاتل المسيح . – (14)
إن النصارى كرهوا اليهود كراهة دينية، فالنصارى يعتقدون أن اليهود قتلوا عيسى عليه السلام وصلبوه - وجاء في نصوص النصارى الدينية ما يدلّ على معاداتهم لليهود، فباباوات الكاثوليك - أعلى مرجعية دينية عند النصارى - قرَّروا قديمًا أن اليهود يعتبرون خطرًا على جميع شعوب العالم، وخاصَّةً الشعوب النصرانية (15)
وقال أحد كبار الرهبان النصارى: "إنَّ القوى ذاتها التي صلبت المسيح طيلة ألف وتسعمائة سنة تَسعى اليوم إلى صلب كنيسته، ثم يقرر هذا الراهب النصراني أنَّ اليهوديَّة العالميَّة التي نجحت في إذلال شعوب الأرض تترقَّب الفرصة المواتية؛ لسحق المسيحيَّة سحقًا كاملاً" (16)
واعترض الكاثوليك على هذا التوطين؛ لأنهم يرون أن اليهود أنجاس قتلة، لا يجوز توطينهم في بلد مولد عيسى وعودته، وهم الذين قتلوه حسب اعتقادهم "(17)
و كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، ورفض البابا بيوس العاشر فى لقائه مع هرتزل عام 1904 دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين ، كما لم توافق الكنيسة الكاثوليكية على وعد بلفور عام 1917.
كما أرسل الفاتيكان عام 1922م مذكرة رسمية إلى عصبة الأمم ينتقد فيها فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين.
ثم بدأ التنازل تباعا فأعلن الفاتيكان الحياد إزاء إعلان قيام دولة إسرائيلية عام 1948، ثم كان إصدار البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1964 وثيقة تقضي بتبرئة اليهود من دم المسيح. ولاحقا في عام 1994 اعتذر الفاتيكان لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين. فما سر ذلك التحول في العلاقة بين اليهود والنصاري؟! هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى.
التلمود أصل العداء:
ردحذفرأينا فيما مضى عند الحديث عن التلمود كمصدر رئيسي من مصادر الفكر اليهودي كيف وصف التلمود المسيح – عليه السلام – بما لا يليق؟! وكيف وصف المسيحيين بأبشع الأوصاف؟! وكيف نظر إلى الكنائس نظرة كلها ازدراء واحتقار؟!
فلم يكتف التلمود بوصف السيد المسيح بأنه لقيط (ممزير) أي ابن زنا، وأنه تعلم ما كان يقوله للناس على يد" يوشوا بن برخيا" وأن" يوشوا"حين علم بما يقوله حرمه ، وألقاه بين قرون أربعمائة كبش ليُفتك به، وأن معجزاته من أعمال السحر الذي تعلمه في مصر، واختص المسيح وأتباعه بكثير من الألفاظ المهينة الدالة على الكذب والخداع والسحر والجنون والحمق والتضليل واللؤم والتفاهة والحقارة، وادعى أنه قبل صلب المسيح أعلن في المدينة أن يحضر الذين يريدون الشهادة ببراءته، فلم يتقدم أحد.
ولقد كتب التلمود في الأصل لذم المسيح وأمه وتلامذته، والتهجم على المسيحية وإفسادها بكلام بذئ. ووصف الأنجيل بأنه " وثيقة الكذب والخداع"
وقال على مريم البتول: إنها امرأة ساقطة ، ومصففة شعور النساء، وهي البغي المتجولة في الزقة والأسواق.(3)
يُدعي المسيحيون في لغة التلمود باسم "نوتسريم" أي ناصريون، نسبة إلى يسوع الناصري من مدينة الناصرة في فلسطين ، غير أن المسيحيين يدعون كذلك بأسماء أخرى،يستعملها التلمود للدلالة على غير اليهود.
إخواني وبني جلدتي:
ردحذفاستمر اليهود فى ملاحقة المسيحيين ، إلى أن دارت الدائرة عليهم ، وأصبحوا مشردين فى الأرض ، وتسلط عليهم النصارى وانتقموا منهم طبقا لما سجله التاريخ القديم والحديث ، ومن ذلك طردهم المتكرر من بلاد أوروبا .. حيث كان جوهر التاريخ الأوروبي هو استئصال اليهود من نسيج شعوبهم مثلما يفعل الجراح حين يستئصل الأورام من جسد مريضه.
والسؤال هو : كيف انقلبت العداوة إلى صداقة وتعاون ، بعد أن كان اليهود فى نظر المسيحيين مارقين مفسدين يجب استئصالهم واضطهادهم ، وبعد أن كان الصبى اليهودى كما قال الكاتب الأمريكى جيمس فيرون مراسل النيويورك تايمز كان يُضرب وهو فى طريقه إلى المدرسة فى شيكاغو بأمريكا ويأخذ علقة من زملائه .. لماذا ؟ .. لأنه قاتل المسيح . – (14)
إن النصارى كرهوا اليهود كراهة دينية، فالنصارى يعتقدون أن اليهود قتلوا عيسى عليه السلام وصلبوه - وجاء في نصوص النصارى الدينية ما يدلّ على معاداتهم لليهود، فباباوات الكاثوليك - أعلى مرجعية دينية عند النصارى - قرَّروا قديمًا أن اليهود يعتبرون خطرًا على جميع شعوب العالم، وخاصَّةً الشعوب النصرانية (15)
وقال أحد كبار الرهبان النصارى: "إنَّ القوى ذاتها التي صلبت المسيح طيلة ألف وتسعمائة سنة تَسعى اليوم إلى صلب كنيسته، ثم يقرر هذا الراهب النصراني أنَّ اليهوديَّة العالميَّة التي نجحت في إذلال شعوب الأرض تترقَّب الفرصة المواتية؛ لسحق المسيحيَّة سحقًا كاملاً" (16)
واعترض الكاثوليك على هذا التوطين؛ لأنهم يرون أن اليهود أنجاس قتلة، لا يجوز توطينهم في بلد مولد عيسى وعودته، وهم الذين قتلوه حسب اعتقادهم "(17)
و كان الفاتيكان من أشد المعارضين للحركة الصهيونية منذ مؤتمر بازل عام 1897 ، ورفض البابا بيوس العاشر فى لقائه مع هرتزل عام 1904 دعم الحركة الصهيونية وهجرة اليهود إلى فلسطين ، كما لم توافق الكنيسة الكاثوليكية على وعد بلفور عام 1917.
كما أرسل الفاتيكان عام 1922م مذكرة رسمية إلى عصبة الأمم ينتقد فيها فكرة إقامة وطن لليهود في فلسطين.
ثم بدأ التنازل تباعا فأعلن الفاتيكان الحياد إزاء إعلان قيام دولة إسرائيلية عام 1948، ثم كان إصدار البابا يوحنا الثالث والعشرين عام 1964 وثيقة تقضي بتبرئة اليهود من دم المسيح. ولاحقا في عام 1994 اعتذر الفاتيكان لعدم تدخله لإنقاذ اليهود من أيدي النازيين. فما سر ذلك التحول في العلاقة بين اليهود والنصاري؟! هذا ما سنحاول الإجابة عليه في الصفحات القادمة بإذن الله تعالى.
لايوجد عداوة بين النصارى واليهود أعدائنا هم المسلمين حضرتك تقول اعتقدو إنهم صلبوا لانحن متاكدين واليهود ايضا متاكدين فقط محمد الذي أراد صناعة دين جديد مخالف لهم بعد السرقة من جميع الاديان نكر الصلب ولايوجد دليل واحد في الإسلام على عدم الصلب لكن نحن واليهود لدينا ادله محمد كان يتلون مثل الحرباء حتى يكسب ود اليهود وعندما فشل مال لنصاري وقال منهم قسيسن ورهبان ولايستكبرو محمد كان مثل الحرباء يتلون حسب المصلحة وأتباعه مثله متعلمين من معلمهم كيف يستغلوا الموقف يتلونون مثل الحرباء حتى تنتهي المصالحة لكن قناع المسلمين انكشف والجميع يحتقرهم
حذف